تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا) إلى آخر الآية، المنافقون تذكرون في أول سورة

د. مساعد الطيار: أبو عبد الله لو تكرمت قبل فقط نريد نربط الآية بالآية، لما قال عن أولئك (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ) وهو مقتضى الإيمان ذكر مقابل لهم

د. عبد الرحمن الشهري: الذين لايردون إلى الله

د. مساعد الطيار: لا يردون إلى الله وإلى الرسول

د. عبد الرحمن الشهري: نعم، جميل تلاحظ أنه في سورة البقرة جاء الحديث عن الأصناف الثلاثة في أول سورة البقرة، وتحدثنا عنها في مجالس "بينات "كثيرًا، أن الله سبحانه ذكر صنف المؤمنين ثم ذكر الكافرين في آيتين والمؤمنين في خمس آيات ثم فصل في ثلاثة عشر آية في أمر المنافقين. هذه الحقيقة من المواضع في سورة النساء التي جاءت فيها تفصيل عن المنافقين، وسورة النساء نزلت على النبي-صلى الله عليه وسلم- في السنة السادسة من الهجرة والمنافقون على أشدهم في الكيد للنبي –صلى الله عليه وسلم- ومحاربة الإسلام فقال الله –سبحانه وتعالى- (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ) فبين الله –سبحانه وتعالى- كشف حقيقتهم، والمنافقون بطبيعتهم يظهرون للنبي صلى الله عليه وسلم شيئًا ويخفون الحقيقة فيقول الله –سبحانه وتعالى –يكذبهم (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا) وهم لم يؤمنوا فيفصِّل –سبحانه وتعالى -في صفاتهم في هذه الآيات في قوله (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ) ما قال رأيتهم (يصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا) قال (رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا) من الأشياء الرائعة

د. مساعد الطيار: هذا ما يكون.

د. عبد الرحمن الشهري: إظهار في موضع الإضمار

د. مساعد الطيار: لا، هو في الأول أضمر ثم أظهر أم لا؟!

د. عبد الرحمن الشهري: إلا، بلى، تلاحظ أن القرآن الكريم عندما يذكر صفات المنافقين يركز على الصفات أليس كذلك؟

د. محمد الخضيري: بلى

د. مساعد الطيار: جميل، صحيح.

د. عبد الرحمن الشهري: يركز على الصفات، ولذلك لا تجد قال في القرآن الكريم بالرغم من أنه ذكر المنافقين في آيات كثيرة اسم عبد الله بن أبي مثلاً صحيح أم لا؟

د. محمد الخضيري: نعم، ولا أي شخصية

د. عبد الرحمن الشهري: ولا أي شخصية أخرى من المنافقين بالرغم من أنهم كانوا أشخاصًا معروفين بنفاقهم (وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ) والمفسرون كلهم يذكرون أنه عبد الله بن أبي، القرآن الكريم أهمله تمامًا، والحقيقة هذا أدب رباني في معالجة مثل هذه القضايا بأنه يذكر دائمًا يركز على الصفات ويُتغافَل تمامًا عن الأسماء والأشخاص، وهذا الحقيقة أدب نحن نفتقر إليه تمامًا في كتابتنا، فتجد الرغبة في التشهير موجودة عند كثير من الكتاب ولو كان اتبع هذا المنهج القرآني لما ذكر أحدًا وإنما يذكر هذه الصفات ويعالجها، ما رأيكم في هذه الفكرة وهذه المنهجية؟

د. محمد الخضيري: جميل، أنا أقول خصوصًا في المنافقين لماذا؟ لأن فكرة النفاق هي فكرة واحدة فهي لاتتعلق بأشخاص والمشكلة مع هؤلاء ليست مشكلة شخصية، هي مشكلة مع منهج، وهذا المنهج ليس من الحكمة أن تعلقه بأشخاص، يعني ممكن لو علقته بأشخاص لارتبط الأمر بهؤلاء الأشخاص وجودًا وعدمًا، إن وجدوا وجدت هذه الآيات أوالرد عليهم وإن ذهبوا سبّهم الناس وشتموهم ونسوا من يأتي مقتديًا بآثارهم، ولذلك القرآن يكشف كثيرًا من صفاتهم لعلمه بأن هذا الصف أوهذا الطابور

د. عبد الرحمن الشهري: (يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير