تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

بعد سماعنا لهذه الآيات الكريمة في سورة النساء نعود يا مشايخ إلى حديثنا السابق. كنا تحدثنا يا دكتور محمد في قوله تعالى (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ) قلنا إن هذه الآية ابتدأت الآن حديثًا عن المنافقين عن الطابور الخامس كما يسمونهم ليتنا نتوقف مع هذه الصفات يا شيخ محمد واحدة واحدة لعلك تبدأ بالصفة الأولى

د. الخضيري: قبل ذلك إن أذنت لي أنا ألاحظ انه قلّما يذكر اليهود في موطن في القرآن إلا ويتبعون بذكر المنافقين ليس كقاعدة مضطردة ولكنها كثيرة والسبب في ذلك والله اعلم أنّ هذين الصنفين يعني متشابهين نبدأ بسورة البقرة لما ذكر المنافقون بعد ذلك بدأ بذكر اليهود وأخبارهم وأسرارهم وصفاتهم وبيان تاريخهم المشين وكأنّ هؤلاء وهؤلاء من طينة واحدة. في سورة الحشر جاء ذلك واضحًا لما ذكر الله عز وجل قصة بني النضير في أول السورة وما حصل لهم مع المؤمنين قال (أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (11) لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِن قُوتِلُوا لَا يَنصُرُونَهُمْ). أُنظر إلى سورة الجمعة, سورة الجمعة ذكر فيها اليهود (قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِن زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاء لِلَّهِ مِن دُونِ النَّاسِ) بعدها سورة

د. الشهري: المنافقون كاملة

د. الخضيري: ففيها من التلازم والدلالة على أن هؤلاء المنافقين وهؤلاء اليهود كأنهم من طينة واحدة, ونحن قبل فترة يسيرة في أحداث غزة الأليمة قبل عام ونيف رأينا كيف وقف المنافقون وقفة مشرفة مع اليهود مع الأسف وخالفوا أمة الإسلام كلها وأضحكوا الناس عليهم بطريقة سمجة. الظالم يضرب ويحصد ويلقي القنابل الحارقة والمحرمة دوليًا وهؤلاء يعتذرون للعدو ويبررون له مواقفه وهذا يدلك بلا شك على أن الواقع قد جاءك مطابقًا لما في القرآن. هنا ذكر اليهود في السورة سورة النساء وتحدثنا عنهم في الحلقات الماضية أما الآن جاء بذكر المنافقين وأنت الآن سألتني يا دكتور عبد الرحمن عن الصفات التي ذكرت لهم في هذه الآيات.

أولًا: يزعمون الزعم دعاوى بأنهم مؤمنون وأنهم صادقون وهذا كله كذب ولا يجوز أن يطلع على المؤمنين فيكون المؤمنين حذرين

الثاني: أنهم يرغبون في التحاكم إلى الطاغوت أيًا كان ذلك الطاغوت المهم أنهم لا يتحاكمون إلى الشرع, والطاغوت المقصود به: كل ما يعطى مكانة غير مكانته فمثلًا القانون يعتبر طاغوتًا لما يتحاكموا إليه والله عز وجل نهانا عن التحاكم إليه قد صار طاغوتًا لأنك قد تجاوزت به حده وهو لا يجوز التحاكم إليه. وكذلك الحاكم الذي يحكم بغير ما أنزل الله أو الساحر أو الكاهن أو الإمام المتبوع بالباطل أو أيًا كان كل هؤلاء يعتبرون طواغيت.

الثالث: من صفاتهم الصدّ إذا قيل لهم تعالوا إلى رسول الله تعالوا إلى الحكم بشرع الله تعالوا إلى المحكمة الشرعية صدوا صدودًا عظيمًا فأكثر ما يؤذيهم ويؤلمهم وينفرهم ويشتد عليهم هو أن يُدعَوا إلى حكم الله. ولذلك هم يصدون تمامًا وعندما يأتي ذكر الشرع وأحكام الشرع يأنفون منها ولو وافقت الحق. ولعلنا نذكر الآن قضية الاختلاط وما يتصل بها تدل الدلائل الشرعية والدلائل الواقعية على أن هذا الأمر من الأمور المنكَرة وأنه مما يحصل به الخطر للأمة وعلى قيمها وتقاليدها وأبنائها وتجد هؤلاء يصدون. بل حتى مثلًا موضوع تعدد الزوجات تجد هؤلاء يصدون تمامًا عنه ممكن يجدون مائة ألف حل لكن التعدد لا يمكن أن يكون حلًا في المجتمع! ممكن الزنا يكون حل الإجهاض يكون حلًا! السحاق الشذوذ كل هذه الأشياء يقبلون بها ويرضونها وإن كانت مخالفة للفطر والعقول لكن التعدد يبقى شيئًا منبوذًا لماذا؟! لأنه جاء من حكم الله ولم يأتِ من حكم الطاغوت. قال (يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا) ثم قال

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير