د. الشهري: ما أجمل التعبير في قوله (يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا) يعني ينطبق على حال هؤلاء المنافقين وهم يحاولون يراوغون عن حكم الشرع
د. الخضيري: ثم قال يحلفون أيضًا (إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَآؤُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا) يعني من صفاتهم أنهم عند وقوع الملمّات
د. الشهري: والله، والله،
د. الخضيري: أولًا يأتون لأنهم ناس مصلحيون نفعيون ما عندهم شيء غير مصالحهم فإذا اضطرتهم للمجيء إليك جاؤوا ويتذرعون عندما يجيئون بالحًلِف. ما عندهم شيء يستندون عليه من قيم وأعمال وتاريخ إلا الحَلِف
د. الشهري: (يَحْلِفُونَ بِاللّهِ مَا قَالُواْ وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ)
د. الخضيري: ذكر قصة الحلف لهم في القرآن كثيرة جدًا والواقع يؤكد هذا. يعني تجد كثير منهم إذا اتهم أنه يفعل أو يماري العدو أو إلى آخره حلف بالله أن هذا غير صحيح وأنهم أكثر الناس تقوى لله وأنهم يحجون ويعتمرون وأنهم يقرأون القرآن وهذا كله للتمويه والكذب
د. الشهري: جميل جدًا. تأتي يا دكتور مساعد الآن في قوله تعالى (إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا) يعني الآن المنافقون يذهبون مذهب غير الشرع ويبحثون عن التحاكم إلى غير الشرع ضبطت الأمور أهلًا وسهلًا، رجعت الأمور بنتائج عكسية جاءك التبرير قال (فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَآؤُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا) تذكر الفلاسفة يا دكتور مساعد حاولوا أن يزاوجوا إن صح التعبير بين الفلسفة وبين الشريعة فهل يمكن إدخالها في مثل هذه الآية؟!
د. الطيار: أنا ذكرت في اللقاء السابق لا أذكر من هو أحد العلماء ضرب مثالًا بالتوفيقيين بالفلاسفة الذين مثل الفارابي وابن رشد الذين حاولوا أو اجتهدوا في ربط الفلسفة بالشرع وادعاءهم أن الفلسفة بالشرع من معين واحد وطبعًا ذكروا أمثلة لذلك عندهم فلعلهم يدخلون في هذا المجال مجال التوفيق
د. الشهري: جميل، ما هو التوجيه الرباني؟!
د. الخضيري: لو سمحت، هذه الآيات تشبه حقيقة قوله سبحانه وتعالى في سورة النور (وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (47) وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ (48) وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ (49) أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (50) إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ) لاحظ ما هو فِعْل المؤمن الحقّ؟! (إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) فانظر المنافقون نفعيون بدرجة خسيسة بدرجة متناهية في القبح، الحق له يعني عرف الشرع سيحكم له جاء إلى الشرع
د. الشهري: وقالوا أنا اطلب الشرع أنا لا أريد إلا الشرع
د. الخضيري: وإذا كان الشرع سيكون ضده بدأ يراوغ في طلب شيء آخر
د. الشهري: يعني يأخذ ما يصلح له وينطبق عليهم قول الله سبحانه وتعالى (أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض)، سبحان الله!
في قوله يا إخواني (أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ) سبق أن ذكرنا في الحلقات الماضية أن الله سبحانه وتعالى من رحمته بأمة محمد صلى الله عليه وسلم ثم يقول (أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ) هذا التوجيه الرباني للتعامل مع هؤلاء المنافقين فقال (فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغًا) ما الفرق بين عظهم وقل لهم في أنفسهم قولًا بليغًا يادكتور محمد؟!
¥