د. مساعد الطيار: العلماء هم الذين يؤول إليهم الأمرفي النهاية، لو تأملت الآن (أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) الذي هم الحكام، الحكام يأتمرون بأمر العلماء في النهاية
د. محمد الخضيري: يعني هم منفذون لما يقول
د. مساعد الطيار: فيؤول من قال بأنهم الحكام يؤول إلى من قال بأنهم العلماء ولا عكس.
د. عبد الرحمن الشهري: لكن يأتي سؤال يادكتور من هو الذي يصدر الأوامر ويستجاب أمره في التنفيذ، هل هو العالم أو الأمير؟
د. مساعد الطيار: الأمير
د. عبد الرحمن الشهري: يعني النبي –صلى الله عليه وسلم عندما كان يرسل أمراء
د. مساعد الطيار: لكنهم كانوا علماء
د. عبد الرحمن الشهري: نعم يعني أرسل أبو موسى الأشعري مثلاً أميرًا على البصرة
د. مساعد الطيار: لكنه كان أميرًا عالمًا
د. عبد الرحمن الشهري: مثلاً وكان عبد الله بن مسعود قاضيًا وعالمًا
د. مساعد الطيار: نعم
د. عبد الرحمن الشهري: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) الآن
د. مساعد الطيار: طبعًا نلاحظ أنه لم يرد إلى أولي الأمر فما معنى أولي الأمر؟
د. عبد الرحمن الشهري: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ) انظر في شيء هنا تدل على أن
د. مساعد الطيار: مطلق
د. عبد الرحمن الشهري: النزاع في أي شيء يفترض أن المسلم يرد هذا الخلاف إلى القرآن، وإلى السنة وإلى الله وإلى الرسول
د. محمد الخضيري: (شَيْءٍ) ولو كان قليلاً
د. عبد الرحمن الشهري: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ) ما معنى الرد إلى الله يادكتور؟
د. مساعد الطيار: إلى كتاب الله
د. محمد الخضيري: الرد إلى الله كما ذكر الدكتور مساعد إلى كتاب الله والرد إلى رسول الله –صلى الله عليه وسلم – شيئان:
ردٌ إليه في حياته بأن يتحاكم إليه كما سيأتي معنا في الآيات بعد قليل
وردٌ إلى سنته بعد مماته والرد إلى سنته هو الرد إليه –عليه الصلاة والسلام –وسنته بالمناسبة أود أن أؤكد على هذا المعنى محفوظة لم يذهب علينا منها شيء لأنها من الذكر والله –عز وجل- قد تكفل بحفظ الذكر
د. عبد الرحمن الشهري: جميل، ممايؤيد ما ذكرتم يا مشايخ (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) والدكتور مساعد يقول لم يذكر أولي الأمر بل أنا أقول أنه ظاهر أن الرد إلى الله والرد إلى الرسول –صلى الله عليه وسلم –لا يكون إلا عن طريق العلماء
د. مساعد الطيار: وهذا الذي أريد أن أقوله أنه في النهاية ولاة الأمر يرجعون إلى العلماء ولهذا لما قلنا أن أولي الأمر في النهاية يرجع إلى العلماء هذا أحد الدلائل
د. عبد الرحمن الشهري: يعني أنت الآن عندما تقول الرد إلى الله، الرد إلى الله ليس أي واحد يرجع إلى القرآن الكريم مباشرة ويستنبط الحكم ويقول أنا رديت إلى الله، وإنما يرد إلى العالِم الذي يفهم كلام الله –سبحانه وتعالى –فيكون رده إلى الله ردًا صحيحًا، لأنه فهم فهمًا صحيحًا فرد إلى حكم الله أليس كذلك؟
د. محمد الخضيري: بلى، جميل. وهنا ملحظ مهم جدًا وهو أننا عندما نختلف وهذا كثيرًا ما يحصل في مجالسنا وبين طلاب العلم وبين العلماء يجب على من يحكم في هذه المسألة أو يكتب ويبين أن يكون رده بالفعل إلى كتاب الله وسنة رسوله، يعني ما آتي إليك وأقول لك يا أخي قال الله قال رسوله وتقول لي: لا، لكن أبو حنيفة يقول كذا، الشافعي –رحمه الله -يقول كذا، مالك يقول كذا، أنا أقول لك:قال الله قال رسوله وأنت تقول لي: قال فلان وقال فلان
د. عبد الرحمن الشهري: وكان الكلام واضحًا والدلالة واضحة.
¥