تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

د. الشهري: وهذا فيد دلالة إلى أن المجتمع المسلم لا يستغني عن الاختلاط والتعامل مع بعضه البعض مهما حاولت أنك تبتعد عن المجتمع وتنفرد أنت بشؤونك ما تستطيع وإنما لا بد أن تختلط ويشجر بينك وبين غيرك نزاعات فلذلك قال (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ)

د. الخضيري: في قوله (فلا وربك) حقيقة فيها لفتة في أن حكم الله وحكم رسوله هو من كمال تربية الله عز وجل لنا ورحمته بنا لأننا لو ابتغينا أن نحلّ خصوماتنا وأن نقضي فيما بيننا بشيء غير حكم الله وحكم رسوله لوجدنا فيه الظلم ووجدنا فيه الجور ووجدنا فيه المشقة والعنت عليها ولا بد لا بد من ذلك , وتتبع لدساتير العالم وأنظمتها تجد أن هذا واقع تمامًا

د. الطيار: الذين يدّعون الرجوع إلى العقل وادّعاؤهم أن العقل في قاعدة أن اختلف العقل أو تعارض العقل والنقل أليس يدخل في معنى هذه الآية (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ)

د. الشهري: ما وجه دخوله؟!

د. الطيار: وجه دخوله أنه هو الآن حكّم العقل يعني من حكّم العقل على النص وجعل النص محكومًا عليه فإنه خالف معنى هذه الآية لأنه إحتكم إلى غير النص وهنا قال (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ). ولهذا نلاحظ مثلًا أن دعوى أن العقل هو الحاكم على النص لأنه لا يُفهم النص إلا بالعقل طبعًا هذه الدعوى جرّت ويلات خرجوا المعتزلة الذين اعترضوا على كثير من النصوص وهم يخالفون معنى هذه الآية

د. الشهري: تأتي الآن أنا أقترح في سورة النساء بحث موضوع الموعظة وأثرها في سورة النساء. مرّ معنا حقيقة موعظة الزوجة ومرّ معنا موعظة أداء الأمانات (إن الله نعمّا يعظكم به) وجاء وعظ للمنافقين ثم يأتي الآن الحديث عن فوائد الموعظة في قوله سبحانه وتعالى (وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66) وَإِذاً لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّا أَجْراً عَظِيمًا (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا)

د. الخضيري: هذه الآية طبعًا تابعة لما قبلها

د. الشهري: نعم، يعني لو أننا أوجبنا على هؤلاء المنافقين أن يقتل بعضهم بعضًا لما فعل ذلك إلا القلّة منهم

د. الخضيري: أو أوجدنا عليهم أن يخرجوا من ديارهم أيضًا لما فعل ذلك إلا القلة

د. الشهري: إشارة إلى أنهم لايستجيبون

د. الخضيري: وأن الله عز وجل قد رحم فلم يوجب علينا القتل ولم يوجب علينا الخروج من الديار كما أوجبه على من قبلنا من الآصار والأغلال التي ابتلوا بها فاحمدوا الله على ما أنتم فيه من النعمة قد جاءكم شرع هين لين طيب قريب رحيم رؤوف بكم فماذا تبتغون؟!

د. الشهري: في قوله (وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ) هل المقصود به ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به من قتل النفس والإخراج من الديار؟ أو المقصود به لو أنهم فعلوا ما يوعظون به من الاستجابة لأمر الله والتحاكم إلى أمر الله ورسوله؟

د. الطيار: هو الظاهر الاستجابة السابقة كأنه يقول أي كأن المعنى أن ما طلبناه منكم أمر قليل فكيف لو أنا كتبنا عليكم أن اقتلوا أنفسكم أو أخرجوا من دياركم؟! (ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به) يعني مما سبق من التحاكم (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ) التي هي المراتب الثلاثة، لو أنهم فعلوا هذا لكان خيرًا لهم فأثبت لهم الخيرية فيما لو استجابوا للموعظة وهذه قاعدة عامة.

د. الشهري: وهذه أيضًا يمكن أن يقال فيها مثل ما تقدم قبل حلقات أنه ليس على باب التفضيل أنهم لو فعلوا هذا لكان هو الخير الوحيد لهم والأفضل

د. الخضيري: كقوله (ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم) ليس المقصود أنهم أفضل مما هم فيه

د. الشهري: يعني إن الذي هم فيه خير ولكن

د. الخضيري: نعم. عدّ لفعل ما يوعظون به عددًا من الفوائد, أولًا: لكان خيرًا لهم وأشد تثبيتًا

د. الطيار: تقوية لإيمانهم

د. الخضيري: تقوية لإيمانهم (وإذا لأتيناهم من لدنا أجر عظيمًا)

د. الشهري: في الدنيا والآخرة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير