تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. مساعد الطيار: إلى كتاب الله

د. محمد الخضيري: الرد إلى الله كما ذكر الدكتور مساعد إلى كتاب الله والرد إلى رسول الله –صلى الله عليه وسلم – شيئان:

ردٌ إليه في حياته بأن يتحاكم إليه كما سيأتي معنا في الآيات بعد قليل

وردٌ إلى سنته بعد مماته والرد إلى سنته هو الرد إليه –عليه الصلاة والسلام –وسنته بالمناسبة أود أن أؤكد على هذا المعنى محفوظة لم يذهب علينا منها شيء لأنها من الذكر والله –عز وجل- قد تكفل بحفظ الذكر

د. عبد الرحمن الشهري: جميل، ممايؤيد ما ذكرتم يا مشايخ (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) والدكتور مساعد يقول لم يذكر أولي الأمر بل أنا أقول أنه ظاهر أن الرد إلى الله والرد إلى الرسول –صلى الله عليه وسلم –لا يكون إلا عن طريق العلماء

د. مساعد الطيار: وهذا الذي أريد أن أقوله أنه في النهاية ولاة الأمر يرجعون إلى العلماء ولهذا لما قلنا أن أولي الأمر في النهاية يرجع إلى العلماء هذا أحد الدلائل

د. عبد الرحمن الشهري: يعني أنت الآن عندما تقول الرد إلى الله، الرد إلى الله ليس أي واحد يرجع إلى القرآن الكريم مباشرة ويستنبط الحكم ويقول أنا رديت إلى الله، وإنما يرد إلى العالِم الذي يفهم كلام الله –سبحانه وتعالى –فيكون رده إلى الله ردًا صحيحًا، لأنه فهم فهمًا صحيحًا فرد إلى حكم الله أليس كذلك؟

د. محمد الخضيري: بلى، جميل. وهنا ملحظ مهم جدًا وهو أننا عندما نختلف وهذا كثيرًا ما يحصل في مجالسنا وبين طلاب العلم وبين العلماء يجب على من يحكم في هذه المسألة أو يكتب ويبين أن يكون رده بالفعل إلى كتاب الله وسنة رسوله، يعني ما آتي إليك وأقول لك يا أخي قال الله قال رسوله وتقول لي: لا، لكن أبو حنيفة يقول كذا، الشافعي –رحمه الله -يقول كذا، مالك يقول كذا، أنا أقول لك:قال الله قال رسوله وأنت تقول لي: قال فلان وقال فلان

د. عبد الرحمن الشهري: وكان الكلام واضحًا والدلالة واضحة.

د. محمد الخضيري: نعم، ثم أنا لا أريدك أن تقول لي فقط قال:الإمام مالك وتنتهي لأن مالك يحتج له ولايحتج به، وأحمد يحتج له، لايحتج به والشافعي يحتج له وأبو بكر و عمر يحتج لهما فضلاً عن غيرهما مما هو دونهما، يعني كل هؤلاء نحتج لهم ولانحتج بهم، بمعنى أن نقول الحجة في كلامه، فالمرجع والمآل إلى كلام الله، وكلام رسوله أنا أقول لك أعطني حجة، إذا قلت: الإمام مالك لا يقولها عبثًا وأنا أؤمن بهذا أنه لم يقلها عبث أعطني حجتك في هذه المسألة فقط، والحجة إنما تكون بقال الله وقال رسوله

د. عبد الرحمن الشهري: وهذا السؤال مشروع

د. محمد الخضيري: سؤال مشروع، نعم

د. عبد الرحمن الشهري: ثم يقول هنا (ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا) يعني ذلك الرد إلى الله، وإلى الرسول في حال التنازع خير وأحسن تأويلا، هل معنى الآية عند ما نقول ذلك خير أن معناها أن الرد إلى من سِوى الله، وإلى من سِوى الرسول –صلى الله عليه وسلم –فيه خير ولكن الرد إلى الله والرسول أفضل؟

د. محمد الخضيري: ليس المراد بها صيغة من صيغ التفضيل، بل المقصود أن الخير محصور في الرد إلى الله والرد إلى الرسول

د. عبد الرحمن الشهري: لأنه لايجوز الرد إلى غيرهما

د. محمد الخضيري: نعم، أيضًا قوله (وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا) أحسن عاقبة يعني أحيانًا قد يكون الرد إلى غير الله وإلى غير رسول الله –صلى الله عليه وسلم –فيما يبدو للناس أنه أحسن في العاجلة لكن العاقبة تأتي على غير مايتوقعها الإنسان العاقبة لا بد وأن تكون سيئة لأن التناقض والاضطراب مقرون بعمل البشر، ولذلك سيأتينا قول الله –عز وجل- (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) انظر إلى النُظُم الآن الغربية، والقوانين التي يشرعها الناس فيما بينهم تجد أنها باستمرار تتغير ويطرأ عليها التعديل والتبديل، بل يكتشف الناس أنهم كانو يعملون بقانون ضد مصالحهم تمامًا فيبطلونه تمامًا، وفي يوم من الأيام عندما شرعوا ذلك القانون انتصروا له بقدر ما يستطيعون وقالوا للناس مانعرف ولا يمكن أن يؤتى بأحسن منه من هذا النظام

د. عبد الرحمن الشهري: ثم يُحدَّث فتكتشف فيه أخطاء كثيرة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير