(يضع يده على خد منيب):
وله خدٌ عن خدينْ
وفمٌ كالثقب الأسودْ
مظفر (يبسط يديه):
نستقبلُ العزاءْ
ونشكرُ الأمواتْ
في كل أرضْ
(يرفع يديه):
أطال ربي عمرهم
جوف القبورْ
وحماهمو من كل حي
معين (يرفع رأسه و ينظر حوله وكأنه غافل عنهم):
من هو الميِّتُ فيكم سادتي؟
مظفر (بأسى):
المجرات تموتْ
مظفر (لمعين):
من معيني في المصائبْ؟
معين (واقفا):
خادم الأحزانِ .. مُرني سيدي
مظفر:
إمض إلى الجرائدْ
حاضرها والغائبْ
بصفحةٍ أو صفحتين
.. آل المظفر يشكرونْ ....
تكون عندي هاهنا أقرؤها
قبل خروج الروحْ
بساعةٍ أو ساعتين
(يبسط معين يده للمال)
مظفر (يتلكأ قليلا وينظر إلى الأرض ويظل معين باسطا يده فيرفع رأسه ويخاطبه بلطف):
في غدٍ أُعطيك من ميراثْ يومي
(يتلفت حوله وفي جهه صرامه):
يا رئيس الجند
منيب:
أمر مولاي الخليفه
مظفر:
أعطه موتا ولا تُجهز عليهْ
منيب (يحك رأسه وهو يفكر):
قد بدا يختلط الموت عَلَيْ
كيف أفعلْ؟
مظفر:
ذاك شأنُكْ
منيب (بغير اكتراث وقد ضم يديه وراءه):
قد فعلتْ
مظفر (غاضبا):
لم تحرك ساكناً كيف فعلتْ؟
منيب (بتهكم):
عندما يختلط الموت عليكْ
لا تسلني
مظفر (بغضب أشد):
كيف تجرؤْ ... ؟
منيب (يضرب بيده على جبهته):
قد نسيتْ
ويح نفسي ... من أنا
(يلتفت إلى مظفر):
عفو مولاي الخليفهْ
(يلتفت مظفر إلى معين مبتسما):
كيف طعم الموت 00سهلاً00؟
معين (ضاحكا):
أنت لم تُجهز عَلَيْ
تكنز النصف لغيري ... ؟
(في إباء):
لستُ أرضى
لستُ أرضى
مظفر (بتعجب):
ليس يرضيه القليلْ
يا رئيس الجند قل لي من يكون؟
منيب:
صاحبي في كل سرْ
وله مني العيون
معين:
العيون
ازرعوها في دمي
واحصدوا أسرار نفسي
(يدعي المسكنه):
فأنا في الناس منْسي
ولكم ما تشتهون
مظفر:
أحمق في يوم أُنسي
قم رئيس الجند .. قم
منيب (مقاطعا بتذمر):
طال صبري
كم تناديني وأجري
وجنودي
ليس منهم طوع أمري
غير معتوه سفيهْ
مظفر:
خلفي أعداء لا ترحمْ
دوماً تُهملْ ...
أمرٌ يستفحل في الأمرْ
من يعصيني
فلهُ الموتْ
المجموعة:
فلهُ الموتْ
(يلتفت منيب إلى المخرج وهو يشير إلى مظفر):
اسْقِطْ دوْرَهْ
ليس مظفّرْ
كأبي جعفرْ
اسْقِطْ دوْرَهْ
(تعود المجموعة إلى أماكنها وتلتفت إلى المخرج الغارق في التفكير وكأنه يفكر في تغيير دور ما و يحدث نفسه بصوت مسموع ويرفع رأسه لمظفر وكأنه يستفهم):
دور القائدْ ...
دور القائدْ ... ؟
مظفر:
دور الفاعلْ
المخرج:
قرِّبني من دور القائلْ
لقمان:
يحيا المسرحْ .. يحيا القائلْ
منيب (يحدث نفسه و يشير إلى كفه):
هذا الفاعلْ
(يشير إلي فمه):
هذا القائلْ
هذا الداخلْ
هذا الخارجْ
(يتأمل قليلا يديه المبسوطتين ثم يلطم خده):
أأنا أفهمْ؟
أغبى مني قد لا تعلمْ
المخرج (ضاحكا):
لن أعدم دوراً ترضاهْ
دوراً آخر
ولك الأول
(يشير بيده إليه):
كن ..
(ينظر في ورقته ويرفع رأسه إلى منيب):
كن ..
للمهدي الحاجبْ
منيب:
أيٌّ أعلى .. ؟
أيٌّ أقرب .. ؟
مظفر:
الحاجب أقرب للعينْ
لقمان:
والأعلى يسقط في الأقربْ
منيب (متجها إلى الجماعة بزهو):
من منكم يحمل دورين؟
فأنا الحاجبْ
وانا القائدْ
والنجم الثاقب للعينْ
مظفر:
قم يا حاجبْ
أسْقطْ في الحاضر والغائبْ
وانبشْ ماضيهم في قلبي
فأنا زمنٌ مالي صاحبْ
المخرج (مقاطعا مظفر):
اخترْ لي عشرة أشخاصْ
ممن تعرفْ
.. أو لا تعرفْ
(يتجه منيب الى مظفر وبتوسل):
أتوسطُ عندك يا صاحْ .. ؟
مظفر (بزهو):
قل ما ترغبْ
منيب:
عندي من خيرة أصحابي
من بالجهلِ
بزّ الصّفوهْ
ولك الحظوهْ
اخترْ منهم من لا ترضى
واصرف عني من ترضاه
معين:
وإذا اختنقوا
جوف القبضهْ
فانْثرهم بين الأدوارْ
نثر المعشوق الجبارْ
لقمان:
لحماً ودما
أصواتاً تتبع أصواتا
خلف الدرهمْ
معين:
تهذي بفمٍ لا تعرفهُ
منيب (في غفلة):
تهوى شيئاً لا تنطقهُ
(يستدرك ويحك رأسه):
مالي .. ؟
.. أعصي لفظاً
وأطاوعهُ؟
(يتركهم المخرج يتحدثون ويتلهى بأوراقه ثم يلتفت إلى لقمان):
أنت ممن يخدم الناس مخافهْ
فلتكنْ صاحبَهُ
ولتكنْ خادمَهُ
وإذا ما عنَّت الفرصة فابطشْ
إجمع الناس إليكْ
ولتكن منك عليهم مِنَّة
أن يروا وجه الخليفهْ
ثم قاسمهم عطاياهم ولو كانت سياطا
مظفر (للقمان بنوع من اللمز):
إن مالاً من ألمْ
هو أدعى للندمْ
لقمان:
أتناسيتم وساطاتي لكمْ
إذ تناجون الكسلْ
¥