أضف إلى ما سبق: العبث في نص النحاس من خلال زيادة النقص الذي يتوهم أنه سقط، وإكماله بأي شيء يرى المحققان أنه مناسب، وأخيرًا عدم دراسة أثر الجزء الذي وقع فيه الخرم على المخطوطة، ولم يقدم المحققان أي بديل عن هذا الجزء المفقود، واكتفى الشيخ الصابوني فقط بالإشارة إلى السقط، في حين لم ينوه الدكتور يحيى مراد بأي كلمة بصدد هذا السقط وكأنه لم يفطن إليه.
10 - عدم دراسة آراء النحاس ومنهجه في كتابه معاني القرآن:
لم يقدم المحققان دراسة لآراء النحاس التي وردت في كتابه، ولا ننسى أن النحاس من النحاة المبرزين الذين تميزوا في المدرسة البصرية، ومن خلال مادة هذا الكتاب يمكن لنا أن ندرس آراء النحاس النحوية التي تفرد بها، والآراء التي كان فيها بصريًّا، والآراء التي كان فيها كوفيًّا، كذلك لم يقدم لنا المحققان شيئًا عن منهج النحاس في معاني القرآن، وما هي الخصائص لهذا الكتاب، ولا سيما أنه سبقت النحاس كتب أخرى في المعاني؛ كالمعاني للفراء، والمعاني للأخفش، وكان يمكن لهما أن يعقدا مقارنة بين هذه الكتب، وما هي المآخذ التي يمكن أن تكون على معاني القرآن للنحاس.
11 - إغفال الترجمة لبعض الأعلام:
وقد وعد الدكتور يحيى مراد في مقدمته () بعمل تراجم وافية للأعلام الواردة في الكتاب، وهذا الوعد لم يتحقق؛ لأنه قد فات المحقق كثير من الأعلام التي تركها دون ترجمه، وكذلك أيضًا وقع في نفس القضية الشيخ الصابوني، ومن الأعلام التي تركت دون ترجمه في الصفحة الأولى من النص المحقَّق (): ابن عباس، ومجاهد, وعمر، وعلي، وابن أبي ذئب، والمقبريّ، وسفيان، والسدي، وعبد خير، وإسماعيل بن جعفر، والعلاء بن عبد الرحمن، وأبي بن كعب، والعجاج ()، والكسائي ()، ومحمد بن كعب القرظي ()، وعطاء الخراساني ()، وأبو عبيدة ()، وأبو العباس ()، والخليل ()، وغير ذلك من الأعلام التي تجاوزت سبعون علماً عند الشيخ الصابوني ود. يحيى مراد، وهذه الأعلام التي ذكرت إنما أوردها النحاس فقط في سورة الفاتحة، وهناك أعلام أخرى وردت في سورة الفاتحة، فليراجعها من شاء.
12 - تكرار الترجمة للعلم الواحد في أكثر من موضع:
وقد ورد ذلك عند الشيخ الصابوني والدكتور يحيى مراد، وسوف نذكر النماذج التي تكررت ترجمتها دون أن تكون هناك فائدة من إعادة الترجمة، وعلى سبيل المثال فإن ترجمة قطرب تكررت أربع مرات عند الشيخ الصابوني ()، وثلاث مرات عند الدكتور يحيى مراد ()، وتكررت ترجمة ابن كيسان أربع مرات عند الشيخ الصابوني ()، وثلاث مرات عند الدكتور يحيى مراد ()، وقد تكررت ترجمة المبرد ثلاث مرات ()، وترجمة أبي حاتم السجستاني خمس مرات ()، وترجمة الزجاج مرتين ().
ولعلّ أقرب تفسير لهذا التكرار من الترجمات للعلم الواحد هو الهروب من توثيق النص توثيقاً علميًّا سليمًا وفقًا لمناهج المحققين.
13 - الأخطاء التي في التحقيق:
وهذه الأخطاء قد تكون نحوية أو صرفية أو تحريفًا للنص نتيجة الخطأ في قراءة المخطوطة، أو يكون الخطأ راجعًا لعدم المراجعة الدقيقة لتجارب الكتاب، وكل هذه الأخطاء يكون المحقق هو المسؤول الوحيد عنها، وقد وردت جملة من الأخطاء في كلا التحقيقين، وهذه بعض الأمثلة.
أولا: أخطاء بسبب الطباعة:
وأغلب الظن في هذه الأخطاء أنها بسبب الطباعة، وقد فات على المحققيْن معالجتها، ومن أمثلة ذلك في تحقيق الشيخ الصابوني:
- فنزل هذ، والصواب: هذا ()
- ورروى عطاء الخراسائي، والصواب: روى براء واحدة ()
ومن أمثلة هذا النوع عند د. يحيى مراد:
- التي تبدأ من من أول سورة ... والصواب: إسقاط من الثانية ()
- قد أضفنا في هذه الطبع، والصواب: الطبعة ()
- ليس لي توبة نوبة فيلقى بيديه إلى التهلكة ... والصواب: إسقاط كلمة نوبة وهي زائدة على النص ().
ثانياً: أخطاء بسبب الخطأ الإملائي:
• كتابة " ابن" في أول السطر بإسقاط الهمزة ()، وهو خطأ إملائي؛ لأنها إذا وقعت أول السطر؛ فإن ألفها تثبت ().
• كتابة "طاووس" بواوين ()، والصواب أنه بواو واحدة – جوازاً- لشهرته ومن أجل الخفة ().
• كتابة " إسحاق" بدون ألف هكذا " إسحق" ()، والصواب: إثبات الالف – جوازاً- في الخط والنطق إذا كان علمًا ().
• كتابة كلمة " الإستقامة" بهمزة قطع هكذا ()، والصواب: الاستقامة بهمزة وصل.
¥