تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. الخضيري: أولًا نقول (فأعرض عنهم) يعني يا محمد صلى الله عليه وسلم لا تقابلهم على ما يفعلون بالعذاب والقتل والتشريد فإن هؤلاء لؤماء مرضى يحتاجون منك إلى الصبر وإلى المعالجة الرشيدة الطويلة الأمد لعلّ الله سبحانه وتعالى أن يهديهم فهذا معنى أعرض عنهم أي لا تعاقبهم هذا واحد. اثنين أصلًا لو بتحاقد بتحاقد من وتدع من؟! وبتدخل في مشكله في قضية من هم هؤلاء؟!

د. الشهري: نعم أشياء قلبية وهم يسارعون إلى نفي ذلك

د. الخضيري: نعم ويحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانًا وتوفيقًا هذا أولًا. اثنين (عظهم) ذكِّرهم بالله بأن لك الحق اتقوا الله ذكرهم بالله والجنة والنار والحساب والجزاء والخاتمة وحسنها ذكرهم بالفضيحة في الدنيا وفي الآخرة هذه كلها أشياء توعظ بها النفوس. الثالث: ازجرهم قُل لهم في أنفسهم قولًا بليغًا يعني فيه شيء من التأنيب والزجر والإيقاف عند الحد لكن هذا كله بجهاد اللسان.

د. الشهري: ثم تأتي الآية التي بعدها في قوله سبحانه وتعالى (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ) في تصوري من معاني الآية أن الأصل في الرسول أنه يُختار اختيارًا أليس كذلك؟! (الله يصطفي من الملائكة رسلًا ومن الناس) (الله أعلم حيث يجعل رسالته) النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا تكلم كان إذا وعظ عليه الصلاة والسلام لم يكن يمارس هذه الوظيفة كمجرد أداء مهمة وينتهي وإنما كان عليه الصلاة والسلام يعظ الناس بأسلوب مؤثر ويحسن كيف يصل إلى النفوس. تذكرون الرجل الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في الزنا في الفاحشة فأثار هذا سخط من حوله فما كان من النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن أخذه بطريقة تدل على حكمته عليه الصلاة والسلام وعلى أنه فعلًا يُحسن عليه الصلاة والسلام القول البليغ الذي يبلغ مستقر تلك الشبهات والشهوات في نفوس الناس، فقال هل ترضاه لأمك؟ قال لا، هل ترضاه لبنتك؟ ترضاه لأختك؟ قال: كذلك الناس. فبعد أن دخل وهو يطلب الوقوع خرج وهو هذه الفاحشة من أبغض الأمور إلى نفسه. أنا أقول ممارسة أو الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في هذه الأفعال وفي تطبيق هذه الآيات هو المطلوب وهو من معاني قوله (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ) لكمال آلته في القدرة على إيصال رسالته إلى نفوس الناس. هذا الأصل وإن كان الأمر كما تفضل الدكتور مساعد أنه قد يرسل الرسول ولا يستجيب له أحد. أيضا تكملة الآية دكتور محمد دار حولها نقاش كثير في كتب التفسير واستدل بها من يرون التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم اليوم (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا) بعضهم يستدل بها على جواز أن يستغفر أو أن يطلب من النبي صلى الله عليه وسلم الاستغفار بعد موته فما يعني توجيهك لهذه الآية؟!

د. الخضيري: طبعًا الآية ظاهرها واضحة جدًا في أن هذا الأمر في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ولرسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الباب خصوصية ليست لغيره من كون الرب سبحانه وتعالى يستجيب دعاءه واستغفاره لمن جاءه تائبًا مستغفرًا فاستغفروا الله مما وقعوا فيه واستغفر لهم الرسول طلب لهم المغفرة من عند الله عز وجل لوجدوا الله توابًا رحيمًا. من وسّع دلالتها إلى أنه من المقصود من المجيء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم في قبره لا شك أن هذا خطأ

د. الشهري: (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ) بعضهم يفسرها ولو أنهم إذا ظلموا أنفسهم جاؤوك والصحيح أنها ولو أنهم إذ ظلموا في الماضي

د. الخضيري: لما ظلموا, أيضًا نحن نقول هب أن هذا المعنى قد يكون من معاني الآية لماذا لم يعمل به الصحابة رضوان الله تعالى عليهم؟! ولم يعرف لا عن أبي بكر ولا عمر ولا عثمان ولا علي ولا غيرهم من أئمة الصحابة ولا من جاء بعدهم أنهم كانوا يشرِّعون هذا الأمر لأنفسهم إذا أذنب الإنسان جاء إلى رسول الله وقال استغفر لي يا رسول الله وهو في قبره؟! ما عرف عنهم أنهم كانوا يخاطبون الرسول صلى الله عليه وسلم في قبره بمثل هذا، إنما كانوا يأتون إلى قبره عليه الصلاة والسلام فيسلّمون عليه ويقومون بالواجب الشرعي عندما يمرون بقبر

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير