[أمة اقرأ والتفاعل مع القراءة {قراءات متفرقة} 1*]
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[30 - 10 - 2008, 03:10 م]ـ
سأعمل على نقل مجموعة من القراءة والكتابات المتفرقة بهدف التدبر والمراجعة والله الموفق.
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[30 - 10 - 2008, 03:14 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
دراسه لليشخ صلاح الدين ابو عرفه ....... جزاه الله عنا خير ......
القراءة ..
التلاوة ..
التدبر ..
التذكر
ما هي, وما الفرق بينها؟.
صلاح الدين ابراهيم أبو عرفة
لكم يظلم الناس القرآن حين ينظرون فيه غير مدركين أن يكون المتكلم الله, كلمة كلمة وحرفاً حرفاً. ونجد دلالة تلك الغفلة في الخفة التي نمر بها على آياته, فترانا ننظر ولا نبصر, ونقرأ ولا نعقل.
ولعل علة هذا كانت من تحامل الناس لواجباتهم وأماناتهم بعضهم على بعض من جهة, وخلط كثير من العلماء بين الخوف من القول بالقرآن بغير علم, وبين منافع السؤال والبحث ومحاولات الفهم من جهة أخرى, فاكتفت العامة والخاصة, إما تراخياً وإما سلامة, اكتفى الغالب منهم بجهد السابقين الاولين ومحاولاتهم, فعطلوا الكتاب وأطفأوا جذوة البحث والنظر, مخوَفين أو مخوِفين.
وما كان الله ليرحم ذا فاحشة أو كبيرة ويغفر له, ثم يعذب عبداً انشغل بالقرآن, فسأل وتبين واستبصر وإن أخطأ, {وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به, ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفوراً رحيماً}.
وحتى نُقبل على كتاب الله إقبال المؤمن المحب المعظِم المستبصر, لنا قبلها أن نسأل أنفسنا: ما الفرق بين أن نقرأ القرآن, وبين أن نتلوه, وبين أن نتدبره, وبين أن نتذكره؟.
أن نقرأ القرآن
إذا تتبعنا توظيفات "القراءة" في القرآن, نجدها في أول درجات التعامل مع القرآن, فهي أول ما يبدأ به العبد حال افتتاح كتاب الله, {إقرأ بسم ربك الذي خلق}.
والقراءة لا تقتضي بالضرورة الفهم والعقل, فقد تقرأ وتعقل, وقد تقرأ ما لا تعقل, كما لو كنت تقرأ لغة أنت تعرف حرفها, ولكنك لا تعرف مفرداتها ودلالاتها وتراكيبها, ثم قد تقرأ غيباً وقد تقرأ من كتاب.
وبدلالاتها هذه, قل ما نجدها في كتاب الله, وحيثما وجدناها دلت إلى ما نشير إليه, ولعل أظهرها إشارة, الآية التي في آخر سورة الشعراء, {ولو نزّلناه على بعض الأعجمين فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين} , فالآية تجمع بقوة بين الأعجمي وبين القراءة, إذ هو في الغالب لا يعقل ما يقرأ. فترى العرب والأعاجم في شرط الصلاة سواء, كلهم يقرأون ما تيسر من القرآن, حتى ولو لم يعقل الأعجمي ما يقرأ, {فاقرأوا ما تيسر من القرآن}.
فتلك هي أولى درجات الدخول إلى "الكتاب", وعليها تبنى الدرجات الأخر, وعليها ضمن لنا النبي عليه الصلاة والسلام بكل حرف عشر حسنات, ليضمن بذلك لكل مقبل على الكتاب أجره, عقل أو لم يعقل, فما بالك بالأعزم الأشد إقبالاً؟.
أن نتلو القرآن
وهي من تلا الشيء يتلوه, إذا تبعه, وتلا "الكتاب" إذا قرأه بالتتابع, وهذا المعنى يوحي بالتواصل والتسلسل والترابط, فيما لا تشترط القراءة في ذاتها لهذه المعاني, فقد تقرأ سطراً وتقف, وتقرأ فقرة وتنتقل إلى غيرها لا تليها. ولعله من أجل ذلك نزل أول ما نزل {إقرأ} , إذ لم يكن قبلها ما يتلى, وفي أصول اللغة ما يُفصّل هذا لمن شاء الاستزادة.
فالآيات المتتابعة المتسلسلة هي المتلوة, والمعاني المترادفة المسترسلة في الموضوع الواحد والقصة الواحدة هي المتتالية المتلوة, وهي جلية في أسلوب القرآن وسرده, {تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق} , كان ذلك في ختام قصة طالوت وجالوت, بعدما تتابع سرد الموضوع القصصي.
والتلاوة على خلاف القراءة, تقتضي لذاتها العقل والفهم من التالي والمتلو عليه, فلا يتلى ما لا يعقل ولا يعرف قصده, ولا يوقف له على أول من آخر, بل هذا كله مقتضى مشروط للتلاوة, {وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولاً يتلو عليهم آياتنا}. فلن يهلكهم ما لم يعقلوا المتلو المحذور!.
فالتلاوة بهذا, بعد القراءة وفوقها وأقوم قيلا, {الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته, أولئك يؤمنون به}.
أن نتدبر القرآن
¥