تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[طعون المعاصرين في أحاديث الصحيحين الخاصة بأسباب النزول والتفسير بدعوى مخالفة القرآن؛ دراسة]

ـ[علي صالح الخطيب]ــــــــ[13 Nov 2010, 08:43 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

نزولا عند رغبة المشرف الشيخ عبد الرحمن الشهري جزاه الله خيرا، أقدم لأخوتي في ملتقى أهل التفسير تعريفا مختصرا لرسالة الدكتوراة، وهي في طريقها إلى النشر، يسر الله ذلك.

طعون المعاصرين في أحاديث الصحيحين الخاصة بأسباب النزول والتفسير بدعوى مخالفة القرآن؛ دراسة نقدية

إعداد

علي صالح علي مصطفى

المشرف

الأستاذ الدكتور محمد عيد الصاحب

قدمت هذه الأطروحة استكمالا لمتطلبات الحصول على درجة الدكتوراه في

الحديث

كلية الدراسات العليا

الجامعة الأردنية

أيار، 2010

ملخص

تهدف هذه الدراسة إلى تقويم طعون المعاصرين في أحاديث الصحيحين بدعوى مخالفة القرآن، وذلك بإخضاع نتائج دراساتهم لقواعد البحث العلمي وأصول النقد الحديثي؛ ليتبين مدى صحة دعواهم أن أكثر أحاديث الصحيحين تتعارض مع آيات القرآن تعارضا يوجب الحكم بأنها موضوعة على لسان النبي صلى الله عليه وسلم، وأن علماء المسلمين غفلوا عن ذلك لما تلقوا أحاديثهما بالقبول أكثر من عشرة قرون.

وبعد دراسة طعونهم في أحاديث الصحيحين الخاصة بأسباب النزول والتفسير النبوي للقرآن - تبين أن دعوى تناقض أحاديث الصحيحين مع القرآن لا تصح، وأن الطاعنين أخطؤوا في ادعاء التناقض بين القرآن وأحاديث الصحيحين؛ وأنهم عجزوا عن الفهم الصحيح للآيات أو الأحاديث التي طعنوا بها، أو أنهم لم يفهموا الآيات والأحاديث معا؛ نتيجة مخالفتهم قواعد البحث العلمي في دراساتهم، وعدم تأهل أكثرهم للبحث في علوم الحديث، وقلة معرفتهم بأبجديات نقد المتن؛ فوقعوا في التناقض ومخالفة القرآن والسنة والإجماع واللغة والعقل.

مقدمة

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه إلى يوم الدين.

أما بعد؛ فإن أصدق الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة.

وبعد، فإن من المستقر في أذهان المسلمين عامة وطلبة العلوم الشرعية خاصة أن صحيحي البخاري ومسلم أصح كتابين بعد كتاب الله عز وجل، وقد تتابع علماء الحديث على تأكيد هذه الحقيقة جيلاً بعد جيل، وعظمت عنايتهم بهما حفظاً وشرحاً واختصاراً ... ولم يأل المحدثون جهدا في استخراج النكت الدالة على تفوق هذين الإمامين وبراعتهما في تأليف الصحيحين؛ مما جعلهما يتبوآن المنزلة الرفيعة في نقد الحديث وفقهه.

إلا أن هذا لم يمنع المحدّثين من دراسة أحاديث الصحيحين ورجالهما، والبحث في علل الروايات فيهما – إن وجدت - غيرةً على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتأسياً بهما في خدمة السنة، وكان من نتائج نقد الصحيحين ثبوت دقة الشيخين ووافر علمهما في اختيار الأحاديث الصحيحية في كتابيهما؛ لذلك عبّر المحدّثون عن الأحاديث التي اختلفت أنظار المحدّثين في صحتها مما أخرجه الشيخان بقولهم "أحرف يسيرة"، وهذه شهادة لا يستحقها إلا العباقرة الذين بلغوا الكمال البشري؛ إذ لا ينتظر من البشر مهما أوتوا من العلم والعبقرية أن تنعدم عندهم نسبة الخطأ.

وفي بداية العصر الحديث ظهرت اتجاهات فكرية تقلل من شأن السنة النبوية ودورها في التشريع الإسلامي، وقد تباينت مواقفهم من السنة؛ فالقرآنيون ينكرون حجيتها جملة، والعقلانيون والشيعة يردون أكثرها ولا يقبلون منها إلا ما وافق مذهبهم على تفاوت بينهم.

وقد بدأت موجة التشكيك المعاصرة بالقدح في حجية السنة وعدالة رواتها، وترديد الشبه التي توحي بعدم الثقة بعلم الإسناد الذي امتازت به الأمة المسلمة عن باقي الأمم؛ مثل: زعم تأخر تدوين الحديث، وكثرة الوضع، وغفلة نقاد الحديث عن نقد المتن، وتصحيح متون تعارض القرآن والعقل والحس والعلم، إلخ ... ، وكانت دراسات المستشرقين مصدرا خصبا يستقي منه هؤلاء، إضافة إلى الشبه التي أثارتها الفرق المخالفة لأهل السنة على مر التاريخ كالشيعة والمعتزلة وغيرهم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير