تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

غَشيتَ لِلَيلى بِشَرقٍ مُقاما .......... فَهاجَ لَكَ الرَسمُ مِنها سَقاما

وعدد أبياتها تسعة عشر.

والملاحظ على الكلمة التي يقع مثل هذا الضرب فيها أنها نكرة منونة (أو علم بصيغة النكرة مثل مرّ)

عدت لقصيدة المتنبي:

فَهِمتُ الكِتابَ أَبَرَّ الكُتُب ............. فَسَمعاً لِأَمرِ أَميرِ العَرَب

ليس بينها بيت واحد ينتهي ب 2

وهي من 44 بيتا ليس بينها بيت واحد ينتهي ب 2

فهل نعتبر مثل هذه الأبيات النادرة دليل جواز أم استثناء؟

كلاهما وارد، وأنا أميل إلى اعتبارها استثناء أو على الأقل ندرة.

حظي النحو العربي بتصنيف يختلف نهجا عما حظي به العروض. فتم في النحو اعتبار الحالات النادرة حالات لا يقاس عليها. واعتمد الشائع منها على خلاف العروض حيث لم يقتصر الأمر على اعتماد الحالات النادرة كقواعد، بل يقال - وأظنه لا يخلو من صحة – أنه تم وضع شواهد لزحافات لم يرد عليها شعر. كما يرى ذلك في شاهد (مستفعلُ) التي في الخفيف الدكتور مصطفى حركات.

تم كل ذلك تحت سطوة خدود التفعيلة التي تقوم كأهم فارق بين الرقمي والتفعيلي، والسؤال الذي يطرح نفسه: هل يجوز ورود (عروضين) لضرب واحد (ما بين القوسين)؟

3 2 3 2 3 2 (3) .............. 3 2 3 2 3 2 3 2

و

3 2 3 2 3 2 (3 2) .......... 3 2 3 2 3 2 3 2

لقد اقترحت تعبيري منطقة العروض بدلا من العروض ومنطقة الضرب بدلا من الضرب

والمقصود بالمنطقة في المتقارب والمتدارك آخر مقطعين مجموعهما خمسة دون اعتبار حدود التفاعيل. والحديث في هذا ذو شجون وعندي تصور تام عنه وأتمنى أن يتاح لي الوقت لكتابته.

وفي حالة صدر المتقارب فإن منطقة العروض في الأوزان التالية هي ما بين قوسين، التي لا تقيم اعتبارا لحدود التفاعيل

3 2 3 2 3 (2 3) ........... 3 2 3 2 3 2 3 2

3 2 3 2 3 (2 3) 1 ........... 3 2 3 2 3 2 3 2

وفي الصدر الثاني فإننا نعتبر هذا الرقم 1 زائدا وليس من منطقة الضرب

كيف زائد؟ هو متزحلق بين آخر الصدر وأول العجز وأظنه أشبه ما يكون بقطعة الغيار لزوم العجز

قارن بين أزواج الأبيات التالية:

وَقُلتُ لَها كُنتِ قَد تَعلَميـ .......... ـنَ مُنذُ ثَوى الرَكبُ عَنّا غَفولا

وَقُلتُ لَها كُنتِ قَد تَعلَمينَ .......... ومُنذُ ثَوى الرَكبُ عَنّا غَفولا

فَإِنكُمُ وَعَطاءُ الرِهانِ ........... إِذا جَرَّتِ الحَربُ جُلّاً جَليلا

فَإِنكُمُ وَعَطاءُ الرِها ........... نِ قد جَرَّتِ الحَربُ جُلّاً جَليلا

أعرف أن ما تقدم يحتاج تفصيلا يقصر عنه المجال، والموضوع لا يخلو من حاجة لمزيد من النظر ولمثل هذا النظر ما يبرره.

ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[20 - 09 - 2008, 10:00 م]ـ

من أين جاء ما يعرف بالعروض؟ إن الأصل في هندسة البيت الشعري أن يتوالى فيه نسق الكلام على نحو معين ولا ينتهي هذا النسق إلا بالوقوف التام في منطقة تسمى الضرب. وقد يضطرالشاعر وهو ينشد قصيدته أن يتوقف لأخذ أنفاسه عند منتصف البيت في منطقة تعد في الأساس جزءا من منطقة الحشو ولكنها بهذه الوقفة العارضة انتقلت إلى مسمى آخر عرف بالعروض. العروض إذن وقفة إيقاعية في منتصف البيت تختلف عن الوقفة في نهاية البيب التي تتميز بأن الوقف عندها تام لا اتصال بعده.

ومن الممكن للعروض أن يصبح ضربا في حالة تقفية البيت أو تصريعه، ففي قول الشاعر:

هَجَرتَ أُمامَةَ هَجراً طَويلا ........... وَحَمَّلَكَ النَأيُ عِبئاً ثَقيلا

(طويلا) و (ثقيلا) كلاهما ضربان؛ لأن الوقف عندهما تام.

وفي قول الشاعر:

وكنا نعدك للنائبات ِ **** فها نحن نطلب منك الأمانا

لا عروض هنا، والكلام متصل في الحشو.

أما في قول الشاعر:

ألا أرني لوعة في الحشا ....... وليس الهوى بعض أسبابها

ومن شرف الحب أن الرجا ..... ل تشري أذاه بألبابها

فإن (الحشا) و (الرجا) ضربان واضحان، ولكن منع وضوح الضرب في البيت الثاني كونه جاء وسط كلمة هي (الرجال)، وهو ما يوحي باتصال الكلام كأنه في منطقة الحشو، ولكن لاحظ كيف أن المنشد يتوقف في وسط كلمة (الرجال) ليحقق وقفة لا تكون إلا عند الضرب. ومن الطبيعي ملاحظة أن الكلام لو اتصل في البيت هنا لكان وقع ما يسمى بتوالي الوتدين، وهو ممتنع في الحشو.

ـ[خشان خشان]ــــــــ[21 - 09 - 2008, 01:13 م]ـ

أخي وأستاذي الكريم سليمان أبو ستة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير