د. الطيار: أنا ذكرت في اللقاء السابق لا أذكر من هو أحد العلماء ضرب مثالًا بالتوفيقيين بالفلاسفة الذين مثل الفارابي وابن رشد الذين حاولوا أو اجتهدوا في ربط الفلسفة بالشرع وادعاءهم أن الفلسفة بالشرع من معين واحد وطبعًا ذكروا أمثلة لذلك عندهم فلعلهم يدخلون في هذا المجال مجال التوفيق
د. الشهري: جميل، ما هو التوجيه الرباني؟!
د. الخضيري: لو سمحت، هذه الآيات تشبه حقيقة قوله سبحانه وتعالى في سورة النور (وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (47) وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ (48) وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ (49) أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (50) إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ) لاحظ ما هو فِعْل المؤمن الحقّ؟! (إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) فانظر المنافقون نفعيون بدرجة خسيسة بدرجة متناهية في القبح، الحق له يعني عرف الشرع سيحكم له جاء إلى الشرع
د. الشهري: وقالوا أنا اطلب الشرع أنا لا أريد إلا الشرع
د. الخضيري: وإذا كان الشرع سيكون ضده بدأ يراوغ في طلب شيء آخر
د. الشهري: يعني يأخذ ما يصلح له وينطبق عليهم قول الله سبحانه وتعالى (أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض)، سبحان الله!
في قوله يا إخواني (أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ) سبق أن ذكرنا في الحلقات الماضية أن الله سبحانه وتعالى من رحمته بأمة محمد صلى الله عليه وسلم ثم يقول (أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ) هذا التوجيه الرباني للتعامل مع هؤلاء المنافقين فقال (فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغًا) ما الفرق بين عظهم وقل لهم في أنفسهم قولًا بليغًا يادكتور محمد؟!
د. الخضيري: أولًا نقول (فأعرض عنهم) يعني يا محمد صلى الله عليه وسلم لا تقابلهم على ما يفعلون بالعذاب والقتل والتشريد فإن هؤلاء لؤماء مرضى يحتاجون منك إلى الصبر وإلى المعالجة الرشيدة الطويلة الأمد لعلّ الله سبحانه وتعالى أن يهديهم فهذا معنى أعرض عنهم أي لا تعاقبهم هذا واحد. اثنين أصلًا لو بتحاقد بتحاقد من وتدع من؟! وبتدخل في مشكله في قضية من هم هؤلاء؟!
د. الشهري: نعم أشياء قلبية وهم يسارعون إلى نفي ذلك
د. الخضيري: نعم ويحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانًا وتوفيقًا هذا أولًا. اثنين (عظهم) ذكِّرهم بالله بأن لك الحق اتقوا الله ذكرهم بالله والجنة والنار والحساب والجزاء والخاتمة وحسنها ذكرهم بالفضيحة في الدنيا وفي الآخرة هذه كلها أشياء توعظ بها النفوس. الثالث: ازجرهم قُل لهم في أنفسهم قولًا بليغًا يعني فيه شيء من التأنيب والزجر والإيقاف عند الحد لكن هذا كله بجهاد اللسان.
د. الشهري: ثم تأتي الآية التي بعدها في قوله سبحانه وتعالى (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ) في تصوري من معاني الآية أن الأصل في الرسول أنه يُختار اختيارًا أليس كذلك؟! (الله يصطفي من الملائكة رسلًا ومن الناس) (الله أعلم حيث يجعل رسالته) النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا تكلم كان إذا وعظ عليه الصلاة والسلام لم يكن يمارس هذه الوظيفة كمجرد أداء مهمة وينتهي وإنما كان عليه الصلاة والسلام يعظ الناس بأسلوب مؤثر ويحسن كيف يصل إلى النفوس. تذكرون الرجل الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في الزنا في الفاحشة فأثار هذا سخط من حوله فما كان من النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن أخذه بطريقة تدل على حكمته عليه الصلاة والسلام وعلى أنه فعلًا يُحسن عليه الصلاة والسلام القول البليغ الذي يبلغ مستقر تلك الشبهات والشهوات في نفوس الناس، فقال هل ترضاه لأمك؟ قال لا، هل ترضاه لبنتك؟ ترضاه لأختك؟ قال: كذلك الناس. فبعد أن دخل وهو يطلب الوقوع خرج وهو هذه
¥