تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. مساعد الطيار: نعم، ولهذا أنا أذكر أحد الأقارب دخل في قضية بين أخوين كان بينهم خصومة وأراد هو أن يحلها وجعلوه حكمًا بينهم، فذكّرهم بالله وذكّرهم أيضًا بأن الحَكَم إذا حكم ما يعترض عليه، وأنه يجتهد ويقضي بما يمن الله عليه فالمهم عرضت القضية يقول: بعد ما عرضت، يقول هو كان يتكلم عن بعض النفوس تحتاج إلى شد معها، وبعض النفوس لا، تحتاج إلى الرفق واللين، يقول: لما قضيت القضية وانتهيت قلت: أنه قسمت الموضوع في المزرعة الفلانية كذا المهم قسمت الأموال بينهم الأكبر منهم كأنه اعترض قال: ياشيخ كيف هذا؟ وأنا كذا، يقول مباشرة أول ما قال الكلام هذا قلت له:يا فلان ألا تتقي الله أنا قدمت لك بمقدمة وذكرت لك أني جئت حاكمًا والحاكم إذا قضى انتهى الأمر، وأنت

د. محمد الخضيري: ورضيت بحكومتي

د. مساعد الطيار: ورضيت بحكومتي، وبدل أن تقول الحمد لله الذي فصل الأمور على هذا فإن كان شيء من حقي فأنا متنازل عنه وأنت يا أخي إن كان من شيء أصابني من حقك فليتك تتنازل عنه وتنتهي القضية إلى المحبة والمودة أفضل، يقول سبحان الله ما تعداها، قال: لا والله آسف خلاص، ويقول: الحمد لله استمرت أمورهم بعد ذلك وانقضى

د. محمد الخضيري: ماشاء الله وفق

د. مساعد الطيار: نعم

د. عبد الرحمن الشهري: في قوله (إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ) أنتم تلاحظون في سورة النساء تكرر ذكر الوعظ مر معنا الوعظ في قوله –سبحانه وتعالى – (واللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ) وهنا قال (إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ) وسوف يأتي معنا (وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66) وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (68)) في الحقيقة هذه الفوائد التي رتبها الله على الاستجابة للوعظ فوائد ينبغي أن يتذكرها كل من يستمع إلى موعظة وكل من يتعرض للوعظ، وأن يبالغ في شأن الاستفادة من هذه الموعظة، لأن بعض الناس يتكبر عندما يعظه شخص ويرى أنه أكبر من أن يوعظ

د. محمد الخضيري: يعني أنا لست طفلاً حتى أذكر أو أوعظ. الحقيقة هنا أيضًا ملحظ قريب مما ذكرت يا أبا عبد الله وهو أن الناس يحتقرون الوعظ وإذا أرادوا أن يهونوا من شأن إنسان يقول لك هذا ما هو هذا الرجل، فيقول لك هو دكتور في الجامعة أم واعظ؟! مثلاً، يعني مرتبة الواعظ مرتبة إنسان ما عنده شيء إلا أنه فقط يتكلم عن الجنة والنار، أو يرقق القلوب أو شيء من هذا القبيل ومايعلمون أن الله –سبحانه وتعالى وصف نفسه بذلك.

د. عبد الرحمن الشهري: مثل الذي هنا (إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ) (يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا)

د. محمد الخضيري: (يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا) هذه نص في هذه المسألة وأن الرب –سبحانه وتعالى – ينسب لنفسه هذا الفعل ولايمكن أن ينسب الله لنفسه فعلاً يكون فيه شيء من النقص بل هو في غاية الكمال والتمام، ولعل الشيخ أبو بكر الجزائري –حفظه الله وأمد في عمره-يقصد هذا المعنى عندما يعرف بنفسه فيقول:الواعظ في المسجد النبوي يعني مايقول مثلاً شيخ التدريس أو مثلاً

د. عبد الرحمن الشهري: مع أنه مفسر أيضًا

د. محمد الخضيري: نعم مع أنه مفسر وفقيه وعنده جملة من العلوم نسأل الله –سبحانه وتعالى –أن يتقبل منه إلا أنه يعرِّف بنفسه فيقول الواعظ في المسجد النبوي، وهذه لفتة في أنه هذه المرتبة وهذا العمل الجليل يجب أن يكون محل احترام. الآية هذه تذكرني أيضًا بقصة اسمحوا لي بها في بعض مناطق المملكة يقللون من شأن المؤذن ويرون أن المؤذن حتى بعضهم- والعياذ بالله- يصل به الأمر إلى أنه لا يزوجوه، فتجد في بعض القبائل يأنفون من أن يكون فيهم من يؤذِّن، الشيخ –الله يرحمه –فيصل آل مبارك الذي كان من علماء الرياض ثم انتدبه الملك عبد العزيز ليكون قاضيًا في منطقة الجوف، طبعًا الشيخ لما جاء وجد المنطقة بحاجة إلى أن تُحيا فيها دروس العلم فعمل فيها عملاً عظيمًا، وكان من ضمن اللفتات الجميلة التي قام بها أنه وجد أن بعض القبائل هناك تأنف من الأذان وتستصغر وتنتقص هذا المؤذن، فماذا كان يفعل؟ كان هو يقوم بالأذان بنفسه طبعًا هو شيخ المنطقة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير