تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

راوَدَني الغِيابُ لَنْ أُقاوِما

.

قَيْلولَةُ الصُّقورِ لَمْ أُراعِها

أَطَلْتُ في خَرائِبٍ مَجاثِما

.

أُلَمْلِمُ الباقي مِنِ الوُدِّ انْتَحى

بَقِيَّةً لَمْ يَسْقُطوا ذَمائِما

.

بَقِيَّةً تاللهِ قَدْ أَحْبَبْتُها

في اللهِ ما قايَضْتُها الغنائِما

.

بَقِيَّةً مُحِبَّةً أَمْثالَها

مَنْ لا يُحِبُّ مِثْلَهُ عَلائِما

. (علائم: علامات)

بَقِيَّةً عَضَّتْ عَلى نَقائِها

بِناجِذٍ واسْتَعْفَفَتْ لَهاذِما

. (الناجذ: الضرس القاسي، اللهاذم: الألسن)

بَقِيَّةً في خَنْدَقي تَصونُني

مِن مارِقٍ يُريشُني مَزاعِما

. (يريش السهم: يضع عليه الريش الحاد)

بَقِيَّةً شَريفَةً لا تُحْتَشى

شَوائِعاً لا تُمْتَطى نَعائِما

. (شوائع: جمع شائعة، نعائم: جمع نعامة)

أَنْزَلْتُ أَعْلامي بِلا صَوادِحٍ

تُجامِلُ الغَريمَ والمُغارِما

.

فَجَذِّفوا سُحْتَ المَآقي صاخِباً

وَلْتَمْخُروا رِجْسَ التَّراقي عارمِا

. (السحت: الحرام، المآقي: مؤخر أو مقدم العيون، التراقي: جمع ترقوة عظمة الكتف)

لَيْسَ هُنا عَنْتَرَةٌ تَحاضَنوا

خَواصراً تَلاحنوا بَراطِما

.

عَنْتَرَةٌ لا يَرْتَجيكُمْ عَبْلَةً

عافَ الهَوى وغادر الرَّدائِما

.

فَلْتَفْرَحوا هُنَيْهَةً وحاذِروا

أنْ تَنْدَموا غَداةَ لَسْتُ نادِما

.

عَنْتَرَةُ اسْتَراحَ مِنْ أَوْجاعِكُمْ

تَوَجَّعوا مِنْ دونِهِ سَوائِما

. (السوائم: الإبل التي ترعى حيث تشاء)

واسْتَرْجِعوا ما قَبْلَهُ مِنْ شَظَفٍ

عَنْتَرُ لَيْسَ يَعْدِلُ القَسائِما

.

وأَفْهِموهُ الحَرْبَ وافْتِنانَها

عَنْتَرَةُ الخَؤونُ لَيْْسَ فاهِما

.

عَنْتَرَةُ اسْتَلْطَفَ في تَساوُمٍ

ألا اجْلِدوا المُلاطِفَ المُساوِما

.

إيّاكُمو يَدَيْهِ إِذْ يَمُدُّها

وصافِحوا شُرْيانَهُ نَمائِما

.

تَتَلْمَذوا رُجولَةً لَعَلَّكُمْ

تَخْتَصِرونَ العِطْرَ والهَنادِما

.

وأَعْتِقوا الأفْواهَ لا تَلَغَّموا

فَالزَّعْفَرانُ تَبَّكُمْ مَلاغِما.

(الملاغم: جمع ملغم وهي ما يطاله اللسان حول الفم، تبالغ في تطيبها النساء، تَبَّ: هلك)

أَطَلْتَ يا عَنْتَرَةُ اسْتِماتَةً

عَبْسٌ أَعَدَّتْ قَبْرَكَ المُلائِما

.

صُبَّ عَلى الإِبْهامِ جامَ طاعَةٍ

ما كُلُّ إِبْهامٍ يَخِرُّ باصِما

. (جام: قدح)

وانْخُرْ بَراجِمَ اليَدَيْنِ فُْرقَةً

وابْتُرْ يَداً تَجَمَّعَتْ بَراجِما

. (البراجم عقد الأصابع)

أُلاءِ أَجْيالُ الحَريرِ لا تَسَلْ

عَنِ الحَصيرِ واسْأَلِ المَعاجِما

.

لَمْ يَبْرِموا خَيْط الكِفاحِ مَرَّةً

تَجاذَموا أَنْ يَلْمِسوا المَبارِما

. (الجذام: مرض تجرح الأصابع، المبارم: المغازل)

تَرَغَّدوا قَزَّ الرَّخاءِ عَنْ أَبٍ

لَمْ يَرِثوا الخُطوبَ والدَّياهِما

. (الدياهم: المصائب)

فَلْيَرْفُلوا نَوْمَ الهَناءِ عاسِلاً

لا تُقْلِقوا أَعْنابَهُ حَصارِما

.

لا تَقْشُروا ظَهْرَ سُلَحْفاةِ بني

مَهْلٍ تَرَفَّقوا بِهِمْ قَوائِما

.

إِنْ يَصْفَحوا جَريمَتي مُسَوِّدا

وجوهَهُمْ فإِنَّ لي جَرائِما

.

نَصَبْتُ قاماتِ المُنى مُدندِناً

أَيَّتُها المُنى سَليني قائِما

.

تُفّاحَتي على رصيفِ جَنَّةٍ

أُريدُ عودَها طَليقاً هائِما

.

يَلُفُّني خَيْشي الزَّهيدُ عُسْرَةً

فَأَغْتَني خَزَّ التَّراضي كاظِما

. (الخز: ثياب فاخرة، الكظم: حبس الغيظ)

يَنْأى النَّصيبُ كُلَّما دَنا فمي

فَلْيَهْنَأِ الذي يَدُعُّ الصائِما

.

سَخيمَتي النَّكْراءُ هامُ مَوقِفٍ

يا هامَتي لا تَنْدمي سَخائِما

. (السخيمة: الضغينة والحقد)

أَسْهبتُُ في قَصيدَتي شراسةً

أشاجِرُ القتادَ والأراقما

. (القتاد: شجر شوكي، الأراقم: الحَيّات الرُّقش)

لا تَقْرأوا قَصيدَتي فَهْيَ دمي

أُريقُهُ فَوقَ السُّطورِ فاعِما

.

وَهْيَ دمي أَرْسُمُهُ مُوَدِّعا

رَسْماً تَناسى لَوْنَهُ والرّاسِما

.

لا تَقْرَأوا قَصيدَتي إِنَّ دمي

حَرْفي ولَسْتُ مِنْ حُروفي سالِما

.

أَنا امْرُؤُ الثِّقالِ في أَوازِمٍ

لَسْتُ الذي يَثّاقَلُ الأَوازِما

. (الأوازم: سنين القحط)

باقٍ عَلى مَبادِئي تَسوءُني

صَغائِراً أَسُرُّها عَظائِما

ملاحظة: وضعت الحواشي التوضيحية بتاريخ 16/ 12/2006، الساعة 02:59 AM

ـ[الصراط]ــــــــ[14 - 12 - 2006, 03:56 م]ـ

قرأتها فذهلت ..

لا شك أن لي عودة وشيكة ..

لأستزيد

وأترجم الفهم ...

دمت ...

ـ[رهـ الحس ـيف]ــــــــ[14 - 12 - 2006, 04:17 م]ـ

أما أنا فقرأت

فأصبت بالرهبة أن أكتب شعراً بعد هذا

الجهالين يكتب في منتدى الابداع وأنا أيضاً أكتب ... هل يستويان؟!!!

ـ[أبو-أحمد]ــــــــ[14 - 12 - 2006, 10:40 م]ـ

أستاذنا الرائع محمد الجهالين، حفظك الله ورعاك،

عانينا حرمانا طويلا من مثل هذا الإبداع والتألق، وها نحن ننعم من جديد.

أستاذنا: القدر الذي نستفيده من نقدك الدقيق السليم هو نفسه ما نستمتع به من إبداعك الذي ليس له سابق.

بوركت مبدعا رائعا متالقا.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير