(8) وجدت أن أكثر الطاعنين غير مؤهلين للنظر في فهم النص أو نقده؛ وهم لا يملكون أدوات الاجتهاد التي تؤهلهم لفهم كلام العلماء فضلا عن نقده والتعقيب عليه، ومن مظاهر فقرهم العلمي الضعف الشديد في اللغة؛ مما جعلهم يسيؤون فهم النصوص الشرعية ونصوص العلماء، ومن المظاهر الخلط بين مستويات الدلالة المختلفة: فهم لا يفرقون بين النص والظاهر، والمحكم والمؤول، والقطعي والظني، والمنطوق والمفهوم، ولا يستطيعون التعامل مع هذه الدلالات عند تعارضها.
(9) يقع الطاعنون كثيرا في التناقض في الاستدلال؛ فما يبرمه هنا ينقضه هناك، ومن أسباب وقوعهم في التناقض التسرع في الرأي دون روية أو اطلاع، والقراءة المغرضة للنصوص الشرعية؛ فهم يفترضون التعارض بين القرآن والحديث أولا ثم يبحثون عن مسوغ لادعاء هذا التعارض، ومن أمثلة التناقض الصارخ رد الحديث بدعوى أنه لم يذكر في القرآن رغم أن الطاعن يرى حجية السنة.
(10) لم أتفق مع الطاعنين في رد أي حديث ادعوا تعارضه مع القرآن؛ لأنهم مخطئون في فهم الآية أو في فهم الحديث أو في فهم الآية والحديث معا، ما خلا أحرف يسيرة وردت في حديثين صحيحين، وكان الراجح ضعف هذين الحرفين ليس لتعارضهما مع صريح القرآن فقط، وإنما لعلة في الإسناد، وقد كان النقاد السابقون قد بينوا علة هذين الحرفين من قبل، وهما لفظة " وسأزيده على السبعين " في حديث استغفار النبي صلى الله عليه وسلم لابن سلول، ونسبة الدنو إلى الله ليلة الإسراء، وهي من زيادات شريك.
ثانيا: التوصيات
إن الحاجة ماسّة إلى تقويم دراسات العصرانيين في مجال الحديث النبوي وعلومه؛ لأنني لاحظت كثرة دراسات الهدم وقلة من يتصدى لها من المحدّثين مقارنة بفروع العلوم الشرعية الأخرى، خصوصا الدراسات الطاعنة في أحاديث الصحيحين، وقد جمعت أكثر من (800) حديث طعن فيها بعض المعاصرين بدعوى مخالفة القرآن، ولم أتمكن من دراستها جميعها؛ لذلك أوصي الباحثين في السنة الغيورين عليها بمتابعة دراسة باقي الطعون ذودا عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. إضافة إلى تقويم طعون المعاصرين في أحاديث الصحيحين بدعوى مخالفة العقل أو الحس أو العلم الحديث أو مخالفة أحاديث أخرى، وهي مجالات لم أتعرض لها في هذه الرسالة.
وهناك ميدان آخر لا بد من الاهتمام به، وهو بيان العيوب المنهجية في دراسات العصرانيين الطاعنة في أحاديث الصحيحين؛ فقد لاحظت اضطراب المنهج عندهم في النماذج التي تعرضت لدراستها، ولا شك أن بيان قيمة هذه الدراسات في ميزان البحث العلمي له أثر كبير في الحكم عليها.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Nov 2010, 08:46 م]ـ
بارك الله فيكم يا دكتور وتقبل منكم على عرضكم الموفق للرسالة، وأسأل الله أن يتقبلها بقبول حسن.
ـ[د أديب محمد]ــــــــ[14 Nov 2010, 09:53 ص]ـ
بارك الله جهودكم ووفقكم لك خير
ـ[د. عبد الله الجيوسي]ــــــــ[14 Nov 2010, 12:06 م]ـ
بارك الله فيكم يا فضيلة الدكتور على العرض الشامل، وأسأل الله أن ينفع بها
ـ[علي صالح الخطيب]ــــــــ[14 Nov 2010, 05:57 م]ـ
الدكتور الشهري، الدكتور أديب، الدكتور الجيوسي، شكر الله لكم على دعواتكم الطيبة، وبارك الله في جهودكم.
ـ[فيصل الغامدي]ــــــــ[29 Nov 2010, 07:54 م]ـ
جزاك الله خيراً على هذا التوضيح الجيد لمنهج دراستك
وأتمنى أن تطلع على الرسائل الخاصة
ولك فائق شكري وتقديري