لم يحصل اتفاق بين أساتذة الشريعة في الدراسات العليا باختلاف تخصصاتهم على منهج محدد يمكن ذكره في خطة البحث، إلا أن الملاحظ في كثير من البحوث الشرعية أنه يناسبها المنهج الاستقرائي ـ الاستنباطي، ويمكن تسميته أيضاً بالمنهج الاستقرائي ـ الاستنتاجي. (للأهمية ينظر كلام الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان في كتابيه " كتابة البحث العلمي صياغة جديدة " ص 64 ـ 69، و" منهج البحث في الفقه الإسلامي " ص 15 ـ 17.).
ومن الأخطاء التي يقع فيها الكثير من الباحثين أنهم يقولون: " المنهج الاستقرائي التحليلي " وقد نبّه غير واحد من علماء المنهجية على خطأ هذا الاستعمال، كما ستجده مرفقاً مع هذه الأوراق.
الثاني عشر: إجراءات البحث.
في كثير من البحوث تكون هناك إجراءات معينة سيتخذها الطالب؛ لكي ينجز بحثه هي أشبه ما تكون بالخطوات المهمة التي على ضوئها سيقوم بجمع المعلومات وطريقته في عرضها، ويدخل في ذلك مثلاً تحديد منهجه في تخريج الأحاديث والحكم عليها إذا كانت في الصحيحين وغيرهم وشرح الغريب وترجمة الأعلام ونحو ذلك.
الثالث عشر: تصور مبدئي لأبواب البحث وفصوله.
هذه الفقرة تعد روح الخطة، وعادة ما يقسم البحث إلى أبواب بحسب الكبر، وفي الباب الواحد فصول، وفي الفصل مباحث، وفي المباحث مطالب، وهكذا. . .
ومن الأمور التي ينبغي مراعاتها عند التبويب:
1 ـ لابد من الترابط بين عنوان الموضوع وأبوابه، وبين أبوابه وفصوله، وهكذا حتى يظهر أن البحث كتلة واحدة مترابطة الأجزاء، ولو غيّرت موقع باب أو فصل شعرت بالاضطراب وعدم التناسق والانسجام؛ ولهذا ينبغي على الباحث أن يسأل نفسه عند وضع الأبواب والفصول والمباحث: لماذا أضع هذا الباب أو الفصل هنا؟ وما وجه العلاقة بين هذا الفصل وعنوان الباب؟ وهكذا.
2 ـ يراعى في ترتيب الأبواب والفصول والمباحث أن تكون على أساس التسلسل العقلي، أو الناحية الزمنية، أو بحسب الأهمية ونحو ذلك
3 ـ ينبغي أن تكون عناوين الأبواب والفصول والمباحث شاملة لما تحتويه، مانعة من دخول غيرها فيها.
4 ـ يراعى في العناوين أن تكون واضحة في دلالتها على المراد منها.
5 ـ يراعى في العناوين أن تكون قصيرة بقدر الإمكان.
6 ـ لابد لكل باب وفصل ومبحث من عنوان، و يخطئ من يضع باباً بدون عنوان ويكتفي بقوله مثلاً الباب الأول فقط.
7 ـ كثرة التفريعات قد تشتت القارئ، لذا ننصح الطلاب بأن تكون تقسيماتهم للأبواب والفصول وغيرها بقدر الحاجة وأن تكون واضحة وميسرة، حتى يتسنى للقارئ الاستيعاب بيسر وشمولية.
وننصح الطلاب حين يبدءون في كتابة أبواب بحثهم وفصوله أن يطلعوا على رسائل ماجستير ودكتوراه عديدة؛ ليستفيدوا من هيكلة الأبواب والفصول فيها، على أن تكون تلك الرسائل في تخصصهم، وتكون من الرسائل الجيدة الحائزة على التقدير والإعجاب والثناء، وأن تكون في موضوعات قريبة من موضوعهم حتى تكون الخطوط العريضة متقاربة ويتحقق النفع في الاسترشاد وليس التقليد، فإن لكل موضوع طبيعته الخاصة.
الرابع عشر: المراجع.
على الطالب أن يذكر في آخر خطته أهم المصادر التي رجع إليها، وعثر فيها على المادة العلمية التي ساهمت في إعداد الخطة، وذلك ليدلل على وفرة المعلومات التي سيبني بحثه عليها، ولن تكون القائمة كاملة، لكنها تكفي لتكوين الانطباعات الأولى لدى القسم المختص ومجلس الكلية.
معايير الخطة الجيدة.
1 ـ أن تكون الخطة مفصلة على المشكلة المراد دراستها، بحيث لو أنك غيّرت عنوان الموضوع تشعر بنوع من النشاز بين مفردات الخطة والعنوان الجديد.
2 ـ أن تعطي الخطة تصوراً واضحاً عما سيكون عليه البحث عقب التنفيذ، ليس من حيث النتائج ولكن من حيث الترابط والاتساق في المضمون والتقسيمات.
3 ـ يمكن لشخص آخر تنفيذ الخطة دون أن تختلف النتائج العامة كثيراً، ويتحقق ذلك بأن تكون فكرة البحث واضحة من حيث ما يدخل في نطاقه وما لا يدخل فيه.
4 ـ التوثيق الدقيق للاقتباسات، ولا بد أن يكون في الخطة شيء من ذلك.
5 ـ ضبط أسماء الأعلام وخاصة إذا كانت الخطة في دراسة منهج أحد الأئمة.
6 ـ الوضوح والدقة في صياغة التعريف بمشكلة البحث وحدوده وأسئلته.
7 ـ أن يتجلى فيها قدرة الطالب على الإقناع بجدوى بحثه.
¥