[من دفتر يومياتي 5 كيف تقوي ذاكرتك]
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[31 - 12 - 2009, 03:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قديما كان لدي شريط جاء مع كتاب
كلاهما معنون بـ كيف تقوي ذاكرتك (بخط بارز)
وبعنوان فرعي صغير تحته: وتجتازالامتحان
يذكر صاحبه - فهمت أنه أحد عباقرة علم النفس كما يقول عن نفسه - أن الفائدة لن تكتمل إلا بقراءة
الكتاب وسماع الشريط يوميا لفترة نسيت مقدارها
طبعا فتحت المغلف النايلوني ورميت الكتاب إلى حيث لا أدري
وأخذت الشريط وبدأت أستمع
في البداية مقدمات عن الدكتور الممغنط ثم تحذيرات بعدم القيام بالأعمال
التي تتطلب جهدا عضليا أو تركيزا ذهنيا
(تماما كشراب الكحة المعروف أو حبوب الهيستوب)
ويجب أن تكون وحيدا ولا يقاطعنك أحد لمدة ساعتين
لم يبق إلا أن يقول صم عن ذوات الأرواح أربعين يوما:)
لتصبح رياضة غير مشروعة يعرفها أهلها
وما كان أصعب تنفيذ شرط الوحدة وذلك لأن سيادة الممغنط يحسب الناس هنا
حيث شمس جزيرة العرب تلفح وجهك ثلاثة عشر شهرا في السنة:)
وحيث الغبار يسد منافذ جسمك سبعين يوما كل فصل
(وهذا ما ولد لدينا المناعة حيث لا منفذ لأي فايروس أو تروجان لاختراقك
لا كاسبر ولا نيلة)
نسينا الممغنط الذي يحسبنا كبني فرنجة وآل ماكدونالدز
لكل منا غرفة خاصة!!!
سريره الخاص وخزانته المزينة بألوان قوس قزح
التي تتحول مع الأيام إلى صور للمشاهير
تعال هنا أيها الممغنط وانظرنا
كنا نقتتل على الفراش لينتهي القتال بصلح جبري
ضمانته الخيزرانة أو ذراع ونصف استقطعت من خرطوم المياه
فإن لم تجد فتوصيلة احد الأجهزة الكهربائية تفي بالغرض
وبنود الصلح هي:
- يتم إلصاق الفراشين بطريقة عرضية
- ينام ثلاثتنا عليهما
- يعمم هذا الأمر ويعمل به فورا
مسكين أنت أيها الممغنط
وحتى إن تدبرت أمر الوحدة بتصيد أوقات خروج أخوي الفاضلين
ستبقى لدي أكبر مشكلة!!!!!
أمي التي أصبحت غريبة جدا
تراقب في صمت ونتنظر نظرات مريبة
ودائما أسمعها تمتم لجدتي:
الولد ما هو صاحي
والحقيقة هي أنني أنا الذي أصبحت غريبا عليها
فلم اعد ذاك الولد المسكين
أصبح صوتي أجشا وتغيرت ملامحي
عمليا اصبحت رجلا
وواقعيا نصف رجل
فلا رجولة حتى يزول الشعور بالطلم والاضطهاد الذي يشعر به كل مراهق
والحقيقة أن هذه المشكلة هي التي وقفت ضد نجاح السيد ممغنط
في تقوية ذاكرتي
فمن شروطه:
- أغلق الباب
ومن قوانين أمي
- لا يغلق دوني باب
ومن شروطه:
- ...........................................
ومن قوانين أمي:
- 100 جلدة بنظراتها الصارمة المختطلة حبا لا يمكن إخفاؤه (هل الهمزة هكذا صحيحة)
ومن شروطه:
- أن تكون لك وسادة من ريش النعام
ومن قوانين أمي:
- فكر في النعامة قبل ريشها:)
من شروطه:
- التركيز والتأمل
من قوانين أمي:
- التأ مل هو شرود ذهني مشكوك فيه
لأرى تلك النظرات المتسائلة: ما ما الذي يقلك يا ولدي؟
وأهم قانون: ممنوع اقتناء الأشرطة حتى تمر على الرقابة
واي شخص يرى شريطا مع الآخر دون الإبلاغ عنه
في موعد أقصاه الآن وفورا يعتبر متسترا ومتآمرا
وتنفذ في حقه عقوبة التآمر (يجلد قبل صاحب الجرم)
أما المسجل فلا يتم تشغيله إلا في الصالة حيث يلعلع صوته في كل الدار
إما بأصوات لن تكرر لعبدالله خياطأو زكي الداغستاني رحمهما الله
أو بقصيدة ليس الغريب
أو خطب الشيخ كشك رحمه الله
ومرت الأيام وبدأت تصرفاتي تدفع إلى الثقة - وإن كانت مصطنعة فما زلت في نظرها طفلا -
واستطعنا الانفراد بالسيد ممغنط
الوجه الأول من الشريط يحتوي على معلومات عن العقل والذاكرة من منظور علمنفسي (من يتدبر لنا أمر هذا النحت جزيتم الجنة؟)
أما الوجه الآخر ففيه سيثبت السيد ممغنط أن أمي هي سبب فشله وأنه لولا تدخلاتها
لكنت نائما إلى اليوم
صوت رياح ثم عصافير ثم صدى لهمس ساحر العقول يأمرك بإرخاء عضلاتك واحدة واحدة
حتى عضلات العينين وإنملة الخنصر
ثم يبدأ صوته في الخفوت ليخبرك ما الذي تشعر به من تنميل تحت ذقنك إلى وخزة في المرفق الأيسر
كنت أتنصنع تلك الأحساسيس لأنني أثق في العلم
وعدم تحققها يدل على أن العيب في شخصي الموقر وعدم التزامي الحرفي بأوامره
ثم يفزعك بصوت بعيد ومخيف:
أغمض عينيك وأرخ كل عضلة في جسدك
عضلات جبهتك ترتخي
هي الآن مرتخية
¥