تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الطَّاغُوتِ) الأمر الثاني أنهم (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا) يحاولون يتهربون يمين ويسار. هنا قال (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا) لابد أولًا أن يتحاكموا إلى الله وإلى الرسول ثم لا يجدوا في أنفسهم أي حرج من هذا التحاكم ثم قال ويسلموا تسليمًا سواء كان الحكم لهم أو عليهم وليس مثل هؤلاء المنافقين الذين إن كان الحكم لهم أقبلوا وإذا كان الحكم عليهم ما تعليقك دكتور محمد على هذه الآية؟!

د. الخضيري: هذه الآية تعتبر قاعدة عظيمة جدًا في وجوب التحاكم إلى الله وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم وأن التحاكم إلى الطاغوت أو إلى شرع غير شرع الله عز وجل وطبعًا كل شرع غير شرع الله طاغوت لأنه تجاوز الناس به حدهم فيعطوه حق الحكم في أمر لايجوز أن يحكم به غير الله عز وجل (إن الحكم إلا لله) فالحكم لله عز وجل. فهو ينفي الإيمان وهذا أخطر ما يكون لذلك نقول الحكم بغير شرع الله كفر والتحاكم إلى غير شرع الله كفر قال الله عز وجل في سورة المائدة السورة القادمة (وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) (وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) وهنا يقول (فلا وربك) ويؤكدها بقسم (فلا وربّك) حلف بالله رب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يؤكده بقوله (لا يؤمنون حتى يحكموك) يعني يؤولوا إلى حكمك في كل ما شجر بينهم، هذا أولًا وهذه تسمى مرتبة الإسلام التحكيم إسلام

د. الشهري: مجرد انك ترضي الله وتأتي إلى المحكمة وإلى حكم الله هذا إسلام

د. الخضيري: قال (ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ) لا تلقي في نفسك أي حرج من حكم الله وحكم رسوله صلى الله عليه وسلم هذا إيمان

د. الشهري: طبعًا المقصود إذا كان عليك الحكم

د. الخضيري: نعم، الأمر الثالث (وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا) هذا إحسان وهو التسليم المطلق بكل ما يأتي عن الله وعن الرسول صلى الله عليه وسلم, ولذلك هي ثلاث مراتب تنتظم مراتب الدين: الإسلام والإيمان والإحسان ولكن هذه الآية أخطر آية على من يرضون بحكم شرع أو بحكم غير شرع الله عز وجل لأنها تنفي عنهم الإيمان وقد يكون نفي الإيمان فيها هنا يقتضي الكفر لمن فعل ذلك نسأل الله العافية والسلامة

د. الطيار: أبو عبد الله إذا قلنا أن السورة سورة الحقوق ففي بداية الكلام (يأيها الذين امنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول) حق الله وحق الرسول صلى الله عليه وسلم في التحاكم إليهما لأنه لاحظ كل القضية لما بدأ (ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول) مرتبطة بقضية

د. الشهري: بحق الله وحق رسوله

د. الطيار: يعني التحاكم إلى الله وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم

د. الخضيري: قبل ذلك يا دكتور عبد الرحمن قبلها قال (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا) ومن أعظم الأمانات التي تؤدى إلى أهلها أن لا يكون التحاكم إلا إلى الله ورسوله، هذا واحد. ثم قال (وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ) كيف يحكم الناس بالعدل؟! لا يمكن أن يصل الناس إلى العدل في قضاياهم حتى يتحاكموا إلى الله وإلى الرسول وإلا لا بد وأن يقعوا في الظلم لأن ما من شرع يشرّعه الناس إلا ويحابي فيه المشرعون أنفسهم وخاصتهم إن كانوا من الطبقات التي كما يقال البرجوازية فهي تراعي مصالحها وإن كان من المتنفذين راعوا مصالحهم وهكذا, أما حكم الله فإنه لا يراعي أحدًا على حساب أحد بل المراعى هو الحق

د. الطيار: هناك فائدة لغوية في قوله (فيما شجر بينهم)

د. الشهري: التعبير بـ (شجر)

د. الطيار: مشابهة بالشجرة قد تداخل بعضها ببعض لا تقدر تفككها

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير