تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. مساعد الطيار: لا، هو في الأول أضمر ثم أظهر أم لا؟!

د. عبد الرحمن الشهري: إلا، بلى، تلاحظ أن القرآن الكريم عندما يذكر صفات المنافقين يركز على الصفات أليس كذلك؟

د. محمد الخضيري: بلى

د. مساعد الطيار: جميل، صحيح.

د. عبد الرحمن الشهري: يركز على الصفات، ولذلك لا تجد قال في القرآن الكريم بالرغم من أنه ذكر المنافقين في آيات كثيرة اسم عبد الله بن أبي مثلاً صحيح أم لا؟

د. محمد الخضيري: نعم، ولا أي شخصية

د. عبد الرحمن الشهري: ولا أي شخصية أخرى من المنافقين بالرغم من أنهم كانوا أشخاصًا معروفين بنفاقهم (وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ) والمفسرون كلهم يذكرون أنه عبد الله بن أبي، القرآن الكريم أهمله تمامًا، والحقيقة هذا أدب رباني في معالجة مثل هذه القضايا بأنه يذكر دائمًا يركز على الصفات ويُتغافَل تمامًا عن الأسماء والأشخاص، وهذا الحقيقة أدب نحن نفتقر إليه تمامًا في كتابتنا، فتجد الرغبة في التشهير موجودة عند كثير من الكتاب ولو كان اتبع هذا المنهج القرآني لما ذكر أحدًا وإنما يذكر هذه الصفات ويعالجها، ما رأيكم في هذه الفكرة وهذه المنهجية؟

د. محمد الخضيري: جميل، أنا أقول خصوصًا في المنافقين لماذا؟ لأن فكرة النفاق هي فكرة واحدة فهي لاتتعلق بأشخاص والمشكلة مع هؤلاء ليست مشكلة شخصية، هي مشكلة مع منهج، وهذا المنهج ليس من الحكمة أن تعلقه بأشخاص، يعني ممكن لو علقته بأشخاص لارتبط الأمر بهؤلاء الأشخاص وجودًا وعدمًا، إن وجدوا وجدت هذه الآيات أوالرد عليهم وإن ذهبوا سبّهم الناس وشتموهم ونسوا من يأتي مقتديًا بآثارهم، ولذلك القرآن يكشف كثيرًا من صفاتهم لعلمه بأن هذا الصف أوهذا الطابور

د. عبد الرحمن الشهري: (يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ)

د. محمد الخضيري: أي نعم، (أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ) فالمؤمنون ينبغي عليهم أن يتعرفوا على صفات المنافقين ليكتشفوها فيمن يعيش بينهم وما أكثر المنافقين!! هذا الطابور ابتلى الله به أهل الإيمان إلى آخر الزمان.

د. عبد الرحمن الشهري: جميل، أيضًا ذكر الله-سبحانه وتعالى- من صفات المنافقين كثرة الحلف الكاذب كما في قوله –سبحانه وتعالى – (فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ) وفي قوله (يَحْلِفُونَ) هنا حتى التعبير بالفعل المضارع فيه إشارة إلى أن هذا من أخلاق المنافقين المستمرة أنه يكثر الحلف أقسم بالله، أقسم بالله، أقسم بالله على الصغيرة، والكبيرة وعلى الطالعة والنازلة وهو يقسم بالله أنه ليس كما ندعي وكما نزعم، قال (يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا) سبحان الله العظيم! يعني هذه الآية بالذات تتكرر كثيرًا في حياة الناس، وهو أن كثيرًا من المنافقين الذين تظهر فيهم صفات النفاق يدعون إلى مشروعات يظهر جليًا للصادقين المخلصين المتنورين بنور الله أن مشروعاتهم هذه مشروعات منافقين تسعى إلى هدم المجتمع المسلم من الداخل، وإذا انتقدوا أو كتب عنهم أو وعظوا أكثروا من الحلف ومن الأيمان ومن الإدعاءات بأنهم ما أرادوا بهذه المشروعات إلا تقدم المجتمع والخروج بالمجتمع من الرجعية والخروج بالمجتمع من التخلف وإطلاق طاقات المجتمع وإنصاف المرأة كما قال الله سبحانه وتعالى (إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا) فيقول الله –سبحانه وتعالى (أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ) نرجع للموعظة مرة ثانية (وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا)

د. مساعد الطيار: أنا أذكر بعض العلماء لكن ما أذكر من هو في قوله (وَتَوْفِيقًا) وقف عند من أراد أن يوفق بين الفلسفة والشريعة

د. عبد الرحمن الشهري: كما صنع ابن رشد

د. مساعد الطيار: وأدخلها في هذا المعنى ولكني لا أذكر من هو

د. عبد الرحمن الشهري: وهي فعلاً تنطبق

د. مساعد الطيار: (إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا) ولهذا هم أرادوا أن يوفقوا بين كل من أراد أن يوفق بين العقل –طبعًا غير المنضبط بالشرع-والشرع أو الفلسفة والشرع فإنه يدخل في هذا المعنى (إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير