تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

2 - عدم إمكانية تجزئة التفعيلة التامة لبحر المتدارك " فاعلن " إلى نصفين متجانسين كما هو الحال مع تفعيلة بحر الخبب

فضلا عن أن استخدام هذا المجزوء – جدلياً – في بحر المتدارك , يحيل إلى ضرورة استخدام المجزوء الآخر للتفعيلة (فاع ِ أو فع ِ) في حشو البيت , لإتمام التجانس العروضي – نوعا وعددا – ما بين الشطرين – وهو الأمر الذي لا يمكن أن يتأتي عملياً بسبب

أ- عدم انتهاء المجزوء في هذه الحالة بساكن يجيز استخدامه في حشو البيت

ب- احتمالية تعاقب المجزوء (فعِ) مع الشكل المخبون لتفعيلة فاعلن " (فَعِلن)

بحيث تصبح عدد المتحركات المتوالية في هذه الحالة 5 متحركات (فعِ فَعِلن). وهو الأمر الذي يتنافي و الثوابت العروضية الناصة على عدم تعاقب أكثر من ثلاثة متحركات.


**نسأل الله عز وجل أن نكون قد قدمنا من خلال هذه الأطروحة وهذا الجهد المتواضع منا ما يمكن من خلاله وضع يد الحل الإيجابية , على الإشكاليات العروضية القائمة في بحر الخبب. والبرهنة على ضرورة الفصل التام ما بين بحر المتدارك وبحر الخبب,
مع الدعوى بضرورة إلحاق بحر الخبب إلى العروض الفراهيدية , وذلك لتفرد خصائصه – على النحو السابق شرحه - فضلا عن وجوده بهذا النحو المتفرد بصورة أكثر كثافة من المتدارك , في الشعر العربي القديم والحديث معاً
والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل
هذه الدراسة العروضية لـ " مجزوء التفعيلة الخببية "
** فكرة وعرض الشاعر والناقد المصري / د. محمد عبد الحفيظ شهاب الدين
**بمساهمة ومراجعة الشاعر والناقد العراقي / عادل الفتلاوي

ردي المتواضع عليه: السلام عليكم أخي محمد،
أود أن أعلق على مشاركتك القيمة لو سمحت لي، و بادئ ذي بدء أود أن أعترف أنني لستُ من أهل الاختصاص مثلكم، بل إني مبتدئ في العروض و مبتدئ في الشعر كذلك، و إن كنت أعلم أن العروضي ليس بالضرورة شاعرا، و الشاعر ليس بالضرورة عروضيا، كالعلاقة بين النقد و الأدب فليس كل ناقد أديبا و ليس الأديب ناقدا بالضرورة.
أود أيضا أن ألفت نظركم إلى أن التفاعيل التي وضع الخليل ابن أحمد قد تُرد إلى أرقام ولا ينزع ذلك من الشعر حميميته فالأرقام مجرد تعبير عن العلاقة بين الأسباب و الأوتاد و ليست هي المحركَ للعواطف و يبدو ذلك جليا من طريقة التقطيع المتبعة قديما - -/، -/، أو -0 - -0 .. إلى آخره، فاستخدام الرموز تلك اعتراف من المُقطِّع أن الأسباب و الأوتاد يرمز لها و الرمز وسيلة و ليس هو الهدف و ليس هو النتيجة و يبقى الشعر شعرا و الرمز له وسيلة لبيان انسجامه مع البحر أو عدمه.
أود كذلك أن أطلب منك طلبا بسيطا و هو تعلم الرقمي فلن يضرك إن شاء الله إذ أنك على علم بالعروض، و تقرض شعرا جميلا، فمعرفتك بالعروض و شاعريتك ستحميك من وسواس الرقمي إذا توصلت إلى عدم صلاحيته.
ثم أعرج إلى محتوى المشاركة التي تُشكر عليها، فأقول إن إطلاق البحر حقيقة لا مجازا، على الخبب فيه ظلم له، حيث ستحكم عليه من خلال الأحكام التي ستطلق على البحور الخليلية، و من مميزات البحور وجود الوتد جنبا إلى جنب مع السببن في حين أن الخبب لا يحوي أوتادا.
و عندما ننفي البحرية عن الخبب فقد نفينا عينه كثيرا من النتائج التي توصلت إليها.
ثم أخي محمد لاحظ معي:
-عند تقطيع بيت شوقي: نتخذ الشمس لها تاجا .... وضحاها عرشا وهاجا
نتْ تَخِذُشْ شمْ سَلَها تاجنْ ..... وَضُحَا هَا عرْ شنْ وهْ هَا جَا
عند استخدامنا طريقتك في التفاعيل:
فا فعِلن فا فعِلن فعْلن ... فعِلن فعْلُن فعْلنْ فعْلُن
2 (2) 2 2 (2) 2 2 2 ... (2) 2 2 2 2 2 2 2
لاحظ هنا الشطرين أن مجموع الأول 16 مع وجود سببين ثقيلين و مجموع الثاني 16 مع وجود سبب ثقيل واحد، أي أن الأسباب تتكافأ و ما يحصل هنا لا يسمى زحافا بل تكافؤ و من خلال هذه المعالجة الرقمية نصل إلى أن ما يحصل في بحري الكامل و الوافر و البسيط في جزئيتي (مُتفا =متْفا) و علَتُن=علْتن) و (فعِلُن=فعْلنْ الأخيرة في البسيط، و ليست فاعلن التي في الحشو) هو تخاب أي تشابه بين الإيقاعين الخببي و البحري و تسميته بالزحاف ليست دقيقة .. !
ألا تلاحظ أيضا أن الأذن لن تفرق هنا بين فاعلُ و فا فعِـ .. ؟
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير