تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

تجلى البوح احتداما، وتدلى من ثريات اللقاء غراما، لم تنزل ستائر الحيطة، ولم تطفأ مصابيح الخباء، هكذا على بساط الوضوح:

نم قربي

أي صراحة خطت مستقيم النداء! وتحاشت كل حواجز التمنع حافية الدعاء:

هم بي

يشرئب الجموح جراءة حبو عجول، ويتكئ الوصال على غيوم الدفء الجسور:

واسكب أشعارك في سمعي

وترنّح أشواقاً .............

يتأبى الصائد فيراوده الطائر:

لن تفلح يوما في الهرب

كنت أفضل أن تكون القافية على نغم واحد إما فَعْلن وإما فَعِلن، بيد أني سمعت شعرا عذبا، أطربني أذنا وقلبا.

ولقد تقبل ملحوظتي على القافية بأريحيته الرحبة وشفافيته العذبة، وعندما انشغلت في مشاركة مشرفي المنتدى أعطيت الأولوية لقصائد الأعضاء، ولا أخفي أنني قبل ذلك وجدتُ حرجا في كتابة ملاحظاتي العروضية مرة أخرى، اجتهادا مني في أن أبا خالد قد تتأذى مشاعره من تلك الملاحظات، فاخترت عدم التعليق.

وعندما صارحت أبا خالد بذلك عاتبني على أمور:

الأول: أن عدم تعليقي على قصائده أكثر أذى من ذكر ملاحظة جانبية، وهذا من أبي خالد ومن بعض الزملاء شرف أتمنى أن أكون أهلا له.

الثاني: تشبث أبي خالد في عدم التنازل عن حقه في سماع كل الملاحظات التي قد تثار حول قصيدته لينتبه لها تصويبا وتشذيبا.

الثالث: من قال أن المشرف أبا خالد من أولئك الذين يتحسسون من النقد، ويحملون على الناقد؟ لهو أسعد ما يكون عندما نهديه انتقادا أو اجتهادا.

فعلى بركة الله هذا تعليقي على الزائرة

مريض عليه الهموم ارتمت

وحمى تؤهله للردى

وأمضى الخيال طريح الفرا

ش يجول بخاطره في المدى

اشتكاء يتلوى أنينا، وابتلاء يتوارى دفينا

ارتمت الهموم وكأنها النبال، وارتمت الهموم وكأنها الجبال، جديد علينا هذا التأهيل للردى، عهدنا بالتأهيل خطى للأحسن إعدادا وتهيئة، فصار التأهيل رؤى للأسوأ تمهيدا وتوطئة.

قد يكون لأبي خالد اجتهاده في اختيار كلمة " مريض "، ولو كان الخيار لي لاخترت كلمة " عليل ".

البيت الثاني ليس موصولا كما ظهر في التنسيق، فالصدر كامل التفاعيل والألفاظ فحقه أن ينسق:

وأمضى الخيال طريح الفراش

يجول بخاطره في المدىوهكذا البيت التالي:

أحقا يودع حلو الحيا

ة وكل الأحبة والمنتدى؟ حقه أن ينسق هكذا:

أحقا يودع حلو الحياة

وكل الأحبة والمنتدى؟

أحقا سيرحل ذاك الشباب

وريعانه سوف يمضي سدى؟

ريعان الشباب لا يمضي سدى ما دام ذلك الريعان في طاعة الله، كيف يمضي سدى وذوالشباب الصالح يظله الله بظله يوم لا ظلَّ إلا ظله.

وليس بروح العليل حياة

سوى أمنيات كرجع الصدى

وإلا دموع على خده تسير

الهوينى كقطر الندى

هذا البيت حقه أن ينسق هكذا:

وإلا دموع على خده

تسير الهوينى كقطر الندى

" وليس بروح العليل " ها قد التقينا في اختيار " عليل "، إذن فالأمنيات السعيدة لا تغادر هذا العليل إلا لتعود إليه خالية الوفاض، فلا انتظار ٌ طويل ولا رجاء جميل، كالصدى الذي يرد لصاحبه بضاعة التصويت.

قد تسير الدموع الهويني فتشبه الندى ترقرقا صافيا، لكنها تفارق الندى حَرًّا خافيا.

مريض عليه السقام ارتمت

ويمسي عليه الهوى مسهدا

ارتماء الهموم ثم ارتماء السقام ثم ارتماء الهوى تسهيدا وتعميدا

وحماه إن رحلت برهة

هواه لأسقامه جددا

حلاوة مبنى ومرارة معنى، ويكأنها ماسوشتية الألم كما يقولون في علم النفس، من شدة السقم صار السقم هوى ومرادا.

فما الفرق إن شفيت علتي

وما الفرق أني سأحيا غدا؟

فرق كبير ويأس مرير، لم هذا الإغراق في التشاؤم العابس؟ لعلها حالة عابرة من الحمى الزائرة.

بعض الشعراء يتقن البيت الشعري ولا يتقن القصيدة، وبعضهم يتقن القصيدة وقد لا يتقن البيت الشعري، أما أبو خالد فيتقن القصيدة والبيت معا.

ـ[أبو طارق]ــــــــ[11 - 10 - 2006, 09:30 م]ـ

لا أراك الله وخليلك سوءاً يا أبا خالد

أطربا أبو خالد بجميل لفظه

وأمتعنا أبو الحسن برقي نقده

تشبث أبي خالد في عدم التنازل عن حقه في سماع كل الملاحظات التي قد تثار حول قصيدته لينتبه لها تصويبا وتشذيبا.

كيف لا وهو شاعر الفصيح إبداعاً , وتألقاً , وخلقاً.

بوركتما

ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[11 - 10 - 2006, 10:29 م]ـ

السلام عليكم

أولا أحب أن أشكر الجهالين على رحابة صدره وتجشمه عبء تعليمنا

وبالنسبة لتعليقه على تؤهله فقد حاك في نفسي عدم أهليتها , وكان لدي البديل وهو (تجهزه) غير إني آثرت إبقاء تؤهله لمجرد أنني اعتقدت أنها أفضل , لسبب أجهله

أما التشاؤم فهو كما قال حال عابرة , ليست من الحمى الزائرة , لأن الحزن – كما قال بو حمد – سبق الحمى إلى قصيدتي

إنها نتاج مشاعر قديمة بعثرتها الأيام , في مرحلة ما من حياتنا كنا نعتقد فيها أن الحزن قد حل فينا , وأننا قد ظلمنا , وأن لا حل يخرجنا من مآزقنا.

ولكن الأيام كفيلة لنا بإبداء ما نجهل حتى أنني صرت أضحك مما أكتب قديما

أضحك من جعلي من نفسي أكثر الناس حزنا , وأفضلهم تعبيرا عن حزنه بالشعر

((من شدة السقم صار السقم هوى ومرادا.)) أعجبتني جدا هذه العبارة لأنني رأيت فيها الجهالين ليس ناقدا فحسب , بل ومحللا نفسيا , فقد سبق وسألني شيخي بوحمد عن الجرح متى يصبح أطول من الأيام؟

فأجبته: عندما يتلذذ المجروح بطعم الألم

أخجلتني أبا الحسن بثائك علي

وأرجو أن يجعلني الله عند حسن ظن الأعضاء وأن يمكنني من حفظ الجميل لهذا المنتدى الرائع وأعضائه الأروع

مع محبتي ,,,,,,,,,,,,,,,

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير