تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ومطالبة بتغيير وزيرة الثقافة ومطالبة من بعضهم الا تكون الوزيرة إمرأة، أو تحول صلاحية الإشراف على المعرض إلى المشايخ لأنه يعقد في "مصلى".

وقد حضر المعرض كما تقول الجريدة نفسها 1129 ناشر، من ثمانين بلدا، بزيادة عن العام السابق. وهناك مناطق خاصة بالناشرين الأجانب وقاعات خاصة بكتب الأطفال، وبالكتب الأكاديمية. وقد منعوا -إلى جانب بعض الكتب السلفية- كتبا لبعض الشعراء لما يرون فيها من فساد أخلاقي. أما عن الكتب العربية الممنوعة فكان من الممنوع كتب الشيخ القرضاوي وقد صدر المنع بسبب نقده الأخير للشيعة، ومنعوا النسخة العربية من تفسير الشيخ السعدي ويسمحون بتداول طبعته الفارسية، لأن الطبعة العربية عليها مقدمة لتلميذه ابن عثيمين، ولأن له كلام صعب عنهم، فقد كان ممنوعا، أما كتاب الشيخ عائض القرني "لا تحزن" فقد رأيت أحد كبار الآيات يقلبه في مكتبة العبيكان ثم مدحه أحد شبابهم لهذا الآية وقال إن الكتاب مليئ بالآثار أو نحوه، فقام صاحب المكتبة بإرسال نسخة هدية للآية. ومن الممنوع أيضا كتاب للعريفي انتقاما لنقده للسيستاني.

أما الحضور العربي في المعرض، فلم يكن كبيرا في حدود 50 ناشرا أو مكتبة عربية تقريبا، وكانوا في الخيام في الخارج إلى جوار الناشرين الأجانب وهم من الغربيين غالبا كانت بضاعتهم من الكتب العلمية الأكاديمية إلا قليلا. ولم أجد عندهم من الكتب الإنسانية ولا الأدبية ولا السياسية ما يذكر.

ويعاني الناشرون من تذبذب أمزجة المراجع فيما يتعلق بفسح الكتب ونشرها فقد يسمح شيخ ويأبى آخر، فيضيق ذلك فرصة وصول الكتب بسهولة، علما بأن الكتب لا تنبش غالبا من داخلها عن محتواها فتجد في معارضهم كتبا شديدة النقد عليهم، وقد وجدت كتبا تمتلئ بنقدهم ونقد عقيدتهم، والتشنيع على الرافضة، ولعل السبب قلة من يتابع النصوص العربية.

ومن مجرد الإطلاع على القاعة الفارسية الرئيسة، ترى مظهرا رائعا للإقبال على القراءة وتنوع دور النشر وكثرة الرواد وكثرة الناشرين، لا أعلم إن كان في العالم النامي ما يقارن به، ويقال إن معرض القاهرة أكبر ولكنه ليس أرتب ولا أنظف. أما رواد المعرض من خارج البلاد فهم غالبا من الناطقين بالفارسية في المناطق المجاورة من باكستان وأفغانستان وأذربيجان وغيرها.

4

بعد ثلاثين عاما من الثورة، لم تتخل البلاد عن الشعارات، فالشعارات ملح الثورات، ولكن لما يطول الزمن تفقد طعمها وأهميتها، وفي الميادين وعلى الطرق الرئيسة تجد تلك اللوحات الكبيرة وفيها كلمات ترحيب فمثلا في مدخل طهران يقول ترحب بك في "أم القرى" وقد ترجم لي المترجم المعنى بأنها تعني "عاصمة المسلمين"، وشعارات تجدها أيضا عن "إمام المسلمين"، مع إشارات متناثرة كثيرة على أن البلاد هي المرجعية الإسلامية للعالم. وبعض الشعارات لها معان جميلة، مثل: "العاقل يعمل والهبل يأمل" وكلمة أخرى تنتشر على السيارات وغيرها وهي دعاء بخروج الإمام المنتظر " اللهم عجل لوليك الفرج" وكلمات منتشرة كثيرة مثل "إمام زمان" وشارع "إمام زمان" أما كلمات: فاطمة وحسين ومعصومة وعلي وآل البيت فتلوح لك في كل زاوية.

ولعل من الجدير بالفهم في الثقافة الإيرانية الجديدة، ما أحدثه حزب البعث العراقي من صياغة لفكر الثورة أثناء الحرب وبعدها، فقد كانت الثورة كما تدل أدبياتها الأولى قبل الحكم وفي بدايته أنها كانت تتجه للوحدة الإسلامية، وكان كبار مفكريها وصائغي توجهها من أمثال شريعتي (الذي تأثر به الخميني كثيرا بالرغم من أنه في سن ابنه ـ راجع راي تقية، إيران الخفية الفصل الأول) ومطهري ومنتظري يتجهون للعالمية الإسلامية، وللتسامح القومي وللجذور العربية الإسلامية للثقافة في فارس، غير أن الخصم والموقف العربي اضطر الثورة وإمامها وممارساتها لأن تعتنق العقيدة القومية الأوربية المتطرفة، دون إعلان، وتبقي الكثير من التوجهات الإسلامية في الخارج في دائرة الدعاية. وذلك المرض أشبعه بحثا قبل حدوثه علي شريعتي في التشيع العلوي والتشيع الصفوي، إذ يرى أن الصفويين أوقفوا الفتوح العثمانية في أوروبا، بسبب ما فتحوه عليهم من حرب في فارس والعراق.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير