تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

موعظة وكل من يتعرض للوعظ، وأن يبالغ في شأن الاستفادة من هذه الموعظة، لأن بعض الناس يتكبر عندما يعظه شخص ويرى أنه أكبر من أن يوعظ

د. محمد الخضيري: يعني أنا لست طفلاً حتى أذكر أو أوعظ. الحقيقة هنا أيضًا ملحظ قريب مما ذكرت يا أبا عبد الله وهو أن الناس يحتقرون الوعظ وإذا أرادوا أن يهونوا من شأن إنسان يقول لك هذا ما هو هذا الرجل، فيقول لك هو دكتور في الجامعة أم واعظ؟! مثلاً، يعني مرتبة الواعظ مرتبة إنسان ما عنده شيء إلا أنه فقط يتكلم عن الجنة والنار، أو يرقق القلوب أو شيء من هذا القبيل ومايعلمون أن الله –سبحانه وتعالى وصف نفسه بذلك.

د. عبد الرحمن الشهري: مثل الذي هنا (إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ) (يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا)

د. محمد الخضيري: (يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا) هذه نص في هذه المسألة وأن الرب –سبحانه وتعالى – ينسب لنفسه هذا الفعل ولايمكن أن ينسب الله لنفسه فعلاً يكون فيه شيء من النقص بل هو في غاية الكمال والتمام، ولعل الشيخ أبو بكر الجزائري –حفظه الله وأمد في عمره-يقصد هذا المعنى عندما يعرف بنفسه فيقول:الواعظ في المسجد النبوي يعني مايقول مثلاً شيخ التدريس أو مثلاً

د. عبد الرحمن الشهري: مع أنه مفسر أيضًا

د. محمد الخضيري: نعم مع أنه مفسر وفقيه وعنده جملة من العلوم نسأل الله –سبحانه وتعالى –أن يتقبل منه إلا أنه يعرِّف بنفسه فيقول الواعظ في المسجد النبوي، وهذه لفتة في أنه هذه المرتبة وهذا العمل الجليل يجب أن يكون محل احترام. الآية هذه تذكرني أيضًا بقصة اسمحوا لي بها في بعض مناطق المملكة يقللون من شأن المؤذن ويرون أن المؤذن حتى بعضهم- والعياذ بالله- يصل به الأمر إلى أنه لا يزوجوه، فتجد في بعض القبائل يأنفون من أن يكون فيهم من يؤذِّن، الشيخ –الله يرحمه –فيصل آل مبارك الذي كان من علماء الرياض ثم انتدبه الملك عبد العزيز ليكون قاضيًا في منطقة الجوف، طبعًا الشيخ لما جاء وجد المنطقة بحاجة إلى أن تُحيا فيها دروس العلم فعمل فيها عملاً عظيمًا، وكان من ضمن اللفتات الجميلة التي قام بها أنه وجد أن بعض القبائل هناك تأنف من الأذان وتستصغر وتنتقص هذا المؤذن، فماذا كان يفعل؟ كان هو يقوم بالأذان بنفسه طبعًا هو شيخ المنطقة كلها

د. عبد الرحمن الشهري: القاضي

د. محمد الخضيري: نعم، فحتى يرفع شأن المؤذن، في منطقة القصيم، أو في بعض مناطق القصيم يسمون المؤذن "رَيِّس" يعني من أجل ماذا؟ الرفع من شأنه لئلا يحصل ما حصل في بعض المناطق من الإقلال من شأنه ونحن نقول هذا مهمة المصلحين

د. مساعد الطيار: يعني يقول له أذن يا"رَيِّس".

د. محمد الخضيري: يقول له أذن يا"ريس" نعم، يسمى الريس، يقول جاء الريس، ذهب الريس وإذا سمعت اسم" الريس" في بعض المناطق ترى الأصل أبوهم كان مؤذن لأجل هذا المعنى أنه ريس، وأطول الناس أعناقًا يوم القيامة المؤذنون نعم

د. عبد الرحمن الشهري: سبحان الله جميل جدًا هذه أول مرة أسمع بها الحقيقة

د. محمد الخضيري: ألا ترون يا إخواني أن الإتيان بالحكم بالعدل بعد أداء الأمانة أن هذا الترتيب جاء في موقعه من جهة

د. عبد الرحمن الشهري: كيف ذلك؟

د. محمد الخضيري: إي نعم، أن كل إنسان لو أدى الأمانة فستنسجم الأمور ولن يبقى عندنا إلا الإشكالات التي

د. عبد الرحمن الشهري: بسيطة

د. محمد الخضيري: بسيطة، تحتاج إلى حاكم يحكم فيها بالعدل. فيمكن والله أعلم أن الحكم بالعدل متمم لأداء الناس للأمانة فإذا أدى الناس الأمانات، وحكموا بالعدل، فقد استقامت أمورهم وصلحت جميع أحوالهم وليس هناك مايكدر صفو العيش عندهم.

د. عبد الرحمن الشهري: نعم والله صحيح. ولذلك قالوا "لو أنصف الناس لاستراح القاضي "يعني لو أدى كلٌ أمانته على أكمل وجه لما بقي ربما إلا القلة القليلة تحتاج إلى (أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير