تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[22 - 12 - 2006, 08:53 م]ـ

:::

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وبعد:

فها نحن قد عدنا إليك أيها السفير

لنلج معك في خضم بحارك المتلاطمة

بأمواج حيرتك المتعاظمة

وقبل ذاك، يحسن بي، ويطيب لي

أن أزجي بالغ التحية والعرفان للأستاذ الكريم

(أبي خالد)

ذي المجهود الوافر والخلق العاطر

وإن كان قد نعتني ــ عفا الله عنه ــ بلفظ الاستاذية

حتى قال: (أستاذنا)! (هكذا بحضرته وحضرة أساتيذ الفصيح)

فكان أن أدخل في الأستاذية من لا يجوز عليه لفظ التلميذ إلا تجوزا؛ فكيف بلفظ الأستاذ فضلا عن وصفه!

فللاستاذ أبي خالد بالغ شكري، وإن كان قد رفع كثيرا من قدري

وعودا على بدء

والعود أحمد

أعود إلى السفير بحسن سفارتي، فليرع حق خفارتي

فأقول وبالله التوفيق:

أنت أيها السفير شاعر، ولن أظلمك حقك

ولستُ ممن يظلِم أو يجور

ولم أرد عندما قلت: إن قصيدتك متوسطة المستوى

لم أرد بذلك التهوين بقدر ما أردت التنويه

ما رأيك في الجناس، أليس لذيذا: p

أجل، أردت التنويه

لأن القصيدة أعجبتني بحق

وفيها رمزية رومانسية (إذا صح التعبير)

أما حديثي عن الصورة؛ فقد أردت به المفهوم الأوسع للصورة

وأردت من خلال قولي المجمل

(الذي فصله الأستاذ أبو خالد تفصيل إجمال: p )

أردت أن أستحث همتك لتقرأ أكثر وأكثر

حول مفهوم الصورة الفنية ... الأدبية ... الشعرية

وذلك حتى تحل إشكاليات فهمك لوظيفة الصورة في الشعر

فقد لاحظت عندك خلطا بين مصطلحات مهمة في النقد

كالصورة، واللغة، والإبداع

وقد عجبت من سؤالك عن ماهية الإبداع كأنما هو تجربة إجرائية

وليس كذلك؛ بل هو حالة جوانية لا برانية

ولولا ذاك لحصل للناس كلهم ذلك بمجرد معرفة حده

وأخيرا

أستودعك الله أخي السفير

وأرجو ألا أكون قد أكثرت عليك

وتقبل خالص تحياتي

ـ[محمد الجهالين]ــــــــ[23 - 12 - 2006, 10:52 ص]ـ

شاعرنا السفير

قرأتُ قصيدة هادئة الوجد، تتمايس تراكيبها سلاسة مطبوعة، وتتهامس معانيها عذوبة مصنوعة، لم يتعب شاعرها في طِراد المعاني، ولم ينصب في اصطياد المباني.

ولنبدأ تحليلا مع شاعر لم يتكلف إلا قليلا، مع شاعر أورد زمام إبل اللغة اضطلاعا، وأصدر لجام خيل القوافي احترافا.

طيف ليلى ألا تعود لماما

صدر هذا المطلع مدجج بالموسيقى، بعفوية تألق تكرارها تنسيقا.

(طيْف ليْلى) تنساب التقفية الداخلية في طيْ و ليْ إيقاعا افتتاحيا، يؤسس لما بعده من إيقاع يناسب المعنى، الذي يناجي الطيف عودة، وكأنه يمد له خيوط الحنين بزوجين من الألفات، في ألفي لاء ليلى ولاء ألا، وفي ألفي لماما، وكأن هذه الألفات تسحب الطيف من بئر الغياب سحب الدلاء بلا ارتواء.

مقترحا أن يكون العجز: نظرة من مودع وسلاما،

فالتخيير في أو يربك هذا التمني، فأولى أن يعضد النظر بالسلام في مثل هذا المقام.

إيهِ يا قلبُِ كم تعسَّفْتَ وهْمًا **** ولَكَمْ كنتَ تعشقُ الأوهاما

كنتُ مفضلا أن تناسب مفردة تعشق مفردة تعسفت، فماذا لو كانت

إيهِ يا قلبُِ كم تغاليتَ وهْمًا = كمْ تعاميتَ باكيا أوهاما

ذاك وادي الأراك لم يبق منه **** غيرُ رَجْعٍ يشقُّ منه الظلاما

لم يكن تكرار منه موفقا

أيها السائرون ماذا عليكمْ **** أن تناموا أو تتركوا النواما

يمسك هذا البيت بتلابيب البساطة الممتنعة، فيطرب القارئ غناء لفظيا فقير التصوير.

نَمْ أسيفاً يا قلبُ، أو لا، فأيقظْ ****من بناتِ العيون وُكْفاً سجاما أو لا جاءت ثقيلة في المتن فماذا لو كانت:

أيها القلب نَمْ أسيفاً وأيقظ ْ =من بناتِ العيون وُكْفاً سجاما

وكأنَّ السُّمَّارَ ما أرسلوا الشوقَ رسولاً يسْتَرْوِحُ الأنساما

حينً ألْقَتْ شمسً الأصيلِ رداءً**** من نُضَارٍ وغَطَّتِ الأكماما

وتهادتْ ولائدُ الشوقِ تُطْوَى **** في الحنايا وتَسْتَفِزُّ الغراما

وتَعَاطَيْنَها لَذَائذَ نَشْوَى **** من كؤوسِ السرورِ مَلأَى جِمَاما

ما أجمل لغة الشاعر المتنقلة اقتطاف سبك واختلاس سرد، لولا غياب التجربة بل غياب المراد.

شاعرنا السفير

قصيدتك تسحر القارئ ولكنها كلما تزايدت قراءة تناقصت سحرا.

قصيدتك أيها السفير قدمت أوراق شاعرها ولم تقدم أوراقها فاعْتُمدت أوراق الشاعر اقتدارا، وافتُقدت بعض أوراق القصيدة انتثارا.

ـ[السفير]ــــــــ[23 - 12 - 2006, 05:06 م]ـ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير