تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. محمد الخضيري: أي نعم، (أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ) فالمؤمنون ينبغي عليهم أن يتعرفوا على صفات المنافقين ليكتشفوها فيمن يعيش بينهم وما أكثر المنافقين!! هذا الطابور ابتلى الله به أهل الإيمان إلى آخر الزمان.

د. عبد الرحمن الشهري: جميل، أيضًا ذكر الله-سبحانه وتعالى- من صفات المنافقين كثرة الحلف الكاذب كما في قوله –سبحانه وتعالى – (فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ) وفي قوله (يَحْلِفُونَ) هنا حتى التعبير بالفعل المضارع فيه إشارة إلى أن هذا من أخلاق المنافقين المستمرة أنه يكثر الحلف أقسم بالله، أقسم بالله، أقسم بالله على الصغيرة، والكبيرة وعلى الطالعة والنازلة وهو يقسم بالله أنه ليس كما ندعي وكما نزعم، قال (يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا) سبحان الله العظيم! يعني هذه الآية بالذات تتكرر كثيرًا في حياة الناس، وهو أن كثيرًا من المنافقين الذين تظهر فيهم صفات النفاق يدعون إلى مشروعات يظهر جليًا للصادقين المخلصين المتنورين بنور الله أن مشروعاتهم هذه مشروعات منافقين تسعى إلى هدم المجتمع المسلم من الداخل، وإذا انتقدوا أو كتب عنهم أو وعظوا أكثروا من الحلف ومن الأيمان ومن الإدعاءات بأنهم ما أرادوا بهذه المشروعات إلا تقدم المجتمع والخروج بالمجتمع من الرجعية والخروج بالمجتمع من التخلف وإطلاق طاقات المجتمع وإنصاف المرأة كما قال الله سبحانه وتعالى (إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا) فيقول الله –سبحانه وتعالى (أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ) نرجع للموعظة مرة ثانية (وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا)

د. مساعد الطيار: أنا أذكر بعض العلماء لكن ما أذكر من هو في قوله (وَتَوْفِيقًا) وقف عند من أراد أن يوفق بين الفلسفة والشريعة

د. عبد الرحمن الشهري: كما صنع ابن رشد

د. مساعد الطيار: وأدخلها في هذا المعنى ولكني لا أذكر من هو

د. عبد الرحمن الشهري: وهي فعلاً تنطبق

د. مساعد الطيار: (إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا) ولهذا هم أرادوا أن يوفقوا بين كل من أراد أن يوفق بين العقل –طبعًا غير المنضبط بالشرع-والشرع أو الفلسفة والشرع فإنه يدخل في هذا المعنى (إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا)

د. عبد الرحمن الشهري: ولا شك والله أن كثيرًا ممن تكلم في علم الكلام وأطال في علم الكلام وحاول أن يطوع علوم الشرع لفلسفة علم الكلام أن الكثير كثير منهم ينطبق عليه وصف المنافقين، لأن هذا العمل قد أدخل من الفساد على العلوم الإسلامية ما الله به عليم! وقد يعني كما تفضل الدكتور مساعد حاولوا أن يوفقوا بين الفلسفة وعلم الشرع فلم يوفقوا في ذلك أبدًا، وكل العلماء علماء الكلام الذين قطعوا فيه شوط في النهاية رجعوا إلى الشرع ورجعوا إلى الحق واعترفوا أن ما كانوا فيه تجربة فاشلة

د. مساعد الطيار: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ) قال (رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا) الحقيقة الآية تشير إلى مسألة مهمة جدًا يجب أن نلحظها وهي أن من يتحاكمون إلى غير الشرع فإن فيهم هذه الصفة، فهم يُعرِضون عما أنزل الله ويعرضون عن المحاكم الشرعية إلى محاكم أخرى فهم يدخلون في هذا المعنى، لأنك إذا تأملت حالهم هم يُدعَوْن إلى الله وإلى الرسول ليحكم بينهم فيتولون إلى التحاكم

د. عبد الرحمن الشهري: إلى الطاغوت والأحكام الوضعية

د. مساعد الطيار: نعم إلى غير الشرع، وهذه المشكلة لا شك أنها خطيرة جدًا كونك تخرج من رقابة الشرع لقضاء تفتعله أنت هذه مضادة ومضاهاة لحكم الله -سبحانه وتعالى – ولذا يخشى على من يفعل مثل هذا يُخشى عليه النفاق ويُخشى على المجتمع الذي يرضى بمثل هذه المصيبة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير