لاهثاً أخدمُكمْ
في الوزارات وفي كل المصالحْ
كم تسيئون بي الظنَ وأدريْ:
نرجسيون ولي فيكم يدٌ
لو قدرتم تقطعون
مظفر:
لا تكابرْ
نحن نعطيك ولم نبخل عليكْ
وفتحنا في القلوبْ
منيب (مقاطعا):
منجماً أو منجمين
لقمان:
إنما أفتح في أعماق قلبي
مكتباً للعابثين
وأعادي
من ضمير الغيب فيكم ما يسوءْ
مظفر (وهو يتراقص):
إعْتَرفْ .. لا .. أعْتَرفْ
(يجاريه منيب في الرقص):
أنتَ فينا تنخسفْ
(يلتفت المخرج إلى سليمى):
يا سليمى
إن في وجهك صمتاً مستبدا
وجمالاً وحياء
وضروب الخيلاءْ
مظفر (يفرك يديه):
ذاب وجدي
(يرفع رأسه كالمنادي):
«يا سليمى أوقدي النارا»
المخرج (لا يعيره الإنتباه):
فلتكوني زوجة المهدي
عندما يشرق وجهٌ
لك من خلف الحجابْ
صامتا فيه عذابْ
اقنعي نفسك بالقول المباحْ
واهمسي في أُذنيهْ
(ينظر إلى نجلاء بنوع من الإزدراء ثم يلتفت إلى سليمى):
اجعلي نجلاء من خلفك تمتد وصيفهْ
اصنعي منها أزاريرا لثوبكْ
واذا شئتِ اقطعيها
وبأقدامك كِبراً
ادهسيها
فهي ليست فيك حُرَّهْ
(ينظر منيب إلى قدمي سليمى ويعدهما ويلتفت إلى مظفر):
ليس إلا قدمان
(مظفر يحرك يديه على هيئة موجة):
تتوالدْ ...
تتوالدْ ...
إن للنسوة أقداماً كثيرهْ
(ينظر منيب إلى وجه نجلاء وقد اشتعل غضبا و يهمس في أذن مظفر):
قد ظفرنا بالمسرَّهْ
هاهنا يحلو العراكْ
مظفر (بصوت عال):
يا عراك
ادخلُ .. الباب هنا
(يتقمص منيب شخصية العراك ويجلس بجانب مظفر يمسك بيده ويقبلها):
الأمانْ .. سيدي
الأمانْ
مظفر:
لا عليكْ .. يا عراكْ
سوف لا تخسر شراً
قم فضع نفسك ما بينهما
(يضع منيب نفسه بين نجلاء والمخرج في هيئة جنونية وتنظر إليه نجلاء بقلق وتلتفت إلى المخرج):
سيدي ما أوقحكْ
تشتهي أن تزرع الفتنة فينا
غيرةً تبعث فرقهْ
فرقةً تبعث حرقهْ
ولأمرٍ ما تريدْ
أن ترى قلبك حقداً يتلفتْ
(منيب يتلفت في كل اتجاه وبسرعة مذهلة):
المجموعة:
المخافهْ
العقابْ
كُلنا كنّا ذئابْ
(يحمر وجه المخرج ويلتفت إليهم مقاطعا):
كلنّا ... بل كلكم
ليتني في غيركم
(يصمت قليلا ثم يرفع رأسه):
سيداتي سادتي
إنها مغرورة حتى النخاعْ
(يشير بيده إليها):
هل علمتِ؟
لا أرى فيكِ الذي يُعجِبُني
تجعلين الوهم معشوقاً وعاشقْ
أخبريني ما الذي يوما فعلتِ؟
تستشيرين سليمى
في أُمور تافهاتْ
(يضع يديه على وسطه بحركة استفزازية):
ماالذي ألبس يوما؟
ماالذي أخلع يوما؟
(يرفع يده كأنه يمسد شعره):
ثم ما رأيك إن سرَّحت شعري هكذا؟
(يقاطعه مظفر):
قد تجاوزت الحدودْ
أنت لم تُخرج لنا إلا لسانك
منيب (مقاطعا):
الحدودْ ..
الحدودْ ..
المخرج:
إنه المسرح يا من تعشقونهْ
(يلتفت مظفر إلى لقمان):
ربما تلحظ يوماً ما لسَانَهْ
لقمان (وقد طوح بيده في الهواء):
يتمددْ
منيب:
يبتدي من آخرِ المقعدِ .. يهويْ
مظفر (يضرب بيده على يد منيب ضاحكا):
ينتهي في الخشبهْ
(يتضاحكان):
نجلاء (بتشفي):
ولنا عشرون شهراً في الفشلْ
المخرج:
لا أُعريكم لنفسي
عندما يا سادتي
تتعرى النفس من أدرانها
يعتري الفنان نار تتجددْ
الشاعر (يستغلها فرصة):
إن من يكشف عيبا
تنطوي فيه العيوبْ
اتخذنا كالمرايا
كلنا فيك وجوهٌ
شكَّلت وجهك فينا
المخرج:
كلكم ... كلكم
كم أواري جهلكم
(يبدأ في الابتعاد عن المجموعة): ستار
الفصل الثاني
المنظر الأول
(بعد خمسة أيام يعود الجمع من جديد و يبدأون بعمل البروفات الأولى)
(يبدأ الفصل الثاني بالمهدي جالساً على سرير وثير وفي ملامح وجهه رضا وانشراح صدر)
المهدي (يلتفت إلى الحاجب):
من خلف بابي ينتظر؟
الحاجب:
بالباب يا مولاي شاعرْ
بالباب نايٌ ووترْ
بالباب ينتظر القمرْ
وكل ما تبغيه يا مولاي حاضرْ
حتى رواة الشعر أصحاب السِيَّرْ
(ينظر المهدي من نافذته إلى السماء):
ليلتنا هذي مطرْ
بشرٌ .. بشرْ
(يلتفت إلى الحاجب):
دعهم فرادى يدخلوا
دعهم بليلي يلعبوا
والليل ساترْ
والصبح يكشف ما استترْ
(يلتفت المهدي إلى غلامه):
ناد الأميرة والوصيفهْ
(بينه وبين نفسه):
إجعلهمو ستراً بقلبي يجلسوا
(يذهب الحاجب لإدخال الناس ويلتفت إليهم):
وعد الأمير لكم بخيرْ
فلتدخلوا طيراً فطيرْ
(يتأهبون للدخول ولكنه يُفاجأ بوصول البريد لأمر هام فيمنع الناس ويسرع بالدخول إلى المهدي):
الحاجب:
مولاي
حطّ البريد رِحَالَهُ
¥