تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

كاسفٌ بدر الدجى لو أشرقا سلّ من صدر حبيبٍ أرقا

وارتمى في النور من لهفته فرِحاً يمشي به ماصدّقا

المهدي:

مال محبوبي خفيٌ صوته وبصوت الغير عندي نطقا

غاضبٌ ما ضرّ لو أهديتني نغمةً تشعل روحي ألقا

الوصيفة:

سيدي يعدل في أُمّته أترى يعدل فيمن عشِقا .. ؟

المهدي:

اسأليها أيّ عدلٍ ترتضي .. ؟

حكّميها

الوصيفة:

قد حكمنا باللقا

(تزيح الأميرة الحجاب ضاحكة وتشرق في وجه المهدي)

الأميرة:

يا فؤادي ثائرٌ بحر الهوى شدّ ما أخشى عليك الغرقا

والمدى أبعد من قولي له قف بجنبي ساعةً فانطلقا

(تصوب عينيها في وجه المهدي):

لا أرى لي شاطئا كلّت يدي والتظى المجداف حتى احترقا

المهدي:

سكن البحر فسر يا قلبها آمناً لا يعتريك الفرقا

الوصيفة (وهي تغادر مكانها):

آمناً والدُر من مكنونهِ فرّ للصدر بشوق وارتقى

ستار

الفصل الثاني

المنظر الثاني

الحاجب (وهو ذاهب):

مولاي من غمٍ لغمْ

إلى أحاديث النكدْ

(في الجانب الآخر يخرج الحاجب وينظر في الوجوه)

الحاجب:

من منكمو يعرف عن حرب الثمانين سنهْ؟

صوت1:

هذي التي ليس لها ذكرٌ لدينا في الكتبْ

صوت2:

يا ليته لو يختصرْ

أذكرُ حرباً غيرها

جميلةً مليحةً

وعودها لا ينهصرْ

صوت3:

لو كان بيتا من قصيدهْ

بديهتي ليست بعيدهْ

الحاجب:

مالي أراكمْ ساعةً تتهامسونْ؟

تتآمرون مع الكذِبْ؟

هي عادةٌ فيكم أبَدْ

زَبَدٌ .. زَبَدْ

صوت2:

أملكُ حرباً غيرها

ليست تكال بالذهبْ

ناراً تشب بلا حطبْ

صوت3:

وقودها خير العربْ

الحاجب:

ما كنتَ مالكها وغيرك يحترقْ

صوت2:

افسح مجالاً نتفقْ

الحاجب:

في أي شيءْ؟

صوت1:

الحرب لا خيراً جنتْ

صوت3:

بؤساً .. شقا

صوت4:

غماً .. وهَمْ

صوت5:

فلينشرح صدر الأميرْ

عن قصةٍ 00فيها المروءة والكرمْ

الحاجب:

قصصٌ مكررةٌ يمل سماعها

صوت3:

عن قصةٍ مليحةٍ

لعاشقٍ وعاشقهْ

الحب يجمع والعواذل فَارِقهْ

الحاجب:

تريد أن يُجنى عليكْ

كما فعلتَ البارحهْ

حدَّثْتَهُ عمن تزوج اثنتينِ وأربعا

حديثك الماءُ العُذابْ

والمالُ من خلف الحجابْ

عين الاميرة والسياط الجارحهْ

صوت3:

ياويلتاهُ ..

الحاجب:

.. بضدها تنجاب عنك غمامةٌ

صوت4:

وبمثلها

مطراً تعانقه الجبالُ وتنفلقْ

صوت3:

هي فرصةٌ

دعني أُرقِّعُ ما انخرقْ

الحاجب:

عبارةٌ ممجوجةٌ فيها طمعْ

الجماعة:

فلتعطهِِ

الحاجب:

اليوم ... لا

أريدها حرباً تطولْ

الليل يطلق من أعنتها الخيولْ

والصبح يجمع من هزيمتها الفلولْ

حرب الثمانين سنهْ

صوت1:

يريدها كما يريدْ

صوت5:

أنا لها

الحاجب:

قل ... واختصرْ

صوت5:

حدثني راوي الرواة

ابو سعيد المُحْتَضَرْ

عن بعض أعراب العوالي من مُضَرْ

أن الحروب تجمعت في واحدهْ

ترعى بوجه قبيلتين

قبيلة الجَنْ جَنْ جَنَا

وقبيلة ابن القحطلينْ

وسُميت ذات الفؤوسْ

تساقطت فيها الرؤوسْ

وتململت منها النفوسْ

(يستلقي الحاجب على قفاه من شدة الضحك)

الحاجب:

أكذبُ منك لا أرى

حتى على التاريخ تكذبُ مرتينْ

بالأمس واحدةٌ وهذي اختها

(يلتفت إليهم):

هل تجهل الغبراء يوماً داحِسا؟

صوت1:

لا ... والذي

الحاجب:

ذي أربعونْ

والطعن غدراً في الظهورْ

ومنعك الماء عن المغدورِ

(مشيراً إلى الصوت الخامس):

قل ْ .. ما يكونْ .. ؟

صوت5:

يكون للحرب الضروسْ

صوت3:

ظمأً ولا ترِد النفوسْ

صوت2:

أظنها حرب البسوسْ

الحاجب:

ذي أربعونْ

فلتجمعوا .. ولتطرحوا

.. ولتقسموا

فهي الثمانون

(ضاحكا):

... وما بُلِّغْتُها

(يشير الى الصوت الثاني):

هيا معي

(في الطريق إلى مجلس الأمير)

صوت2:

يا سيدي

انت عليمٌ بالأمورْ

الحاجب:

أجل ولكن مهنتي حك الظهورْ

(يدخل الشيخ على المهدي)

ستار

الفصل الثاني

المنظر الثالث

(ينزل منيب من فوق خشبة المسرح ويتجه إلى مظفر الجالس في نهاية مقاعد المتفرجين، والمنهمك في وضع رموز على ورقة في يده لم يفهم منها منيب شيئا، وتحاشى أن يسأله خوف التهكم، وشاهد أن كوب مظفر مليء بالشاي فالتقطه في غفلة من انهماكه وأحس ببرودة الشاى فوضع الكوب في برود مضاد، وفجأة أحس بصوت مظفر الضاحك يخترق أذنه اليمنى المقابلة له):

مظفر (بسخرية):

ألا ترى يا من معي

بأنَّ شاعرنا دعي

منيب (وكأنه يفكر):

أياهما؟

(يستدرك):

عفواً .. أجلْ

(ولكنه لم يفهم ويتجه بكليته إلى مظفر):

حقاً لما؟

(يضحك مظفر بصوت مرتفع و ينظر إلى منيب بتهكم):

أتعبتَ قلبي يا رفيقْ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير