د. محمد الخضيري: نعم، ثم أنا لا أريدك أن تقول لي فقط قال:الإمام مالك وتنتهي لأن مالك يحتج له ولايحتج به، وأحمد يحتج له، لايحتج به والشافعي يحتج له وأبو بكر و عمر يحتج لهما فضلاً عن غيرهما مما هو دونهما، يعني كل هؤلاء نحتج لهم ولانحتج بهم، بمعنى أن نقول الحجة في كلامه، فالمرجع والمآل إلى كلام الله، وكلام رسوله أنا أقول لك أعطني حجة، إذا قلت: الإمام مالك لا يقولها عبثًا وأنا أؤمن بهذا أنه لم يقلها عبث أعطني حجتك في هذه المسألة فقط، والحجة إنما تكون بقال الله وقال رسوله
د. عبد الرحمن الشهري: وهذا السؤال مشروع
د. محمد الخضيري: سؤال مشروع، نعم
د. عبد الرحمن الشهري: ثم يقول هنا (ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا) يعني ذلك الرد إلى الله، وإلى الرسول في حال التنازع خير وأحسن تأويلا، هل معنى الآية عند ما نقول ذلك خير أن معناها أن الرد إلى من سِوى الله، وإلى من سِوى الرسول –صلى الله عليه وسلم –فيه خير ولكن الرد إلى الله والرسول أفضل؟
د. محمد الخضيري: ليس المراد بها صيغة من صيغ التفضيل، بل المقصود أن الخير محصور في الرد إلى الله والرد إلى الرسول
د. عبد الرحمن الشهري: لأنه لايجوز الرد إلى غيرهما
د. محمد الخضيري: نعم، أيضًا قوله (وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا) أحسن عاقبة يعني أحيانًا قد يكون الرد إلى غير الله وإلى غير رسول الله –صلى الله عليه وسلم –فيما يبدو للناس أنه أحسن في العاجلة لكن العاقبة تأتي على غير مايتوقعها الإنسان العاقبة لا بد وأن تكون سيئة لأن التناقض والاضطراب مقرون بعمل البشر، ولذلك سيأتينا قول الله –عز وجل- (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) انظر إلى النُظُم الآن الغربية، والقوانين التي يشرعها الناس فيما بينهم تجد أنها باستمرار تتغير ويطرأ عليها التعديل والتبديل، بل يكتشف الناس أنهم كانو يعملون بقانون ضد مصالحهم تمامًا فيبطلونه تمامًا، وفي يوم من الأيام عندما شرعوا ذلك القانون انتصروا له بقدر ما يستطيعون وقالوا للناس مانعرف ولا يمكن أن يؤتى بأحسن منه من هذا النظام
د. عبد الرحمن الشهري: ثم يُحدَّث فتكتشف فيه أخطاء كثيرة
د. مساعد الطيار: في صيغة أفعل أفعل التفضيل وهذه أشار إليها مثل خير وأحسن أشار إليها السهيلي في وكذلك ابن تيمية، وابن القيم ومجموعة من العلماء أن السياق هو الذي يدل على هل لها مقابل أو ليس لها مقابل، فإن كان ليس لها مقابل مثل هذا الموطن فهي دلالة على كمال الصفة -مثل قوله تعالى- (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) ليس لها مقابل فدلال على كمال الصفة في العلو. (ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا) ليس لها مقابل يعني الرد إلى الله وإلى الرسول فيه تمام الخيرية، وتمام الحسن أيضًا
د. عبد الرحمن الشهري: يأتي الحديث الآن مرة أخرى إلى المنافقين
د. مساعد الطيار: هناك قضية فقط
د. عبد الرحمن الشهري: تفضل ما هي؟
د. مساعد الطيار: الآن لما قال: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ) الرد إلى الله والرسول لايختلف عليه مسلم لكن أنا عندي أن النظر في المشكلة في الفهم فهم مراد الله، ومراد رسوله
د. عبد الرحمن الشهري: وإلا فكلٌ يدعي أنه يرد إلى الله والرسول كل المذاهب والطوائف.
ننتقل للحديث عن الطائفة التي تليها وهي قوله –سبحانه وتعالى- (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا) الحقيقة هذا يدخلنا الآن في الحديث عن الصنف الثالث وهو صنف المنافقين ويأتي في سورة النساء هنا الآن حديث مطول عن المنافقين فيقول الله –سبحانه وتعالى- (أَلَمْ تَرَ) يامحمد (إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ) معناها أنهم ماذا؟ طبعًا الزعم أخو الكذب (يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ) يعني ما أنزل إليك من شرائع الإسلام وما أنزل من قبلك من الشرائع التي سبقت الإسلام. (يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ
¥