د. مساعد الطيار: في صيغة أفعل أفعل التفضيل وهذه أشار إليها مثل خير وأحسن أشار إليها السهيلي في وكذلك ابن تيمية، وابن القيم ومجموعة من العلماء أن السياق هو الذي يدل على هل لها مقابل أو ليس لها مقابل، فإن كان ليس لها مقابل مثل هذا الموطن فهي دلالة على كمال الصفة -مثل قوله تعالى- (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) ليس لها مقابل فدلال على كمال الصفة في العلو. (ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا) ليس لها مقابل يعني الرد إلى الله وإلى الرسول فيه تمام الخيرية، وتمام الحسن أيضًا
د. عبد الرحمن الشهري: يأتي الحديث الآن مرة أخرى إلى المنافقين
د. مساعد الطيار: هناك قضية فقط
د. عبد الرحمن الشهري: تفضل ما هي؟
د. مساعد الطيار: الآن لما قال: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ) الرد إلى الله والرسول لايختلف عليه مسلم لكن أنا عندي أن النظر في المشكلة في الفهم فهم مراد الله، ومراد رسوله
د. عبد الرحمن الشهري: وإلا فكلٌ يدعي أنه يرد إلى الله والرسول كل المذاهب والطوائف.
ننتقل للحديث عن الطائفة التي تليها وهي قوله –سبحانه وتعالى- (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا) الحقيقة هذا يدخلنا الآن في الحديث عن الصنف الثالث وهو صنف المنافقين ويأتي في سورة النساء هنا الآن حديث مطول عن المنافقين فيقول الله –سبحانه وتعالى- (أَلَمْ تَرَ) يامحمد (إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ) معناها أنهم ماذا؟ طبعًا الزعم أخو الكذب (يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ) يعني ما أنزل إليك من شرائع الإسلام وما أنزل من قبلك من الشرائع التي سبقت الإسلام. (يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا) إلى آخر الآية، المنافقون تذكرون في أول سورة
د. مساعد الطيار: أبو عبد الله لو تكرمت قبل فقط نريد نربط الآية بالآية، لما قال عن أولئك (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ) وهو مقتضى الإيمان ذكر مقابل لهم
د. عبد الرحمن الشهري: الذين لايردون إلى الله
د. مساعد الطيار: لا يردون إلى الله وإلى الرسول
د. عبد الرحمن الشهري: نعم، جميل تلاحظ أنه في سورة البقرة جاء الحديث عن الأصناف الثلاثة في أول سورة البقرة، وتحدثنا عنها في مجالس "بينات "كثيرًا، أن الله سبحانه ذكر صنف المؤمنين ثم ذكر الكافرين في آيتين والمؤمنين في خمس آيات ثم فصل في ثلاثة عشر آية في أمر المنافقين. هذه الحقيقة من المواضع في سورة النساء التي جاءت فيها تفصيل عن المنافقين، وسورة النساء نزلت على النبي-صلى الله عليه وسلم- في السنة السادسة من الهجرة والمنافقون على أشدهم في الكيد للنبي –صلى الله عليه وسلم- ومحاربة الإسلام فقال الله –سبحانه وتعالى- (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ) فبين الله –سبحانه وتعالى- كشف حقيقتهم، والمنافقون بطبيعتهم يظهرون للنبي صلى الله عليه وسلم شيئًا ويخفون الحقيقة فيقول الله –سبحانه وتعالى –يكذبهم (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا) وهم لم يؤمنوا فيفصِّل –سبحانه وتعالى -في صفاتهم في هذه الآيات في قوله (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ) ما قال رأيتهم (يصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا) قال (رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا) من الأشياء الرائعة
د. مساعد الطيار: هذا ما يكون.
د. عبد الرحمن الشهري: إظهار في موضع الإضمار
¥