تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الوتد ولم يدخل على السبب .. فهي علة في الأصل .. ولكن كالزحاف في عدم استمرارها .. وأنها اختيارية .. إذن هي علة جارية مجرى الزحاف .. وهناك عمليات أخرى غير عملية الخرم التي قمنا بها الآن .. ولكن لن نتطرق إليها لأن العلة الجارية مجرى الزحاف .. في الحقيقة هي نادرة الوجود في الشعر .. ولا يوجد منها إلا أمثلة نادرة محفوظة في كتب العروض .. وحتى الشعراء يتحاشون استخدام هذا النوع .. ولكن ذكرته للعلم فقط ..

الفرق بين البيت المصرع والبيت المقفى

الآن ننتقل لنقطة آخرى وهي .. ما الفرق بين البيت المصرع والبيت المقفى .. ؟ .. هذا السؤال في الحقيقة سؤال مهم ..

البيت المصرع

لنتطرق أولا إلى التعريف في حالة التصريع .. التصريع هي حالة يستخدمها الشعراء .. ويستخدمها الشاعر غالبا في البيت الأول فقط .. وتكون بأن نجعل تفعيلة العروض مثل تفعيلة الضرب .. مثلا لنرى هذا الشكل:

فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن .. فعولن مفاعيلن فعولن فعولن

هذا الشكل هو شكل بيت لبحر الطويل والضرب محذوف .. أي أنه كان مفاعيلن ثم أصبح فعولن .. الآن مثلا نريد أن نبدأ قصيدة على بحر الطويل بالشكل السابق .. لدينا حالة خاصة تسمى حالة التصريع وهي أن نقلب مفاعلن التي في نهاية الشطر الأول إلى [فعولن] فيصبح البيت هكذا:

فعولن مفاعيلن فعولن فعولن .. فعولن مفاعيلن فعولن فعولن

.. أكرر .. هذه العملية لا تكون إلا في البيت الأول .. فإذا رأينا هذا الشكل أو ما شابهه فاعرف أنه البيت الأول من القصيدة .. يقول امرىء القيس:

ألا عِمْ صَباحا ًأيها الطلل البالي .. وهل يَعِمَنْ مَنْ كان في العُصُر الخالي

لو قطعت هذا البيت ستلاحظ أولا أنه على بحر الطويل .. ثم سوف تندهش أن العروض في البيت هو [فعولن] والمعروف في بحر الطويل أن العروض دائما يأتي مفاعلن .. ولكن هذه الحالة هي حالة التصريع وهي أن يجعل تفعيلة العروض مثل تفعيلة الضرب في البيت الأول فقط .. والبيت السابق كان البيت الأول من قصيدة معروفة لامرىء القيس .. إذن لاحظنا أننا قمنا بتغيير العروض ليتلائم مع الضرب من ناحية الشكل والوزن والإعراب ..

البيت المقفى

أما في التقفية .. أو البيت المقفى .. فهي حالة مشابهة لحالة التصريع ولكن لا نحتاج فيه إلى تغيير العروض .. لأن العروض سوف يكون مشابها للضرب أصلا .. مثلا في بحر الطويل .. لو رأينا هذا الشكل:

فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن .. فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن

.. هذا الشكل ليس حالة تصريع .. وإنما هو شكل معروف ومستخدم .. فالعروض هنا [مفاعلن] وهي المعروفة في الطويل لا نستخدم غيرها .. وبالنسبة للضرب هنا .. [مفاعلن] .. أيضا هو أحد الأضرب الثلاثة التي يستخدمها الشاعر في بحر الطويل وهي [مفاعيلن، مفاعلن، فعولن] .. إذن البيت ليس به أي تصريع فهو بتفعيلاته المعروفة .. الآن لو قمنا بكتابة القصيدة على الشكل السابق .. وقمنا بجعل شكل العروض نفس الضرب من ناحية نهاية الكلمة والإعراب والروي .. دون الحاجة إلى تغيير في العروض ليصبح مثل الضرب .. لانهما متشابهين أصلا .. فهذه الحالة تسمى التقفية أو البيت المقفى .. وهي أن يصبح العروض مثل الضرب .. شكلا ورويا وإعرابا .. دون الحاجة إلى تغيير العروض مثلما فعلنا في التصريع فالتقفية تكون متشابهة أصلا .. لنأخذ مثال مشهور ومعروف قول امرىء القيس أيضا:

.. قفا نبكِ من ذكرى حبيب ٍ ومنزل ِ .. بسقط اللوى بين الدخول فحومل ِ

.. نلاحظ النهاية في الشطرين متشابهة ولكنها ليست حالة تصريع وإنما هي حالة تقفية فالبيت مقفى وليس مصرع .. لأن الشاعر لم يقم بتغيير العروض كي تصبح مثل الضرب .. لأنهما متشابهان أصلا ..

الزحاف الذي يستحسن لزومه

الآن ننتقل لنقطة أخرى .. في بحر الطويل .. إذا استخدم الشاعر ضرب [فعولن] .. دائما نجد في كتب العروض تقول أن الشاعر إذا استخدم هذا الضرب .. فمن الأفضل أن يقوم بقبض التفعيلة التي قبل هذا الضرب .. :

فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن .. فعولن مفاعيلن [فعولن] فعولن

.. لو استخدمنا ضرب [فعولن] أي أننا استخدمنا الشكل السابق .. والتفعيلة الأخيرة هي فعولن .. فمن الأفضل علينا أن نجعل فعولن التي قبلها والتي وضعتها بين قوسين .. إلى [فعولُ] أي نقوم بقبضها .. ولكن ما السبب يا ترى؟ .. هذا التعليل .. أجاب عليه الخطيب التبريزي في كتاب الكافي في العروض والقوافي .. بقوله:

[لأن هذا البحر بُنِيَ على اختلاف الأجزاء فلما تكرر في آخره جزآن خماسيان قُبض الأول .. فيكون على أصل ما بُنِيَ عليه] .. معنى ذلك ..

.. أننا لو شاهدنا الشكل السابق مرة أخرى:

فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن .. فعولن مفاعيلن فعولن فعولن

.. لاحظوا معي الشكل بالترتيب .. فعولن [خماسي] ثم مفاعيلن [سباعي] ثم فعولن [خماسي] ثم مفاعلن [سداسي] .. فنحن نرى هذا الشطر مختلف التفعيلات .. الآن لننتقل للشطر التالي .. فعولن [خماسي] ثم مفاعيلن [سباعي] ثم فعولن [خماسي] ثم فعولن [خماسي] .. الشطر كله مختلف التفعيلات .. وجاء في آخره تفعيلتين متشابهتين وهذا قد يؤثر على الجرس الموسيقي للبيت من ناحية .. ومن ناحية أخرى فمن الأفضل أن تكون التفعيلتين مختلفتين كي تتلاءما مع البيت فالبيت مختلف التفعيلات .. فعندما تصبح التفعيلة التي قبل الأخيرة [فعولُ] يصبح في آخر الشطر [رباعي] ثم [خماسي] .. فيكون البيت مختلف التفعيلات متلائم .. فإما أن يكون الشطر متشابه أو مختلف كي تتلائم مع الأذن .. :) .. أتمنى أن يكون الموضوع جميلا وخفيفا ..

وشكرا لكم .. بقلم جرول بن أوس .. :)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير