وقد وردت جملة من الأبيات الشعرية في معاني القرآن للنحاس - في العينة المختارة- وقد كانت هناك إشكالات كثيرة في تخريج هذه الأبيات، وقد ارتضيت أن أذكر هذه الإشكالات جملة وتفصيلاً وذلك لأن الجملة تعطي انطباعات كثيرة للقارئ عن عمل المحققين، أما التفصيل فلئن البحث سوف يستدرك على المحققين ما فاتهما في التخريج، وقد آثرت أن أذكر الأبيات مرتبة بحسب ورودها في كتاب معاني القرآن.
أولاً: ملاحظات عامة:
1 - تخريج الأبيات الشعرية من مصادر فرعية، والشاعر له ديوان مطبوع.
2 - هناك أبيات شعرية غير منسوبة أصلاً.
3 - يذكر أحد المحققيْن أن البيت غير موجود في ديوان الشاعر، وبالرجوع إلى الديوان تحققنا من وجوده.
4 - يذكر النحاس صاحب البيت، أما المحقق فإنه لا يعزوه إلى ديوانه.
5 - يذكر أحد المحققيْن البيت للشاعر وينص على أنه موجود في ديوانه ويغفل رقم الصفحة.
6 - الخطأ في ضبط البيت.
7 - الوهم في أرقام الصفحات كأن يذكر أحد المحققيْن البيت في ديوان الشاعر وينص على صفحة بعينها، والصواب خلاف ذلك.
8 - يذكر النحاس – أحياناً- صدر البيت، ولا يذكر المحقق عجزه أو العكس.
9 - عدم ذكر البحر الشعري لها، وقد ذكرت البحر بين قوسين هكذا [].
10 - إذا خرج أحد المحققيْن البيت من أحد المعاجم فإنه يذكره أحياناً في الجزء والصفحة، وأحياناً في مادته اللغوية، وأحيانًا أخرى لا يذكر الجزء أو الصفحة أو حتى المادة اللغوية فلم يراعِ توحيد المنهج.
ثانيًا: التفصيل:
1 - مَا فِيهِمُ مِنَ الكِتَابِ أُمُّ [الرجز]
لم يخرج د. يحيى مراد هذا الشطر من البيت ()، وقد ذكر الصابوني () أنه من أرجاز العجاج في ديوانه ص426، وهو عجز بيت وصدره: خواديا أَهْوَنُهُن الأمُّ
وقد وقع الصابوني في خطأ ووهم، أما الخطأ فكلمة خواديا، والصواب أنها خوادبا بالباء وليست الياء، والوهم في رقم الصفحة حيث ذكر أنها 426، والصواب أن البيت في ديوان الشاعر ص 427 ().
2 - لاهِ ابنُ عمِّكَ لا أفْضَلْتَ في حَسَبٍ
عَنِّي وَلاَ أنتَ ديَّاني فتَخْزُوني [البسيط]
ذكر الدكتور يحيى مراد () أن البيت لذي الإصبع العدواني، وهو من شواهد المغني 1/ 430، وفي الأغاني 3/ 99، والخزانة 7/ 173، وشرح ابن عقيل 1/ 242، والأمالي 1/ 93، وأمالي ابن الشجري 1/ 363.
وهذا التخريج مأخوذ بنصه من تخريج الشيخ الصابوني ().
ومع أن المحققين قد ذكرا أن البيت لذي الإصبع العدواني، فإن البيت قد ورد منسوبًا لشاعر آخر هو كعب الغنوي ()، وقد ورد بلا نسبة أصلاً في الإنصاف () والخصائص () وأوضح المسالك ().
3 - وهُوَ الرَّبُّ والشَّهِيدُ علَى يَوْ
مِ الحَيَارَيْنَ والبَلاءُ بلاَءُ [الخفيف]
ذكر الدكتور مراد ()، أن البيت في الصحاح 1/ 130، وجامع الأحكام 1/ 136، وهذا التخريج مأخوذ بنصه من الصابوني ().
ورغم ذلك فالبيت موجود في ديوان الحارث بن حلزة ()، ولكن المحققيْن لم يخرِّجاه من الديوان.
4 - فَخِنْدفٌ هَامَة هَذَا الْعَأْلَمِ [الرجز]
لم يخرج د. يحيى مراد هذا البيت ()، وقد خرجه الشيخ محمد الصابوني ()، في ديوان العجاج بتحقيق عزه حسن ص 299، ومجاز القرآن لأبي عبيدة 1/ 22، والطبري 1/ 138.
وهذا التخريج فيه أمران:
الأمر الأول: الخطأ في رقم الصفحة، وقد رجعت إلى الديوان ()، فوجدت البيت فيه ص 285.
والأمر الثاني: الخطأ في ضبط البيت في كلمة " العالم"، والصواب: " العألم" بالهمزة، وهي محل الشاهد حيث إنه يريد العالم فهمزة الألف على لغة، والبيت موجود في رصف المباني ()،
وسر الصناعة ().
5 - أَهَذا دينُهُ أَبَداً وَدِينِي [الوافر]
ذكر د. مراد () أن هذا شطر بيت للمثقب العبدي، وتمامه كما في الصحاح للجوهري 5/ 118:
تقول إذا درأت لها وضيني
أهذا دينه أبداً وديني
أقول: هذا التخريج الذي ذكره د. مراد مأخوذ بنصه من تخريج الشيخ الصابوني ()، ويلاحظ على التخريجين أنهما لم يعتمدا على ديوان الشاعر، وهو مطبوع ومحقق، حققه الأستاذ حسن كامل الصيرفي عن معهد المخطوطات العربية، في عام 1971م، والبيت في ديوانه () ص195.
ويلاحظ كذلك أن المنهج هنا قد اضطرب في وصفه لشطر البيت حيث لم يذكر المحققان – كما سبق أن ذكرا – أنه صدر أو عجز، وكان الأوْلى أن يسميا الشطرة طالما ذكرا لها شطرة أخرى.
¥