تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ماتتْ عَفافُ

ـ[بوحمد]ــــــــ[08 - 04 - 2003, 07:45 م]ـ

قصيدتي قِصَّةٌ إن كُنتَ واعيها=بالدمعِ تُروى إذا مالدمعُ راويها

عَذراءُ فاجأها بالليلِ مُغتَصِبٌ=وبالنهارِ سَعى للقومِ شاكيها:

(أنتمْ أيا حُكَماءَ الأُمَةِ اجتَمِعوا=أأخطأَ العبدُ أم صُهيونُ مُخطيها

أُمِّيَّةُ إمتَنَعَتْ عنَّا وَقَد جَهِلَتْ=فَبِتُّ أَنْصَحْ وَما نُصْحي بهاديها

إن هيْ لتَزعُمْ أعرابٌ بِها كَلِفٌ=زُهَّدْ بِدُنيا وَهُمْ بِالدينِ حَاميها)

...

فَهَزَّ جُهَّالَهُمْ بالرأسِ مِن عَجَبٍ=أن وَيْحَ بَدوٍ! أَغَصْبٌ حَقَّهُمْ فيها؟!

(إرهابُ صهيونَ؟! إنَّ العُرْبَ ظالِمَةٌٌ=حَقُّها جورٌ إذا مالعُرْبُ راعيها

أما شِمالُكَ تَمْلُكْ؟! إن هِيَ أَبِقَتْ=بالسَوطِ وانهي فَما بالقولِ ناهيها

وَما عَلَيْكُمْ سَبيلاً هيْ فتاوِ لَكُمْ=داوودُ، إبليسُ أو مَنْ كانَ مُفتيها)

...

أحْفادُ قِردٍ عذارى قُصَّراً خَطَفوا= يارَبُّ كم مِن عَذارى القِردُ سابيها؟!

قَد صَدَّقوا الكِذبَ إذ تَزني بَنَاتُهُمُ=بُهْتانُهُمْ كانَ للعَذراءِ زانيها

وجوهُنا للقِرودِ العُرْيَ ضاحِكِةٌ=عَذراؤنا قَد غَدَتْ أسْفَلْ مُعَرِّيها

عَفافُنا هَذهِ كانتْ مُحَرَّمَةً=صارتْ مُلَطَّخَةً تُزرِيْ بَواكيها

وَزارَنيْ طَيفُها والعارُ آسِرَهُ=ماتتْ عَفافُ فَقُمْ للعُرْبِ وانعيها

ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[10 - 04 - 2003, 12:49 ص]ـ

فأين كانت هذه البلاغة يبو حمد

لي عودة فانتظرني

ـ[بوحمد]ــــــــ[10 - 04 - 2003, 09:56 ص]ـ

تنتظر شاعر رائع مثلك ان يتذوقها ويبدي رأيه في مرارتها ...

وناقد حكيم مثل سامح ليسامحني إن ظللت انا الطريق (كعادتي) ...

والله اني فخور بكم ...

جزاكم الله خير

أخوكم (المتشايخ) بوحمد

ـ[سامح]ــــــــ[08 - 05 - 2003, 11:25 ص]ـ

لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أبت نفسي أن تستلم للمحاولات الفاشلة في إضافة التعليق , فكأن القصيدة ثبتت كي لاأحرم من شرف التعليق عليها فكلما دخلت أراها تغمز لي فلا أملك أمام جمال تغزلها إلا أن أعدها بالعودة وهاأنا أعود وأتمنى أن تكون عودتي لائقة بالقصيدة.

قصيدتي قصة إن كنت واعيها:: بالدمع تروى إذا مالدمع راويها

تميزت دائماً بروعة المطالع فأنت هنا تنبئ القارئ بأنك ستروي له قصة , وتقول (إن كنت واعيها) أي أن احتمال وعيك لها قليل , وهذا ماأوحته (إن) فكأنك أجريت تحدياً بينك وبين القارئ لتجبره على أن يعيها ويبذل جهداً ليحقق هذا الوعي.

وإن كان احتمال وعيها قليلاً فهي قصة باكية لاتروى باللسان ولابحبر القلم بل بالدمع الذي ربما يعجز هو أيضاً عن روايتها.

بعد هذا بدأت بالرواية والنفس مستعدة تماماً لاستيعاب القصة:

عذراااااااااء .... فاجأها .... بالليل مغتصب

وبالنهار سعى ..... للقوم شاكيها

ولكنك قطعت استرسال الحدث باستخدامك للأسلوب الإنشائي (أيا حكماء الأمة) وكان من الأفضل أن تسرد القصيدة معتمداً على الأساليب الخبرية لأنك تروي قصة كما ذكرت في البداية حتى لو لم تكن قصة بالمعنى المحكك للقصة.

أحفاد قرد عذراى قصراً خطفوا:: يارب كم من عذارى القرد سابيها

قدمت هنا المفعول به وصفته (عذارى قصراً) على الفعل والفاعل لتبين عظامة الجرم وبجاحته فهم يقدمون على سبي القصر من العذارى -قاتلهم الله -

ثم أتى الالتجاء إلى الله -سبحانه وتعالى- الذي يلجأ إليه المؤمن الصادق (يارب).

وتأتي كم الخبرية (كم من عذارى) لتبين كثرة العذارى القصر اللاتي سباهن القرد , ورغم أن سابيهن هو القرد إلا أنا الأسود والذئاب والسباع منا لم يملكوا ردعهم , فأي حسرة أقوى من هذه على جبن كذاك.

ومع ذلك فإن (وجوهنا للقرود العري ضاحكة) رغم أن (عذراؤنا قد غدت أسفل معريها)!!!!!

ثم في نهاية القصيدة تصف حال عفاف قبل وبعد فجاءة المغتصب

عفافنا هذه كانت محرمة:: صارت ملطخة تزري بواكيها

ولايخفى الأثر العظيم لكلمة (ملطخة) والتي أعقبها الفعل (تزري) ليعمق الأثر في النفوس علها تستجيب لنداء مائة عفاف سيلحق بها مالحق بعفاف القصيدة.

ثم تبدع من جديد في الختام:

وزارني طيفها والعار آسره:: ماتت عفاف فقم للعرب وانعيها

فاعرب ملكتهم الوحيدة هي النعي والبكاء , بعدما تخلوا عن عزهم بالدين , ولم يبقَ لهم إلا ذل العروبة.

بعض الأبيات غلب فيها تتبع الوزن على تتبع المعاني والألفاظ لذلك شعر المستقرئ لها بالتكلف واستصعاب الحصول على المعاني التي تريدها.

وأظنك قادر على الانصراف عن تتبع الوزن بتغيم أبياتك حين نظمها وستجد أن سليقتك العربية ستنبيك باستقامة الوزن.

ودعني أنقل لك من كتاب بناء القصيدة ل د. يوسف حسين بكار كلام أسامة بن منقذ وهو يصف كيفية خلق القصيدة "وليكتب كل معنى سنح , وكل لفظ يعرض , وليترنم بالشعر وهو يصنعه فإنه يعينه عليه ..... وميز في فكرك محط الرياسة, ومصب القصيدة , فإنه أسهل عليك وأشعرها أولاً , وهذبها أخيراً "

ود. يوسف يقول " أما الالتفات إلى الترنم والغناء والنظم فناحية نفسية مهمة تدفع إلى الاستمرار في القول بحماسة واستغراق , وإحاطة الشاعر نفسه بجو منغوم خاص وكأنه لا يشعر في هذا الوقت إلا بوجوده هو "

دمت شاعراً مبدعاً ينتج أدباً إسلامياً يحيي الضمائر ولايميتها.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير