8. أبرز البحث في قصة إبراهيم uأن اللغة الحوارية جاءت مكثّفة موجزة شديدة الإيجاز لاسيما في حوارات إبراهيم u مع ربه I ومع ذلك أتت واضحة مُشبعة بالدلالات العميقة، مليئة بالإيحاءات المتقاطرة التي تعجز أدوات البشر وأساليبهم عن احتوائها.
9. أثبت البحث أن دراسة النصوص الحوارية في ضوء السياق لها أهمية كبرى في اختيار الألفاظ والصيغ، فلكل لفظٍ أو صيغةٍ في القرآن الكريم دلالة خاصة يقتضيها السياق. وقد كشفت دراسة السياق في قصة إبراهيم uعن جملة من دلالات الحوار وأبعادها المتعددة ذات الآثار المباشرة في الفعل التواصلي، وتراتيب الأحداث وواقع المخاطب، وملابسات الخطاب.
10. أظهرت الدراسة بجلاء أثر السياق وأبعاده في كشف جماليات الحوار في قصة إبراهيم u، ومساهمته في تحقيق التواصل الفعّال على كافة المسارات البنائية مفردة أو متراكبة أو نصا مكتملا.
11. أسهمت دراسة دلالات السياق في النصوص الحوارية في قصة إبراهيم u في حفظ الرسالة اللغوية من اللبس والعدول، وأعطى السياق الألفاظ معناها الخاص في الحديث أو النص الحواري، ونفى عنها المعاني الأخرى التي يمكن أن تؤديها في حديث أو نص آخر.
12. كشف البحث عن جماليات النص الحواري في قصة إبراهيم u وما كُسيت به الرسالة الحوارية من روعة الصياغة، وقوة الفكرة، ومتعة الأسلوب، وجودة التناسق، ودقة الإيجاز، وأبان البحث كيف وُظِّفت جماليات النص الحواري بصورة رائعة جعلت منها تقنيات حوارية أخّاذة، وآليات تواصلية فعّالة، تسهم في إمتاع الآخر - مشاركا أو متلقيا - بل وتجذبه وتُغريه بمتابعة الحوار ومواصلته والتفاعل معه.
13. أكدت الدراسة على أن حوارات إبراهيم u على اختلاف موضوعاتها تشتمل على نصوص تواصلية رائدة تؤسس منهجية واضحة في محاورة الآخر وفق معالم رائعة تضبط مسار الحوار، وتكفل نجاحه، وتسعى إلى تكوين حوارٍ موضوعيٍ مبنيٍ على نظرة واقعية متدرجة تستحضر الآخر بكل مكوناته الزمانية والمكانية وأبعاده النفسية والاجتماعية والدينية. .
14. كشفت دراسة السياق في قصة إبراهيم uعن جملة من دلالات الحوار وأبعادها المتعددة ذات الآثار المباشرة في الفعل التواصلي، وتراتيب الأحداث وواقع المخاطب، وملابسات الخطاب.
15. أثبت البحث أهمية الاستفادة من الدراسة النصية في تحليل النص الحواري، حيث توصل الباحث إلى أن التماسك بين نص الحوار وأهداف السورة، سمة فنية بارزة تصبغ النصوص الحوارية التي تناولتها الدراسة.
16. أسفر تحليل النصوص الحوارية في قصة إبراهيم u عن براعة الخليل u في ممارسة فن جديد في الحوار الإقناعي يمكن تسميته بأسلوب " الحوار التطبيقي " أو حوار الإقناع بالتجربة الحية، حيث لم يكتف بطريقة الحوار اللفظي النظري، بل انتقل إلى طور التوضيح بالتطبيق والممارسة والمشهد الشاخص.
17. أظهر البحث - في أكثر من مشهد من مشاهد الحوار - التزام إبراهيم u بأخلاقيات الحوار وآدابه، وكشف عن تطبيقاتٍ احترافية مدهشة تنم عن وعيٍ متقدمٍ بتقنيات الحوار وآلياته، وتشي بفكر منظمٍ، وسلوك منضبطٍ، وتواصل فعّالٍ.
18. - أثبت البحث أن إبراهيم u يعتمد في حواراته أسلوب " التخطيط " بمعناه الدقيق الذي يقوم على التفكير العميق، والرؤية الصائبة التي تستوعب الحاضر ومعطياته وظروفه، وتستشرف المستقبل واحتمالاته ومآلاته، ومن ثَم جاءت أدلته واقعية مُلزِمة؛ لأنها تنقض منطلقات الآخر من أساساتها، وتكشف ما تشتمل عليه من فجوات، وفي الوقت ذاته تقدم رؤية جديدة متكاملة تناسب الواقع، وتصلح الأوضاع.
19. وأخيرا فإن الباحث يؤكد على أن تراثنا البلاغي ليس محصورا في البعد الجمالي فحسب، كما هو متداول في الكتابات النقدية المعاصرة، وإنما يختزن فلسفة تفكير، وأسلوبيات حوار، وآليات تواصل وتفاعل مع الآخر. . لكنها تنتظر من الباحثين تحريكها وتطويرها وفق مكتسبات النهضة البلاغية الجديدة، ولسانيات التداول والتواصل الحديثة، ومن ثمّ تقديمها كمنجز ثقافي عالمي.
20. عند دراسة النصوص الحوارية في القرآن الكريم، يُذكّر الباحث بأهمية التخلص من الدراسات ذات الطابع الانفتاحي الشمولي التي لا تأخذ في حسبانها نتائج البحوث المتخصصة، ولا تعتني بالكشف عن الأسرار الدقيقة التي ينطوي عليها النص القرآني المعجز.
هذا ما تيسر عرضه بشكل مقتضب، وظرف مستعجل ..
في4/ 12/1431هـ
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Nov 2010, 10:06 ص]ـ
أبارك لكم أخي العزيز حمد السيف مناقشة الرسالة والحصول على الدرجة وأسأل الله أن ينفع بكم، وأن يجعلها عوناً لكم على الخير والطاعة.
سؤال: من خلال بحثك في هذا الموضوع، هل تتكرم بسرد الدراسات التي اطلعتم عليها في الدراسات الأدبية المماثلة حول القصص القرآني؟
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[10 Nov 2010, 11:50 ص]ـ
مبارك يا شيخ حمد الدرجة العلمية، والأولية التاريخية.
وفقك الله، وزادك من فضله.
¥