تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لعل في الأمر سهو طباعة وإن أرودته بعض كتب العروض

أما البيت:

رَفََعْتُ ر ِجْلاً لا أخافُ عِثارَها = وَنَبَذْتُ بالمَتْن ِ العَراءِ ثِيابي

فالرواية في الأشباه والنظائر من أشعار المتقدمين والجاهلية والمخضرمين: لأبي بكر محمد (ت380هـ)، وأبي عثمان سعيد (ت391هـ) ابني هشام

قبلتُ لا يشتدُّ شدّي فادرٌ ... عِلجٌ أقَبُّ مشمّر الأقرابِ

ودفعتُ ساقاً لا أخافُ عِثارَها ... وطرَحتُ عنِّي بالعَراء ثيابي

والرواية في محاضرات الأدباء:

لما رأيت بني نفاسة أقبلوا ... يغشون كل وتيرةٍ وحجاب

ونشيت ريح الموت من تلقائهم ... وخشيت وقع مهند قرضاب

رفعت رجلاً لا أخاف عثارها ... ونبذت بالمتن العراء ثيابي

وفي الكامل:

رفعت رجلاً لا أخاف عثارها ... ونبذت بالبلد العراء ثيابي

وفي المؤتلف والمختلف:

ونشيت ريح الموت من تلقائهم ... وكرهت وقع مهند قضاب

رفعت ساقاً لا أخاف عثارها ... ونبذت بالمتن العراء ثيابي

لهفي على " رفعت " من الذي حرمها من مصاحبة الواو، التي صاحبتْ سابقتيها " نشيت "، "كرهت"، وصاحبت لاحقتها " نبذت ".

منزلةً صَمَّ صداها وَعَفَتْ = أرْسُمُها إن سُئِلتْ لم تُجِبِ

هذا البيت من الرجز جاءت جميع تفعيلاته من الزحاف مُسْتَعِلُنْ.

أما البيت:

صفحوا عن ابنِكَ إنَّ في ابْ = ـنِكَ حِدَّةً حين يُكَلَّمْ

فلم أقف على قائله، والخلل يكمن في نون حين التي لا بد من إشباعها ليستقيم البيت

ولكن

ورود بعض هذه الشواهد وغيرها في كتب العروض، لا يعني صحة القياس عليها، فضلا عن أن الوقص في الكامل والوافر مهجور قبيح جدا وهو حذف المتحرك الثاني في مُتَفاعِلنْ (مثل شاهد الهذلي وعمرو بن عبد ود)، أو الرابع في مُفاعَلَتُن مثل:

و أعطى قومه الأنصار فضلا و إخوتهم من المهاجرينا

ولعلها المتهاجرينا ليصح البيت كما قال بعضهم

يختلف الخزل عن الوقص، فالخزل تسكين المتحرك الثاني وإسقاط الرابع، فتصبح مُتَفاعِلُن، مُتْفَعِلُن.

إذن لا اعتبار بشذوذ بيت عن الموروث الشعري، سواء كان الشذوذ خطأ رواية أو رخصة دراية، فلم يرد في جل موروثنا الشعري كل ما جاز عروضيا من زحاف.

مثلا اقتصر الزحاف في مستفعلن الأولى في البسيط ولم يجئ في مستفعلن الثانية التي لم تجئ إلا على الأصل في موروثنا الشعري إلا ما ندر، فلم يدخلها الخبن وهو إسقاط المتحرك الثاني، الذي دخل مستفعلن الأولى، رغم أن العروض يجيزه في الأولى والثانية.

مع كل التقدير للأديب والشاعر والباحث الفلسطيني، الأستاذ: " محمود مرعي "، فهو كما تفضلتم يقول:

نعرج قليلا على أمثلة اعترتها زحافات تبدو غريبة رغم جوازها

انظر ماذا فعلت بنا هبة، عصف أفكار، وتمحيص أشعار

بلغها التحية.

ـ[أبو-أحمد]ــــــــ[10 - 10 - 2006, 12:16 ص]ـ

الشاعر المبدع، والعالم المطلع، الأستاذ محمد الجهالين،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

قالت العرب: " الحديث ذو شجون "، ويبدو أن حديثنا سوف تمتد شجونه إلى أبعد من سهو الرواة أو غفلة النُّسّاخ عن إثبات حرف الواو في بداية بعض أبيات بحر الكامل في بعض القصائد التي قيلت قبل جدّنا الخليل ـ عليه رحمة الله ـ ذلك لأن التعلل بالسهو أو الغفلة، ولو بدا لأول وهلة أنه حل مقنع لهذا الإشكال، لن يكون قطعي الثبوت بأية حال، لهذا علينا أن نذهب إلى غير ذلك ونقول بالمقابل: لماذا أثبتت الواو في أول إحدى أبيات قصيدة المرقش الأكبر؟، تلك الواو التي جعلت وزن البيت يذهب ذهابا، ولو انه غير بعيد، عن وزن القصيدة التي اعتبرها القدماء من السريع، ولو حُذفت الواو لانتهى الأمر خاصة عند من يهولهم أن يُتهم المرقش أو عَبيد بن الأبرص أو الأعشى أو غيرهم من شعراء الجاهلية المشاهير بأن يكونوا قد أقدموا على مثل ذلك الخلل. بالنسبة للبعض، مثل الأستاذ " مرعي " الذي حدثتك عنه سابقا، وأنا من صفّه، يرون أن الحُكم على أوزان أشعار من سبقوا الخليل طبقا لقوانين الخليل لا مسوغ له، إذ أن قواعد الخليل انبثقت مما آل إليه حال الشعر تدريجيا حتى وصل إلى عصر الخليل في زمنه، وأن الشعراء الجاهليين لم يُخلّوا في أوزان أشعارهم بل إن ذلك البعض يعزو الأمر إلى نشأة الشعر وتطوره وارتقائه. هب أننا عثرنا على أشعار قيلت قبل المهلهل بزمن بعيد، نوعا ما، فهل يحق لنا أن نقيسها بالتطور الذي أحدثه المهلهل في ديوان العرب، ولذاك حصل على لقبه بجدارة؟.

تعلمُ، حضرتك، أن غالبية القدماء اعتبروا، في نشأة البحور، أن أولها كان الرّجز في النشأة، وأن الكامل انبثق من رحم الرجز، وبذلك تكون التفعيلة: " مُسْتَفْعِلُنْ " سبقت التفعيلة: " مُتَفاعِلُنْ "، ولكن الأستاذ مرعي يذهب إلى عكس ذلك في بحثه. إنني لا ادعي التخصص في هذا المجال ولكنها حرية الفكر، والرغبة في التفكر والبحث، وقد كنت طرحت هذا الموضوع في منتدى العروض والقافية تحت تساؤل عنوانه: " قصيدة المرقش الأكبر: خلل في الوزن أم ماذا؟ "، وكان قصدي من ذلك لفت أنظار أعضاء المنتدى لعلي أفيد منهم أكثر ما يُفيدون مني، ولكني، وأنا آسف لذلك، لم أتلق إلا ردا واحدا قمت بالرد عليه، ولم يتبعه رد ثان. أرجو منك، إن كان لديك من الوقت متسع، والرغبة في البحث والتنقيب، لا ريب، تهمك، أن تتفضل وتطلع على عُجالتي في منتدى العروض والقافية، والتي ذكرتُها لك قبل قليل، وبذلك يمكنني وأمثالي أن نفيد من غزارة علمك، وثاقب بصيرتك في أمر هو أكثر فائدة، وأعم مغزى، فيما أرى، مما اعتدنا عليه، نحن بعض أعضاء المنتدى المحترمين من السؤال عن ماهو وزن البيت الفلاني مثلا، ونقف عند هذا الحد ولا نتجاوزه في الغالب الأعمّ، هذا، وأرجو أن لا يُفهم من طرحي أنني أنقص من أية قيمة فكرية لكائن من كان، في القديم أو في الحديث من الدهربل على خلاف ذلك إذ أنني من الذين يحبون دينهم أولا وعروبتهم، على علاتها، ثانيا، وكثيرا ما اتهم نفسي بالشوفينية في هذا المضمار. لك مني ومن هبة أرق التحيات وأصدقها.

أخوك: أبو أحمد: ياسين الشيخ سليمان.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير