الفصل الثالث: طعون المعاصرين في أحاديث الصحيحين الخاصة بالتفسير النبوي لبعض الآيات بدعوى مخالفة القرآن في دلالتها: دراسة نقدية. وفيه أربعة مباحث.
المبحث الأول: نقد الطعون الخاصة بالتفسير النبوي للقرآن بدعوى التعارض مع الدلالة الصريحة للآيات.
المبحث الثاني: نقد الطعون الخاصة بالتفسير النبوي للقرآن بدعوى مخالفة سياق الآيات.
المبحث الثالث: نقد الطعون الخاصة بالتفسير النبوي للقرآن بدعوى التغاير في التعبير.
المبحث الرابع: نقد الطعون الخاصة بالتفسير النبوي للقرآن بدعوى تعارض الحقيقة والمجاز.
الخاتمة: فيها أهم النتائج والتوصيات.
فهرس المراجع.
الملخص باللغة الإنجليزية.
وبعد، فإني لم أدخر جهدا ممكنا في سبيل إخراج هذا البحث بأكمل صورة، فما أصبت فيه فهو توفيق من الله تعالى، وما أخطأت فيه فبسبب تقصيري، والنقص من سمات البشر، وأسأل الله تعالى أن يتجاوز عني ويعاملني بما هو أهله لا بما أنا أهله، وأطلب ممن يطلع على هذا البحث أن يستغفر لكاتبه، ويصلح خطأه، والحمد لله رب العالمين.
الباحث
علي صالح علي مصطفى
ربيع الأول 1431هـ
خاتمة
أولا: أبرز النتائج
(1) توزعت اتجاهات الطاعنين المعاصرين في أحاديث الصحيحين بدعوى مخالفة القرآن إلى ثلاثة اتجاهات هي: العقلانيون، والقرآنيون، والشيعة الإمامية الاثنا عشرية، وعلى الرغم من اختلاف هذه المناهج وتناقضها إلا أن أصحابها يشتركون في طريقة طعنهم بالصحيحين، وأسلوب ادعاء التناقض بين القرآن والسنة.
(2) يخالف المسلك العام الذي اتبعه الطاعنون في رد أحاديث الصحيحين المنهج العلمي في البحث والفهم والاستدلال؛ فهم يعتمدون في ادعاء التعارض بين القرآن والحديث ورده على عدة أمور، أهمها:
الأمر الأول: توجيه الطعن إلى الرواية المجملة المختصرة وإهمال الاطلاع على الروايات الأخرى التي توضح المقصود بالحديث.
الأمر الثاني: رفض الجمع بين نصوص القرآن والسنة عند تعارض المجمل والمفسر أو العام والخاص أو المطلق والمقيد أو الظاهر والمؤول أو المنطوق والمفهوم، والحكم على الحديث بالوضع إذا خالف ظاهر القرآن.
الأمر الثالث: عدم التفريق بين الحديث الموضوع والحديث المشكل؛ فهم يحكمون على الحديث بالوضع لمجرد أنهم فهموا منه معنى يتعارض مع ظاهر القرآن.
الأمر الرابع: رد الحديث بالرأي المجرد؛ فإذا كانت الآية تحتمل معنيين فإن الطاعن يذهب إلى المعنى المخالف للحديث دون أن يدعم رأيه بدليل.
(3) لا يُعرف أكثر الطاعنين بالتخصص في نقد الحديث، وعلى الرغم من أن بعضهم مختص بالعلم الشرعي إلا أن بضاعته في علم نقد الحديث مزجاة؛ فوقعوا في أخطاء علمية ومنهجية في النقد على تفاوت بينهم.
(4) من أهم مصادر الطاعنين المعاصرين في أحاديث الصحيحين ما نقله العلماء السابقون في كتبهم عن نظار الفرق العقائدية والمذاهب الفقهية المختلفة، وليس للطاعنين المعاصرين سوى النقل بلا عزو، وقد اتكأ كثير منهم على ما كتبه الشيخ محمد رشيد رضا وغيره من أصحاب النزعة العقلية في النقد، وقد بلغت هذه الطعون المنقولة قريبا من النصف.
(5) أكثر الطعون المنقولة عن السابقين تتعلق بأحاديث التفسير النبوي، أما أكثر الطعون المتعلقة بأسباب النزول فهي مبتكرة.
(6) وجدت نقاد الحديث قد تنبهوا إلى ما ظاهره التعارض بين القرآن والحديث، وقد ناقشوا هذه الظاهرة في شرح الحديث، وعملوا على علاجها في ضوء علم الدلالات، وقد وجدت لهم توجيهات تدل على عمق الفهم ودقة التأصيل، وسلامة المنهج النقدي. وهذه النتيجة تدل على عدم صحة اتهام النقاد بالغفلة عن نقد المتن، وعدم القدرة على توجيه النصوص المشكلة وتقديم فهم يتوافق مع العقل الرجيح والنقل الصحيح.
(7) أكثر الطاعنون من ادعاء التعارض بين القرآن والحديث بادي الرأي من غير إمعان الفكر أو مراجعة كلام العلماء؛ فوقعوا في مخالفة القرآن الذي يدعون الدفاع عنه، ومخالفة اللغة التي رأوا أنها تحل محل السنة في تفسير القرآن، ومخالفة العقل الصريح الذي يدعون مراعاته والانتساب إليه، ومخالفة ما اتفق عليه العلماء سلفا وخلفا.
¥