[تعليمات القسم حول إعداد خطة البحث (ماجستير - دكتوراه) ومعايير الخطة الجيدة]
ـ[قسم الثقافة الإسلامية]ــــــــ[05 Nov 2010, 10:19 م]ـ
مقومات خطة البحث
يتفق علماء المنهجية على أن خطة البحث، وطريقة عرضها تقرر مصير البحث موافقة، أو رفضاً من قبل المجالس العلمية في الجامعات، وبناء على ذلك يصبح من أهم واجبات طالب الدراسات العليا أن يحرص كل الحرص على دقة صياغة خطة بحثه الذي ينوي تقديمه، وأن يحكم عناصرها بصورة تبرز أهمية البحث من جهة، وكفاءة الباحث من جهة أخرى.
ومن المسلَّم به أن البحث من دون خطة سابقة مدروسة بدقة وعناية، مضيعةٌ للوقت، وتبديدٌ للجهد؛ لأن إهمالها والبدء في كتابة البحث من دونها، ربما يضطر الباحث إلى إعادة الكتابة بعد استنزاف الكثير من الوقت والجهد، حيث يتبين عدم الترابط والتنسيق بين المباحث فيما بينها، فيكون من الصعب إعادة تنظيم البحث كلية بعد كتابته.
إن خطة البحث هي رسم صورة كاملة عنه، وكل عنصر فيها يكمل جانباً من جوانب تلك الصورة، إنها أشبه ما تكون بالخارطة التي يضعها المهندس المعماري لبناء منزل أو عمارة.
قد تكون الخطة موجزة وقد تكون مفصلة، والثانية أهم وأدل؛ لأنها تقتضي إلماما واسعا بالموضوع ومصادره الأساسية ومشكلاته وقضاياه، فهي بمثابة " مشروع بحث "، ولكي يضع الباحث مثل هذه الخطة فيجب عليه أن يقرأ قراءة موسعة لكل ما يتصل بالموضوع للإلمام به من جوانبه المختلفة على أنه ينبغي أن لا تتجاوز الخطة 15 صفحة بالخط المتوسط كما ورد في تعليمات عمادة كلية التربية.
إن خطة البحث المفصلة المشتملة على الخطوات التفصيلية، والقواعد والإجراءات التي سيلتزم بها الباحث أثناء عملية البحث، تتسم بعدة مزايا عدة أهمها:
1 ـ التقليل من إمكانية إلزام الجهات المشرفة (لجنة المسار، أو مجلس القسم، أو مجلس الكلية) طالب الدراسات العليا بأشياء إضافية، قد تكون غير عادلة.
2 ـ التقليل من إمكانية التأويلات والتفسيرات التي تجعل الخطة خاضعة لهوى الباحث.
أولاً: عنوان الرسالة.
لابد للبحث من عنوان، وعلى الباحث أن يراعي في عنوان بحثه الأمور التالية:
1 ـ أن يكون شاملاً لما يحتويه البحث، مانعاً من دخول غيره فيه.
2 ـ أن يكون واضحاً في مفرداته (المراد بالوضوح عند أهل الاختصاص وليس لعموم المثقفين)
3 ـ أن تتبين منه حدود الموضوع وأبعاده (مثل " إجماعات ابن عبد البر في العبادات "، " الأصول التي بنى عليها المبتدعة مذهبهم في الصفات والرد عليها من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية ")
ثانياً: التمهيد. (لا يوضع له عنوان مستقل داخل الخطة)
درج الباحثون في العلوم الشرعية في خطط بحوثهم أن يقدموا بمقدمة قصيرة، يتوجه الحديث فيها عن أهمية الفقه في دين الله، أو عن أهمية علم الحديث، أو التفسير، أو العقيدة، بحسب تخصصهم، ثم بعد ذلك تربط هذه المقدمة الموجزة جداً بعنوان البحث، والهدف من هذا التمهيد هو تهيئة ذهنية القاريء لما سيأتي بعد ذلك.
ثالثاً: التعريف بمشكلة البحث.
نقصد بمشكلة البحث (موضوعه)، واستعملنا لفظة مشكلة؛ لأنها تعني الموضوع الذي لا يزال مشكلة قائمة تحتاج إلى البحث.
ويتم في هذه الفقرة من الخطة بيان ماهية المشكلة وأبعادها، بمعنى آخر شرح لعنوان البحث، مع بيان المعالم الكبرى التي سيتطرق لها الباحث.
ومما يجدر التنبيه عليه هنا أن البحث إذا كان يتعلق بأحد العلماء غير المشهورين، فلا بد من ترجمة موجزة له توضح اسمه كاملاً ومولده ووفاته ومكانته عند العلماء .. الخ.
رابعاً: حدود البحث.
يتم تحت هذا العنوان تحديد مشكلة البحث بصورة دقيقة، وذلك ببيان الحدود الزمانية أو المكانية أو ما شابه ذلك. ويستحسن أن يبرز الباحث السبب الذي جعله يحصر بحثه في ذلك المجال دون غيره أو في مكان أو مدة زمنية دون غيرهما، وذلك حتى لا يكون التحديد لمجرد رغبة الباحث
ويدخل في الحدود إذا كان البحث يتعلق بكتاب معين، فلا بد من تحديد الطبعة التي سيعتمد عليها، لما لذلك من أهمية كبرى، فقد يكون هنالك أكثر من طبعة للكتاب بينها فروق، وقد تكون طبعة الكتاب سقيمة جداً، أو ناقصة، فيصبح الاعتماد عليها غير ممكن؛ لأن ذلك سيؤثر على النتائج ودقة الاستقراء والتتبع.
¥