تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. محمد الخضيري: أحسنت، الزوج بين زوجاته –إذا كان له زوجات، الأب بين أبنائه، ألا يختلف أبناءك معك في السيارة وتحكم بينهم؟ يأتيك واحد منهم آه فلان ضربني تذهب مباشرة تضرب الثاني، أنت قاضي تسأل وتتأكد وهل عندك بينات، وتعرف ماذا حصل بالضبط، ثم تحكم حكم بالعدل ليس لأن هذا الصغير تضرب الكبير، ولا لأن الضعيف تضرب القوي! انتبه تحكم بالعدل. المدرس كما ذكرتم بين طلابه، الرئيس بين مرؤوسيه، المدير مدير الشركة بين موظفيه، كل هؤلاء يمارسون القضاء يوميًا. بل إنها أعجبتني كلمة لأحد القضاة مرة وهو يتكلم على هذا المعنى وأكد عليه يقول: أنا متأكد أن مدير المدرسة، والأستاذ في المدرسة يستعملون القضاء أكثر من استعمال القاضي في المحكمة لأن القاضي تحال عليه في اليوم يعني قرابة اثنا عشر قضية ما يزيد عليها، بينما الأستاذ يمكن يحل في اليوم خمسين قضية بين الطلاب، فيجب عليه أن يراعي هذا الأمر ولذلك (وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ) في أي موطن حتى بين الكفار، حتى بين مسلم وكافر (أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ) لاحظ لم يقل أن تسووا بينهم، وإنما (تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ) يعني تعطوا كل واحد ما يستحقه إن ظالمًا أو مظلومًا

د. عبد الرحمن الشهري: ولم يقل وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالمساواة وإنما بالعدل.

د. محمد الخضيري: العدل الذي يعني أن يُعطى كل ذي حق حقه

د. عبد الرحمن الشهري: ولعل هذا يناسب أيضًا ما تقدم معنا من قضية تقسيم الميراث عندما قال الله -سبحانه وتعالى- (يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ) هذا مقتضى العدل أليس كذلك؟

د. محمد الخضيري: بلى

د. عبد الرحمن الشهري: أن للذكر مثل حظ الأنثيين في الآيات وحسب التفصيل الذي مر معنا أن هذا مقتضى العدل وأن الأولى هو استخدام هذه المفردة القرآنية بدل كلمة المساواة التي كثر تردادها اليوم!

د. مساعد الطيار: أيضًا لفظ الجلالة كما نلاحظ يتكرر (إِنَّ اللَّهَ)

د. عبد الرحمن الشهري: أحسنت (إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ) ما معناها يادكتور؟

د. مساعد الطيار: يعني إن الله نعم ما يعظكم به فأدغمت الميم

د. عبد الرحمن الشهري: (نِعِمَّا) يعني أصلها نعم ما يعظكم به ثم قال (نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ)

د. مساعد الطيار: أريد أن نقف أولًا على هذه التريبة الإلهية، لاحظ أن المربي هو الله –سبحانه وتعالى – ولاحظ القرآن كلها أن الذي يربينا هو الله –سبحانه وتعالى – وهذه منزلة عظيمة للإنسان أن يتولى تربيته ربه –سبحانه وتعالى - وخالقه لذا تجد دائمًا الأوامر تأتي إما بالرب، أو بلفظ الجلالة وإن كان الأكثر بلفظ الجلالة. (يَعِظُكُمْ بِهِ) الوعظ بمعنى التذكير وكأنه يريد أن يقول إن الله –سبحانه وتعالى –لا يعظكم إلا بما هو خير لكم، مآله القريب والبعيد هو خير لكم، ولهذا لاحظ أنت لما قال (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا) دائمًا إجعل نفسك في الطرف الثاني ماذا تحب أن يكون؟

د. عبد الرحمن الشهري: أن يؤدّى إليك

د. مساعد الطيار: إي (وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ) أيضًا اجعل نفسك في الطرف الثاني ماذا تحب أن يكون؟ لا شك أن كل إنسان يحب أن يجر الأمر إليه لكن هل هذا هو الصواب؟! نقول لا، الله – سبحانه وتعالى – أمر بالعدل فإن كان العدل أن يقضى لك فإننا جميعًا نرضى بذلك، وإن كان العدل أن يقضى عليك فإنا أيضًا جميعًا نرضى بذلك، فإذن المسألة نبحث عن العدل وليس نبحث عن حظوظ النفس.

د. عبد الرحمن الشهري: وهذا مقتضى التسليم والإيمان بالله سبحانه وتعالى أنك تقبل بحكم الله-سبحانه وتعالى – سواء كان لك أو عليك.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير