د. عبد الرحمن الشهري: تأتي الآية التي بعدها يا إخواني وهي من الآيات العظيمة في كتاب الله وهي قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا) كيف أول الآية هذه فيها لفتة أنها أمرت بطاعة الله –سبحانه وتعالى- على وجه الانفراد (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ) لذلك إذا جاء الأمر من الله –سبحانه وتعالى –فإنه ينبغي على المسلم أن يسارع للاستجابة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ)
الأمر الثاني: أنه جاء الأمر بطاعة الرسول –صلى الله عليه وسلم- على وجه الاستقلال أيضًا فقال (وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ)
د. محمد الخضيري: وكأن أمر الرسول مطاع لو جاء وحده
د. عبد الرحمن الشهري: نعم يعني مستقل بالتشريع –عليه الصلاة والسلام-تستقل السنة بالتشريع كالقرآن تمامًا، فيرد فيها أحكام لاترد إلا فيها وينبغي للمسلم أن يسارع إلى الاستجابة إليها
د. محمد الخضيري: وهذا فيه أعظم الرد على القرآنيين.
د. عبد الرحمن الشهري: كما مر معنا تذكرون عندما ذكرنا المحرّمات من النساء فقلنا (وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ) في القرآن والنبي –صلى الله عليه وسلم –جاء بتحريم الجمع بين البنت وخالتها، والبنت وعمتها بالسُنّة، وأيضا جاء تحريم كل ذي ناب من السباع، وكل ذي مخلب من الطير ورد بالسنة ولم يذكر في القرآن
د. مساعد الطيار: الأمثلة كثيرة
د. عبد الرحمن الشهري: وهذا مصداق لقوله (وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ)
اللفتة الثالثة:أنه قال (وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) ولم يقل يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأطيعوا أولي الأمر منكم لا، ليس على وجه الاستقلال لأن ولي الأمر لايطاع إلا فيما كان فيه طاعة لله، وطاعة لرسوله فإذا أمر بشيء فيه معصية فإنه لا يطاع وهذه من اللفتات الجميلة التي ينبه عليها المفسرون كثيرًا
د. محمد الخضيري: أن طاعتهم تبعٌ لطاعة الله وطاعة رسوله
د. مساعد الطيار: والسلف لهم في أولي الأمر قولان:
د. عبد الرحمن الشهري: "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق"، من هم أولي الأمر يا دكتور؟
د. مساعد الطيار: أولو الأمر العلماء وهذا الأشهر، والثاني أن أولي الأمر الأمراء والحكام
د. عبد الرحمن الشهري: العلماء هم الأشهر؟! أم العكس؟
د. مساعد الطيار: العلماء هم الذين يؤول إليهم الأمرفي النهاية، لو تأملت الآن (أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) الذي هم الحكام، الحكام يأتمرون بأمر العلماء في النهاية
د. محمد الخضيري: يعني هم منفذون لما يقول
د. مساعد الطيار: فيؤول من قال بأنهم الحكام يؤول إلى من قال بأنهم العلماء ولا عكس.
د. عبد الرحمن الشهري: لكن يأتي سؤال يادكتور من هو الذي يصدر الأوامر ويستجاب أمره في التنفيذ، هل هو العالم أو الأمير؟
د. مساعد الطيار: الأمير
د. عبد الرحمن الشهري: يعني النبي –صلى الله عليه وسلم عندما كان يرسل أمراء
د. مساعد الطيار: لكنهم كانوا علماء
د. عبد الرحمن الشهري: نعم يعني أرسل أبو موسى الأشعري مثلاً أميرًا على البصرة
د. مساعد الطيار: لكنه كان أميرًا عالمًا
د. عبد الرحمن الشهري: مثلاً وكان عبد الله بن مسعود قاضيًا وعالمًا
د. مساعد الطيار: نعم
د. عبد الرحمن الشهري: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) الآن
د. مساعد الطيار: طبعًا نلاحظ أنه لم يرد إلى أولي الأمر فما معنى أولي الأمر؟
د. عبد الرحمن الشهري: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ) انظر في شيء هنا تدل على أن
د. مساعد الطيار: مطلق
د. عبد الرحمن الشهري: النزاع في أي شيء يفترض أن المسلم يرد هذا الخلاف إلى القرآن، وإلى السنة وإلى الله وإلى الرسول
د. محمد الخضيري: (شَيْءٍ) ولو كان قليلاً
د. عبد الرحمن الشهري: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ) ما معنى الرد إلى الله يادكتور؟
¥