لم تكن أمى فى حاجة لأن تنطق إبان هذا الحضن اللذيذ، ولم أكن فى حاجة لأن أسمع شيئا، لقد اختصرت هذه العظيمة كل كلام الدنيا بحضن فقهت من خلاله كل ما أرادت أن تقول، و ازداد فهمى بعدما مسدت رأسى بيديها الرقيقتين، وازداد خطرها على الغريمة حينما طبعت عاى وجنتى قبلتين لا يزال أثرهما شاهدا على قصة عشقنا الأبدى!!
" أحبك يا صغيرى، ولا أود أن أشرك فى حبك أحد!! " هكذا قرأت ما فى عينى أمى العسليتين! كلمات تلمع من خلف الدموع!!
لكم تقهرنى تلك الدموع!! لا أحب أن أراها فى عينيك!! يا لقسوتى عليك يا أمى!! أيكون الحب جارفا و هادرا لهذه الدرجة!!
* * * *
أثارنى اليوم ما رأيت!! ر أيت ما لا أجد له تفسيرا، بل ربما ما يذهب العقل!!
أمى تدلف واثقة مبتسمة إلى حجرتى وفى يديها علبة مكتملة العدد لغريمتها تقدمها لى كهدية!! اشهدوا يا كل عشاق الدنيا!! أمى حبيبتى تقدم لى غريمتها وعشيقتى على طبق من فضة!!
ربما رأبا لصدع الثقة الذى اتسع بيننا!!
ما أسعدنى اليوم!! أخيرا جمعت بين الضدين، وفى المجلس الواحد، تماما مثلك يا أبى!!
أعطتنى أمى هديتها بكل هدوء وثقة!!
أخذتها متردد اليدين لكننى كنت ــ فى الحقيقة ــ سعيد القلب، شكرتها بقبلة حارة فوق جبينها الناصع، لمحت من خلالها عروق الغيرة نافرة بين عينيها الساحرتين.
ولما هممت بالانصراف رجتنى أن أقبل الغريمة أمام عينيها، فكان بالنسبة لى أمرا مستغربا ومخجلا فى ذات الوقت!!
كيف أطارحها الغرام مكشوفا للعيان؟؟!!
ناولتنى أمى منديلا ورقيا لأضعه فى فمى، يحول بينى وبين سموم الغريمة ــ على حد زعمها ـــ، حتى إذا ما انتهيت من قبلتين أو ثلاث، خطفتهما ـــ فى حضرة أمى ــ على استحياء، وجدت المنديل وقد تعرق بقتامة سوداء حتى إذا ما لمحتها أمى صاحت فى شبه انتصار:
" هكذا تبدو رئتيك من الداخل،عليها قتامة سامة!! "
لم يقنعنى ذلك و إن تصنعت الدهشة توافقا مع الموقف، لكننى سألتها بخبث:" كيف و أبى يقبلها كثيرا ولا يزال أقوى منك؟؟!!
إنها الغيرة يا أمى، قد أبدو صغيرا فى ناظريك لكننى، أعرف ما يدهشك، و أفهم بشكل أكثر دهشة!!
انكسرت حدة نظرتها أمام منطقى القوى، و قالت بنظرتها المكسورة فى شبه استسلام: "حسنا، أرى أنك متيم دنف، إذن فلتنه على هذه العلبة الآن، و سآتيك بغيرها وغيرها فأنا لا أبغى إلا راحتك يا صغيرى"!!
كان الشرط واضحا: سآتيك بالثانية والثالثة ... شريطة أن تنهى على هذه الآن!!
سعدت جدا بعدما لاحت بوادر نصرى الجازم فى معركة عشقى، فرحت أقبل محتويات العلبة بنهم بعدما سقطت عنى اقنعة الخجل إلى غير رجعة الأولى فالثانية فالثالثة .. ثم الرابعة .. ثم ال .. خ .. ا .. م .. س .. ة ثم انتابنى دوار شديد فسقطت الخامسة من فمى و سقطت منهارا معها.
لم أفق من غيبوبتى إلا على فراش المشفى، بلونه الأبيض الكالح، بينما صرخات ندائى على أمى تزلزل أركان الحجرة، لعلى أجد ترياق شفائى فى حضنها اللذيذ، بعدما خذلتنى الغريمة و أسفرت عن وجهها القبيح وجرعتنى شهد قبلاتها المميتة حتى الثمالة!!
ـ[نفين عزيز طينة]ــــــــ[27 - 12 - 2009, 04:02 م]ـ
اللله اللله
أسلوبك ممتع جدا يا عزيزي
استمتعت بكل كلمة
هنات مطبعية يمكنك اجتنابها
هذا مأخذي الوحيد على النص
أعجبني كثيرا كلامك عن شارب أبيك؛ تصوير حي أهنئك عليه
نهاية قصة متقنة معبرة مفتوحة تفسح المجال أمام القارئ
تقبل احترامي
بالأزرق دوما
نفين طينة
ـ[حريزي مريم نور الهدى]ــــــــ[28 - 12 - 2009, 12:12 ص]ـ
اللله اللله
أسلوبك ممتع جدا يا عزيزي
استمتعت بكل كلمة
هنات مطبعية يمكنك اجتنابها
هذا مأخذي الوحيد على النص
أعجبني كثيرا كلامك عن شارب أبيك؛ تصوير حي أهنئك عليه يا ابو الحمارس
نهاية قصة متقنة معبرة مفتوحة تفسح المجال أمام القارئ "1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - رااااااااااائعة ججججججججججججددددددددداااا"الله يعطيك الف الف عافية
ـ[محمد عبد الغفار صيام]ــــــــ[02 - 01 - 2010, 09:15 م]ـ
اللله اللله
أسلوبك ممتع جدا يا عزيزي
استمتعت بكل كلمة
هنات مطبعية يمكنك اجتنابها
هذا مأخذي الوحيد على النص
أعجبني كثيرا كلامك عن شارب أبيك؛ تصوير حي أهنئك عليه
نهاية قصة متقنة معبرة مفتوحة تفسح المجال أمام القارئ
تقبل احترامي
بالأزرق دوما
نفين طينة
الفاضلة /نيفين عزيز طينة
أشكر لك ردك الواعى، وعينك اللاقطة. دمت بخير.
ـ[محمد عبد الغفار صيام]ــــــــ[02 - 01 - 2010, 09:16 م]ـ
اللله اللله
أسلوبك ممتع جدا يا عزيزي
استمتعت بكل كلمة
هنات مطبعية يمكنك اجتنابها
هذا مأخذي الوحيد على النص
أعجبني كثيرا كلامك عن شارب أبيك؛ تصوير حي أهنئك عليه يا ابو الحمارس
نهاية قصة متقنة معبرة مفتوحة تفسح المجال أمام القارئ "1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - رااااااااااائعة ججججججججججججددددددددداااا"الله يعطيك الف الف عافية
أخجلنى إعجابك بالقصة أشكر لك ردك الكريم.
دمت بكل خير.