تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فإذا جحدت فبائسُ

ـ[عبدالله بن سالم العطاس]ــــــــ[19 - 10 - 2006, 07:49 م]ـ

هُنَا الطَّهَارَةُ فَيْضٌ حَوْلَهُ أَلَقٌ

يَجْرِي يُخَالِطُ قَلْباً لِلْجَمَالِ ظَمِي

لم أجد استخدام الظرف " حوله " موفقا في وصف الفيض، مفضلا استخدام فعل مضارع مكانها، ليعطي كثافة الجملة الاسمية حركة ذهنية، كأن تقول: فيض يعتلي ألقا، فيصبح الفيض عارما وقعا وتأثيرا، وهذا ما لم يحققه الفعلان المضارعان المتأخران (يجري، يخالط) إذ وصف الأول الألق بالجريان، فلندقق قليلا في جريان الألق حول فيض الطهارة،هل أضاف للطهارة دلالة أو صورة أقوى من الفيض؟ في ظني أن الفيض غني عن أن يرافقه جريان آخر، ثم إن وصف الألق بالجريان قد لا يكون مقنعا بمقدار ما يوصف بالإبراق والومض.

أما الفعل " يخالط " فلم يكن بمستوى الفيض أو الألق الجاري (حسب عودة الضمير المستتر فيه).

أيُّ مخالطة أمام الفيض؟ وأيُّ مخالطة أمام الجريان؟ هو الارتواء الوافر لا الاختلاط القاصر.

دعني أذكر لك المعنى الذي أريده والصورة التي تصوّرتها ثمّ أخبرني _ تكرّما منك _ أَوّفقتُ أم لا؟

هُنَا الطَّهَارَةُ فَيْضٌ حَوْلَهُ أَلَقٌ

يَجْرِي يُخَالِطُ قَلْباً لِلْجَمَالِ ظَمِي

الطهارة في هذا المكان فيض أي ماء كثير هذا الماء موصوف بـ "حوله ألق" فهي معترضة وصفية، ثمّ الضميران في "يجري" و "يخالط" يعودان على الفيض، فهذا الفيض ليس بدائم ولا يسير سيراً بطيئاً وإنما "يجري" باتجاه القلب ولا يكتفي بالمرور عليه أو بجواره وإنما يخالطه ويروي ظمأَه للجمال ..

الجمال هنا جمال طاهر فأروته الطهارة التي جاءت في هيئة الفيض المحاط بهالة من الأنوار!

هل وُفقت في بيان المعنى المراد؟ ثمّ هل وفقت في صياغته؟

في انتظار رأيك أستاذي

.

.

تَفَاءَلِي يَا حُرُوفَ الشَّعْرِ وَانْطَلِقِي

وَعَانِقِي كُلَّ مَعْنًى لِلسُّمُوِّ نُمِي

صدر البيت ينساب سلاسة وعذوبة، لم أجد القافية الداخلية في (وانطلقي، عانقي) جميلة بمقدار ما لو كانت في (تفاءلي، وعانقي) مقترحا (تسابقي، وعانقي).

أتدري أنني مصرّ على إبقاء "تفاءلي"؟ دعني أقول لك لم؟

الحروف التي هي مادة الكلمات تقف عاجزة أمام المشهد الجليل في رحاب الحرم لا سيّما حروف شويعر مثلي، لقد كنتُ أستجديها ولا نَفْع! حالة يأس وقنوط!

فجئتُ بالفعل "تفاءَلي" حثّا لها على الخروج من تلك الحالة بعد أن ذكرت لها ما يمتاز به ذاك المكان، ثمّ بعد أن تتلبس بحالة التفاؤل "تنطلق" إلى أين؟

لمعانقة المعاني السامية!

ثمّ إني أرى في "انطلقي" ما يمكن أن يشمل التسابق!

.

.

لا تَصْمُتِي وَجَلاً لا تُحْجِمِي خَجَلاً

وَحَلِّقِي فِي مَرَاقِي الْعِزِّ وَالشَّمَمِ

لقد استهلك الشعراء مثل هذا التقسيم الذي في الصدر الحاذق تفعيلة وتقفية، غير أنه تقسيم أرهقته " تحجمي " التي جعلت حرف الجيم ثقيل الظل قليلا.

نفسي تحدثني أن أطلب المزيد هنا، فهل تجود؟

.

.

وَسَطِّرِي أَحْرُفًا لِلنُّورِ مَوْئِلُهَا

تَسْرِي تَبَدَّدُ مِنْهَا أَحْلَكُ الظُّلَمِ

جاءت " تسري " مبتورة التوظيف معنى وموقعا فشابهت الحشو، أما " تَبَدَّدُ مِنْهَا أَحْلَكُ الظُّلَمِ " فعبارة ركبها الشعراء حتى قالت لهم دعوني.

"تسري" حدّدت الزمن ثم لاءمت "الظلم"!

.

.

أستاذي الكريم

حانت الصلاة

سأعود لأكمل بقيت وقفتان!

دمتَ بعافية،،

ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[19 - 10 - 2006, 11:54 م]ـ

.

مَعَالِقُ الذَّنْبِ صَدَّتْنِي عَنِ الْكَلِمِ = رَغْمَ الْمَعَانِي الَّتِي تُمْتَاحُ فِي الْحَرَمِ

هُنَا الْجَلالُ تَنَاهَى نَسْمَةً عَبِقَتْ = أَوْ خَلْجَةً سَمَقَتْ فِي عَبْرَةِ النَّدَمِ

هُنَا الْجَمِيعُ جَمِيلٌ فِي تَبَتُّلِهِ = فِي خَفْقَةِ الْقَلْبِ أَوْ فِي نَبْرَةٍ بِفَمِ

هُنَا الطَّهَارَةُ فَيْضٌ حَوْلَهُ أَلَقٌ = يَجْرِي يُخَالِطُ قَلْباً لِلْجَمَالِ ظَمِي

هُنَا تَمُورُ خَلايَا النَّفْسِ إِنْ خَطَرَتْ = هَوَاجِسٌ مِنْ دَوَاعِي السُّوءِ وَاللَّمَمِ

تَفَاءَلِي يَا حُرُوفَ الشَّعْرِ وَانْطَلِقِي = وَعَانِقِي كُلَّ مَعْنًى لِلسُّمُوِّ نُمِي

لا تَصْمُتِي وَجَلاً لا تُحْجِمِي خَجَلاً = وَحَلِّقِي فِي مَرَاقِي الْعِزِّ وَالشَّمَمِ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير