تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الفاحشة من أبغض الأمور إلى نفسه. أنا أقول ممارسة أو الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في هذه الأفعال وفي تطبيق هذه الآيات هو المطلوب وهو من معاني قوله (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ) لكمال آلته في القدرة على إيصال رسالته إلى نفوس الناس. هذا الأصل وإن كان الأمر كما تفضل الدكتور مساعد أنه قد يرسل الرسول ولا يستجيب له أحد. أيضا تكملة الآية دكتور محمد دار حولها نقاش كثير في كتب التفسير واستدل بها من يرون التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم اليوم (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا) بعضهم يستدل بها على جواز أن يستغفر أو أن يطلب من النبي صلى الله عليه وسلم الاستغفار بعد موته فما يعني توجيهك لهذه الآية؟!

د. الخضيري: طبعًا الآية ظاهرها واضحة جدًا في أن هذا الأمر في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ولرسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الباب خصوصية ليست لغيره من كون الرب سبحانه وتعالى يستجيب دعاءه واستغفاره لمن جاءه تائبًا مستغفرًا فاستغفروا الله مما وقعوا فيه واستغفر لهم الرسول طلب لهم المغفرة من عند الله عز وجل لوجدوا الله توابًا رحيمًا. من وسّع دلالتها إلى أنه من المقصود من المجيء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم في قبره لا شك أن هذا خطأ

د. الشهري: (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ) بعضهم يفسرها ولو أنهم إذا ظلموا أنفسهم جاؤوك والصحيح أنها ولو أنهم إذ ظلموا في الماضي

د. الخضيري: لما ظلموا, أيضًا نحن نقول هب أن هذا المعنى قد يكون من معاني الآية لماذا لم يعمل به الصحابة رضوان الله تعالى عليهم؟! ولم يعرف لا عن أبي بكر ولا عمر ولا عثمان ولا علي ولا غيرهم من أئمة الصحابة ولا من جاء بعدهم أنهم كانوا يشرِّعون هذا الأمر لأنفسهم إذا أذنب الإنسان جاء إلى رسول الله وقال استغفر لي يا رسول الله وهو في قبره؟! ما عرف عنهم أنهم كانوا يخاطبون الرسول صلى الله عليه وسلم في قبره بمثل هذا، إنما كانوا يأتون إلى قبره عليه الصلاة والسلام فيسلّمون عليه ويقومون بالواجب الشرعي عندما يمرون بقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولا شك أنه من الأخطاء. أما الاستدلال ببعض القصص والأخبار ليست لا من كتاب الله ولا من سنة رسول الله حتى ولو كانت صحيحة فإنه لايجوز فيها الاحتجاج ونحن الآن تنازعنا فيجب الرد إلى الله وإلى الرسول لا نرد على شيء آخر

د. الطيار: سياق الآيات يوضح أنها قضايا مرتبطة بحال المنافقين في وقت النبي صلى الله عليه وسلم لأن السياق واضح جدًا. وإلا لو جئنا إلى مثلًا الآيات (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا) إلى أن قال (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا) أقول كان خاصًا بحياة الرسول صلى الله عليه وسلم، الحكم إلى سنته هذا قياسي وليس هو الأصالة. فالأصالة كما هو واضح أن الآية في المنافقين الذين كانوا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الآية بالذات

د. الشهري: الآية التي في آخر هذه الصفحة آية عظيمة جدًا قضية التحاكم إلى الله وإلى الرسول صلى الله عليه وسلم والرضا بذلك في قوله سبحانه وتعالى: (فلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا) هذه الآية فيها إشارة إلى هؤلاء المنافقين أن المنافقين أول شيء (يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير