تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الى جبل ٍ يعصمني من الماءْ، فقالت: لا عاصمَ اليوم َ من أمر ِ الله ْ، ولا سبيلَ الى ما تتمنّاه ْ:

ما كل ّ ما يتمنّى المرءُ يدركُهُ = ربّ امرئ ٍ حتفُهُ فيما تمنّاه ُ

فقلتُ: إلامَ ترمينْ، وأيّ سماء ٍ تسمتطرينْ، فسمعتُ صوتاً كزئير الأسدْ، وإذ ْ بشخص ٍ وقد ارتعدْ، وهْوَ يقول: ما إنْ أحسستَ بخلوتي، حتّى هتكتَ حرمتي، وخنتني في زوجتي، فقلت: يا من أطغتهُ القوّة والإستبدادْ، أوما قرأتَ عليها ملائكة غلاظ ٌ شدادْ، تعلّمْ بأنّي على برذوني جنيتْ، وما لبِرّ تيكَ جنيتْ، ولولا لا تقربوا النساء في المحيضْ، لكنتُ في أسفل ِ الحضيض ْ، فقال: وهبتكَ مالي من دمكْ، وهبني مالك وأدهمكْ، فقلت ُ:

مالي مالُ إلا درهم ْ = أو برذوني ذاكَ الأدهمْ

هبْ لي ما لكَ من سفك دمي = واغنمْ بهما نعمَ المغنمْ

لم تجن ِ عليّ ولكنّي = من كنتُ جنيتُ فلي المأثمْ

من يحفظْ ماءَ كرامتهِ = فسيُحفَظُ منهُ مسيلُ الدمْ

وخرجتُ سريعاً لا أدري = أسلمتُ أنا أم لم أسلمْ

وإذا بالصوت ِ ورائي فقلتُ: تلك الفاقره ْ، وإذا بالمرأة الماكره ْ، وهي تقول هاكَ حكمة ً نادره ْ: من لم تكن فيه خلالٌ من الحيوانْ، فذاكَ ليسَ بإنسانْ، فعليكَ بروغان ِ الثعلب ِ وصبرِ الكلابْ، وغارة ِ الذئب ِ وحذ َر ِالغُرابْ، فقلتُ: رماك ِ الله من شاة ٍ بداء ْ، فأنت أشامُ من رغيف الحولاءْ، فارتددْتُ على آثاري قَصصا، وها أنا ذا أروي لكم القِصصا، فجزى الله من أعانني على عسرة ِ الحالْ، وعوّضني فقدَ البرذون ِ والمالْ، فقال كبيرُهم: لك عليّ جوادٌ ضامرْ، ومالٌ وافرْ، وملبسٌ فاخرْ، وقال أوسطهم: لك عليّ برذونٌ أدهمْ، وغلامٌ أغلم ْ، وقال أصغرهم: لك عليّ جارية ٌ عَروبْ، وذلولٌ رَكوبْ، فشكرَ صنيعَ من أولاه، وقال لي يا عبد الله:قد كفاكَ ثلاثة ُ علماءْ، تكلُّفَ البذل ِ والإعطاءْ، فأخلدْ قريرَ العين ِ بالكرى، وعندَ الصباح ِ يحمدُ القومُ السُرى، فشُغِلْتُ بالتفكّر ِ في كلامه ِ، عن سؤاله ِ واستعلامه ِ، ثُمّ انجلى شكّي بعلم ٍ جليّ، أنّهُ الأديبُ الترابيّ ُ أبو عليّ، فأخذتُ بالترديد ِ أصْبِحْ ليلْ، وعندَ الصباح ِ للكاذب ِ الويلْ، فرفعَ برأسهِ وقالَ: نَمْ يا لُكَعْ، ولا يستولي على قلبكَ الطَمَعْ، ولا تمُدّنَ عينيكَ إلى ما متّعنا بهِ غيركَ من النفاح ْ، لعلّهُ يحملُكَ على إحداها عندَ الصباحْ، فسكتّ ُ وأغضيتْ، وضحكتُ ثُمّ آويتْ.

الثلاثاء

12/ 12/2006م

ـ[غير مسجل]ــــــــ[23 - 12 - 2006, 03:47 م]ـ

ما شاء الله

توارت مقامتي حياء من مقامتك

ومتى وجدت الوقت الكافي بعد الاختبارات

كتبت لكم بقية المقامات

عسى أن نكون جميعا مدرسة بعث وإحياء فن المقامة

شكرا لك

جهاد

ـ[المعتصم]ــــــــ[26 - 12 - 2006, 07:38 ص]ـ

لا فوض فوك أيها الأديب الحاذق كم كتابتك جميلة وكم تدفعنا لانتظار المزيد يا شاكر فلا تبخل فنحن بانتظارك على شغف أخوك المعتصم.

ـ[كشكول]ــــــــ[26 - 12 - 2006, 08:25 ص]ـ

السلام عليكم

صدق المعتصم, يا شاكر:

أفيضوا علينا من الماء فيضا --- فنحن عطاشى و أنتم ورود

لا فض فوك, وخاب شانئوك

والسلام

ـ[شاكر الغزي]ــــــــ[26 - 12 - 2006, 03:36 م]ـ

الاخت جهاد:

بالتوفيق في الامتحانات والاختبارات

والتسديد في كتابة المقامات على طريق

البعث والاحياء وأجراء الماء

المعتصم: شكراً على الاطراء وحسن الثناء

كشكول:عرفتني حقيقتك بما شفعت به وسيلتك

وعطرت به كتابتك

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير