د. الشهري: نعم، يعني لو أننا أوجبنا على هؤلاء المنافقين أن يقتل بعضهم بعضًا لما فعل ذلك إلا القلّة منهم
د. الخضيري: أو أوجدنا عليهم أن يخرجوا من ديارهم أيضًا لما فعل ذلك إلا القلة
د. الشهري: إشارة إلى أنهم لايستجيبون
د. الخضيري: وأن الله عز وجل قد رحم فلم يوجب علينا القتل ولم يوجب علينا الخروج من الديار كما أوجبه على من قبلنا من الآصار والأغلال التي ابتلوا بها فاحمدوا الله على ما أنتم فيه من النعمة قد جاءكم شرع هين لين طيب قريب رحيم رؤوف بكم فماذا تبتغون؟!
د. الشهري: في قوله (وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ) هل المقصود به ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به من قتل النفس والإخراج من الديار؟ أو المقصود به لو أنهم فعلوا ما يوعظون به من الاستجابة لأمر الله والتحاكم إلى أمر الله ورسوله؟
د. الطيار: هو الظاهر الاستجابة السابقة كأنه يقول أي كأن المعنى أن ما طلبناه منكم أمر قليل فكيف لو أنا كتبنا عليكم أن اقتلوا أنفسكم أو أخرجوا من دياركم؟! (ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به) يعني مما سبق من التحاكم (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ) التي هي المراتب الثلاثة، لو أنهم فعلوا هذا لكان خيرًا لهم فأثبت لهم الخيرية فيما لو استجابوا للموعظة وهذه قاعدة عامة.
د. الشهري: وهذه أيضًا يمكن أن يقال فيها مثل ما تقدم قبل حلقات أنه ليس على باب التفضيل أنهم لو فعلوا هذا لكان هو الخير الوحيد لهم والأفضل
د. الخضيري: كقوله (ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم) ليس المقصود أنهم أفضل مما هم فيه
د. الشهري: يعني إن الذي هم فيه خير ولكن
د. الخضيري: نعم. عدّ لفعل ما يوعظون به عددًا من الفوائد, أولًا: لكان خيرًا لهم وأشد تثبيتًا
د. الطيار: تقوية لإيمانهم
د. الخضيري: تقوية لإيمانهم (وإذا لأتيناهم من لدنا أجر عظيمًا)
د. الشهري: في الدنيا والآخرة
د. الخضيري: (ولهديناهم صراطًا مستقيمًا) هذه أربعة أشياء يكسبونها
د. الشهري: من الاستجابة للموعظة
د. الخضيري: الهداية للصراط المستقيم, الأجر العظيم, التثبيت وزيادة الإيمان لأن الحسنة تقول أختي أختي وأيضًا كونه خير لهم في العاجل وفي الآجل
د. الشهري: تأتي هنا في قوله سبحانه وتعالى (وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ) تذكرون الآيات التي تقدمت معنا قبل عدة آيات وهو قبله سبحانه وتعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ.) الآيات, هنا يذكر النتيجة يذكر الجزاء (وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ) يعني في الآخرة فأولئك منزلتهم ومكانهم في الجنة (مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (70) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ عَلِيمًا) وهذه المنزلة العالية التي وعد الله بها من أطاعه سبحانه وتعالى في الدنيا لا شك أن كل واحد منا يطمح إليها وهذه الآية بالمناسبة من الآيات التي يفسَّر بها قوله تعالى في سورة الفاتحة (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ)، من هم الذين أنعمت عليهم يارب؟! جوابها في هذه الآية (وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم) وهم (النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ) من كانت قدوته هذه الأوصاف الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين لا شك أنه يكون قد اقتدى
د. الطيار: يقرِّب هذا أنه قال (وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا) (اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ) , (وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم) (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ) الذين هم (مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء)
د. الخضيري: لعلها فسرت آيتين
د. الطيار: آيتين في سورة الفاتحة
¥