الى جبل ٍ يعصمني من الماءْ، فقالت: لا عاصمَ اليوم َ من أمر ِ الله ْ، ولا سبيلَ الى ما تتمنّاه ْ:
ما كل ّ ما يتمنّى المرءُ يدركُهُ = ربّ امرئ ٍ حتفُهُ فيما تمنّاه ُ
فقلتُ: إلامَ ترمينْ، وأيّ سماء ٍ تسمتطرينْ، فسمعتُ صوتاً كزئير الأسدْ، وإذ ْ بشخص ٍ وقد ارتعدْ، وهْوَ يقول: ما إنْ أحسستَ بخلوتي، حتّى هتكتَ حرمتي، وخنتني في زوجتي، فقلت: يا من أطغتهُ القوّة والإستبدادْ، أوما قرأتَ عليها ملائكة غلاظ ٌ شدادْ، تعلّمْ بأنّي على برذوني جنيتْ، وما لبِرّ تيكَ جنيتْ، ولولا لا تقربوا النساء في المحيضْ، لكنتُ في أسفل ِ الحضيض ْ، فقال: وهبتكَ مالي من دمكْ، وهبني مالك وأدهمكْ، فقلت ُ:
مالي مالُ إلا درهم ْ = أو برذوني ذاكَ الأدهمْ
هبْ لي ما لكَ من سفك دمي = واغنمْ بهما نعمَ المغنمْ
لم تجن ِ عليّ ولكنّي = من كنتُ جنيتُ فلي المأثمْ
من يحفظْ ماءَ كرامتهِ = فسيُحفَظُ منهُ مسيلُ الدمْ
وخرجتُ سريعاً لا أدري = أسلمتُ أنا أم لم أسلمْ
وإذا بالصوت ِ ورائي فقلتُ: تلك الفاقره ْ، وإذا بالمرأة الماكره ْ، وهي تقول هاكَ حكمة ً نادره ْ: من لم تكن فيه خلالٌ من الحيوانْ، فذاكَ ليسَ بإنسانْ، فعليكَ بروغان ِ الثعلب ِ وصبرِ الكلابْ، وغارة ِ الذئب ِ وحذ َر ِالغُرابْ، فقلتُ: رماك ِ الله من شاة ٍ بداء ْ، فأنت أشامُ من رغيف الحولاءْ، فارتددْتُ على آثاري قَصصا، وها أنا ذا أروي لكم القِصصا، فجزى الله من أعانني على عسرة ِ الحالْ، وعوّضني فقدَ البرذون ِ والمالْ، فقال كبيرُهم: لك عليّ جوادٌ ضامرْ، ومالٌ وافرْ، وملبسٌ فاخرْ، وقال أوسطهم: لك عليّ برذونٌ أدهمْ، وغلامٌ أغلم ْ، وقال أصغرهم: لك عليّ جارية ٌ عَروبْ، وذلولٌ رَكوبْ، فشكرَ صنيعَ من أولاه، وقال لي يا عبد الله:قد كفاكَ ثلاثة ُ علماءْ، تكلُّفَ البذل ِ والإعطاءْ، فأخلدْ قريرَ العين ِ بالكرى، وعندَ الصباح ِ يحمدُ القومُ السُرى، فشُغِلْتُ بالتفكّر ِ في كلامه ِ، عن سؤاله ِ واستعلامه ِ، ثُمّ انجلى شكّي بعلم ٍ جليّ، أنّهُ الأديبُ الترابيّ ُ أبو عليّ، فأخذتُ بالترديد ِ أصْبِحْ ليلْ، وعندَ الصباح ِ للكاذب ِ الويلْ، فرفعَ برأسهِ وقالَ: نَمْ يا لُكَعْ، ولا يستولي على قلبكَ الطَمَعْ، ولا تمُدّنَ عينيكَ إلى ما متّعنا بهِ غيركَ من النفاح ْ، لعلّهُ يحملُكَ على إحداها عندَ الصباحْ، فسكتّ ُ وأغضيتْ، وضحكتُ ثُمّ آويتْ.
الثلاثاء
12/ 12/2006م
ـ[غير مسجل]ــــــــ[23 - 12 - 2006, 03:47 م]ـ
ما شاء الله
توارت مقامتي حياء من مقامتك
ومتى وجدت الوقت الكافي بعد الاختبارات
كتبت لكم بقية المقامات
عسى أن نكون جميعا مدرسة بعث وإحياء فن المقامة
شكرا لك
جهاد
ـ[المعتصم]ــــــــ[26 - 12 - 2006, 07:38 ص]ـ
لا فوض فوك أيها الأديب الحاذق كم كتابتك جميلة وكم تدفعنا لانتظار المزيد يا شاكر فلا تبخل فنحن بانتظارك على شغف أخوك المعتصم.
ـ[كشكول]ــــــــ[26 - 12 - 2006, 08:25 ص]ـ
السلام عليكم
صدق المعتصم, يا شاكر:
أفيضوا علينا من الماء فيضا --- فنحن عطاشى و أنتم ورود
لا فض فوك, وخاب شانئوك
والسلام
ـ[شاكر الغزي]ــــــــ[26 - 12 - 2006, 03:36 م]ـ
الاخت جهاد:
بالتوفيق في الامتحانات والاختبارات
والتسديد في كتابة المقامات على طريق
البعث والاحياء وأجراء الماء
المعتصم: شكراً على الاطراء وحسن الثناء
كشكول:عرفتني حقيقتك بما شفعت به وسيلتك
وعطرت به كتابتك