تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

المتدينون الجدد أكثر تعصبا من أصحاب المذهب أو الدين الأقدم، وهذا ما تجده لدى اللاحقين الجدد بأي دين وثقافة، أو مذهب جديد، أو من يحبون أن يثبتوا أنهم في قلب تلك الديانة أو المذهب، هذه ملاحظة صاحبنا الكردي على المعتنقين الأكراد الجدد للتشيع، وكذا ملاحظة هاني فحص وهو يتحدث عن "المستبصرين".

المستبصر عندهم هو المغير من المذهب السني إلى المذهب الشيعي، قال الشيخ هاني قابلت شيخا كرديا في إيران فقدم نفسه لي بأنه "مستبصر"، قال قلت له وهل كنت أعمى؟ وقد لاحظت عند شيعة العرب في لبنان وبين بعض شيعة العراق انتقادا شديدا للتشيع الجديد المشبع بالخرافة، ولكن الشيخ هاني نفسه قال كنت أناقش لاريجاني عن قصة الخرافات المضافة للتشيع الإيراني فقال نتخلى عن الخرافة ونرسلها إليكم، ومن رأى عامة من شيعة العراق في عتبات قم لاحظ هذه الظاهرة حيث العرب بالثياب العربية والغتر العراقية وملابس عرب إيران يتمسحون ويقبلون الجدران والأبواب والحوائط لرأى عجبا لا يعقله عاقل، فما الذي جعل هؤلاء يتمسحون بالصخور وبالأخشاب.

وقد لا يكون الشيخ هاني أفضل من يمثل رؤية عقدية ولا سياسية للتعريف بما يدور ولكن ليس كل قوله باطلا، وبخاصة إذا أيدته الملاحظات والشواهد الحقيقية. ويقابل ذلك موجة أخرى أكثر عقلانية ـ ربما إلى حد التطرف ـ ضد هذه الخرافات، تجد تطرفها في شخصيات ثقافية وسياسية عديدة منهم ومن الطائفة نفسها في الخارج كالكاتب الأحسائي فؤاد إبراهيم الذي يستنكر هذه الظواهر الخرافية.

يرى فؤاد سبب تصاعد هذه الخرافات حرمان العراق من الطقوس الشيعية لأكثر من عقدين من الزمان، فأقبلوا عليها بشغف، ثم استغلال السياسيين الذين لا قواعد شعبية لهم للبحث عن جماهيرية بين عامة الشيعة، ولهذا نرى بعض السياسيين الشيعة ممن لا يعتقد في هذه الزيارات ولا المواسم يمشي وربما حافيا ما بين البصرة والكوفة بحثا عن جماهيرية دينية، وعن أنصار حزبيين.

ثم يخشى الكاتب من تسرب هذا التشيع إلى الشيعة خارج العراق، يقول: "هذا التشيع الذي نجده اليوم، هو في ظني وأعتقد بأنني أدين الله به سواء في الدنيا والآخرة، فإنّ هذا التشيع الذي قرأته في الكتب ليس هو التشيع الذي نراه اليوم .. هذا التشيع الذي نراه اليوم هو ما حاربه أئمتنا في حياتهم .. ونحن لا نتحدث عموماً ولكن أتحدث وفي مخيلتي بعض النماذج الحاضرة، ومنها النموذج العراقي، وقد أعذر ربما من يمارسون هذا التشيع، باعتبار أنّ العراق انقطع عن العالم وعن حركة التحولات الفكرية الشيعية لعقدين من الزمن (من 1980 إلى 2003) .. وبالتالي أنا أعذر ظهور هذا التشيع ولكنني ألوم الذين جاؤوا من الخارج وتبنوا واعتنقوا ولو جزئياً هذا التشيع الشعبي .. ثم هذا التصدير الذي حصل بعد عام 2003 إلى مناطق أخرى" (كل الوطن،4\ 5\2010م، عن محاضرة في بيروت)، وهنا يبدو أن لاريجاني أدرك ماذا يصّدرون، وقد ينفع سياسيا.

ـ العشر الفاطمية:

في تلك الأيام كان هناك احتفالات بالعشرة أيام الفاطمية ولأن عندهم خلاف في وقت موتها بين قولين والفرق بين القولين عشرة أيام فقد أصبحوا يحتفلون بالعشرة أيام الفاطمية كما قرروا، وقال دليلنا إنه منذ سنوات قليلة لم يكونوا يحتفلون بهذه الأيام العشرة ولا يعطونها قدرا كبيرا، ولكن الآن أصبحت هذه الشعارات والشعائر الجديدة ذات أهمية كبيرة.

وهكذا نلاحظ التعديلات والتحولات في عقد واحد فقط، ولكن يقابل ذلك تيار دنيوي علماني قوي جدا يعيد قراءة كل شيء قراءة دنيوية مادية باسم العقل وتطوير قراءة لغة الدين، قراءة تستمد فكرتها من رجل الدين البريطاني "هك" وقد دعي هناك للمحاضرة، ومن كارل بوبر، ومن هابرماس ولهذه الموجات مفسرون محليون من أمثال سروش وشبستري.

ـ جمكران:

ونحن عائدون من قم وقفنا عند قرية أو ضاحية لها تدعى جمكران، وفيها ما لا يخطر ببال عاقل أنه المكان المتوقع أن يخرج منه إمام الزمان، بناء على رؤيا رآها أحدهم فقامت أخيرا صناعة وتجارة ودين ومزار بناء على تلك الأوهام، التي نسيت لعشرة قرون بعد خبر المنام، اتجهنا إلى القرية الصغيرة التي لا تكاد ترى ولكن يشيد في المكان أبنية ضخمة لم تتم بعد، وقد انتهى منها المسجد.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير