تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ألم يغبط عمر بن عبدالعزيز الحجّاج على قول الأخير عند وفاته: أللهم أنهم يقولون أنك لن ترحم الحجّاج!

ألم يكن الخليفة الراشد الخامس ينهر من يذكر الحجّاج - بعد وفاته- يسوء أمامه، بل ويروى أنه كان يقول: علّ الله الكريم قد رحمة بكلماته تلك ..

ألم ينه نبي الله عيسى (ع) بني اسرائيل عن رجم الزانية التي جاءته معترفة بذنبها وقال: من كان بلا ذنب فليرميها بحجر.

هل المعري اظلم من الحجاج وافجر من الزانية؟!

وما قولكم اذن بكفار مكة عندما أتوا رسولنا الكريم (ص) وقد مكّنه الله عزّ وجلّ من أعدائه يوم فتح مكة عندما أتوه يرجون الصفح؟

هل ردّهم؟ هل أهانهم؟ هل قتلهم ومثّل بهم؟ هل وصفهم بالفجر والفسوق (وهم كذلك)؟

كلا وحاشاه (ص) أن يفعل ذلك، بل قال: اذهبوا وانتم الطلقاء .. هذا بعد أن سألهم: ماذا تظنون أني فاعلٌ بكم؟ فأحسنوا الظن به وقالوا: أخ كريم وابن أخٍ كريم ..

ولله المثل الأعلى، فهل هناك من هو أكرم من الله؟ وهو القائل "أنا عند ظنّ عبدي بي".

يأتيه من قضى حياته وهو يتنقل بين:

ألا فاسقني خمراً وقل لي هي الخمرُ ... ولا تسقني سرّاً إن أمكن الجهرُ

و بين:

أصبني منكَ يا أملي بذنبٍ ... تتيهُ على الذنوبِ به ذنوبي

وتارة أخرى يقول في "لاتفرغُ النفسُ من شُغلٍ بدنياها":

مُثنٍ على نفسه راضٍ بسيرتها ... كذبتَ يا خادمَ الدنيا ومولاها

إني لأمقتُ نفسي عند نخوتها ... فكيفَ آمنُ مقتَ اللهِ إياها

ياراكبَ الذنبِ، قد شابت مفارقهُ ... أما تخافُ من الأيامِ عُقباها

فما ظنّكم أن الله فاعل به عندما يرجوه عند الموت:

أدعوكَ ربي إن عظُمتْ ذنوبيَ، كثرةً ... فلقد علمتُ بأن عفوكَ أعظمُ

إن كان لا يرجوكَ إلا محسنٌ ... فبمن يلوذُ ويستجيرُ المجرمُ

أدعوكَ ربيّ، كما أمرتَ، تضرعاً ... فإذا رددت يدي، فمن ذا يرحمُ

ما لي إليكَ وسيلةٌ إلا الرجا، ... وجميلُ عفوكَ ثمَّ أنّيَ مسلمُ

أما بوحمد فهو يحسن الظن بربه فهو يخافُ من الأيامِ عُقباها

أستاذي الكريم – أبومحمد-

قولوا ما بدى لكم عن أبي العلاء، أما بوحمد فيكفيه من الشيخ قوله (لإتمام الموضوع ليس إلا!! فلا يساء الفهم):

ألا في سبيلِ المجدِ ما أنا فاعلُ ....

ورحم الله المعري والنوّاسي

بوحمد

ـ[بوحمد]ــــــــ[13 - 02 - 2004, 12:18 ص]ـ

محاسنُ موتانا وأقلامُ ساخرٍ= مساوئ أحيانا! بأيٍّ نُفاخرُ

فإن باتَ بالشكِ قديماً أبو العُلى=فقد بِتَّ بالقذفِ مُعَنّىً تُقامرُ

فحقٌّ لربِّ العفوِ يُرجى نوالهُ=وحقٌ لعبدِ اللهِ حقٌّ يُناوِرُ

طريدُ كريمُ القومِ –والكفرُطاردٌ-=بهِ عاتبَ اللهُ خليلاً يُجاورُ

فما سرَّنيْ منكَ الذي فيهِ قُلتَهُ=وما سرَّ ربُّ الشيخِ شيخاً تُماترُ

فإن كنتَ بالشكِ القديمِ مُحاسِباً=فهلّا بذاكَ الشكِّ كنتَ تُبادِرُ

هو اللهُ ربٌّ لا شريك لهُ، كري=مُ عفوٍ، حليمٌ، قابلُ التوبِ غافرُ

بوحمد

ـ[بوحمد]ــــــــ[13 - 02 - 2004, 12:26 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرجو من استاذي الكريم أن يستمر ...

وأنا أولى منك بالإعتذار، ولكن يشهد الله أني لم أقصد ما ذهبت اليه ..

فكل الذي أجب أن أفهمه هو سرّ تحامل الجميع على هذا الشاعر ..

وتقبل تقديري وامتناني سلفاً ..

تلميذك بوحمد

ـ[سامح]ــــــــ[13 - 02 - 2004, 07:17 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بورك هذا النقاش العذب المريح .. بينكما أيها الشاعران الفاضلان:)

بورك في أبي حمد الذي طرح تساؤل شيخ المعرة .. فأمتعنا بنظم

اشتقنا له من شاعرنا وعمدتنا أبو محمد ..

كان ردك مفحماً أيها المبدع:)

بالنسبة للتحامل على أبي العلاء

لأنه تحامل على العقيدة .. وغاص فيها .. وحاول التشكيك والخوض فيها

لايقارن بالحجاج ولابالزانية ولاحتى بكفار قريش الذين أسلموا ..

لأن لزوميات أبي العلاء .. تبعث الشك في نفوس قارئيها تجاه العقيدة

حورب بأقسى الألفاظ وأعتاها ..

أبو العلاء كان معجزة القرن الخامس .. ولغزه المحير .. الذي ضل

الباحثون حتى الساعة يحاولون حله وفك رموزه ..

لم أقرأ اللزوميات .. فيبدو حكمي قاصراً .. ولكن الشاعر مات وخلّف أثراً

ربما بيت شك واحد يدمر عقيدة كاملة .. وآلاف الأبيات الملتزمة لاتصلح

مافسد من هنا كان التغاضي وأننا أصبحنا (نرى عُشر الكأس الخالي

ولا نرى تسعة أعشاره الملئ؟).

يبقى أنني أوافقك في الدعوة لإنصاف تراث أبي العلاء .. وترك الأحكام العامة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير