تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أرى أن القرار فيه من الحكمة ما لا يخفى؛ فوضع كتب التراث في أيدي طلاب الماجستير فيه إساءة للتراث؛ لإنهم في مرحلة التدرب على تطبيق مناهج الدراسة العلمية، وإن كثيرا من الكتب التي حققها طلاب في هذه المرحلة بحاجة مزيد تدقيق وتحقيق.

ليس الأمر في هذا على إطلاقه أخي الكريم (أبو ذكرى)؛ففي طلاب الدراسات العليا من النابهين في فنّ التحقيق العلميّ ـ من ملك زمام أدواته أو كاد, و دونك الكتب اللغويّة المحققة في كثيرٍ من الرسائل الجامعية في قسم الدراسات العليا العربيّة في كلية اللغة العربيّة في جامعة أمّ القرى؛ فسترى فيها من التدقيق والتحقيق العلميّ ما لايقلّ عن عمل المحقّقين الكبار, لا أقول ذلك إلا لمعرفتي بما يحقّقه طلاب الدراسات العليا هناك , الذين أصبحوا بعد تخرّجهم أعلامًا في فنّ التحقيق, من أمثال الدكتور عيّاد الثبيتي, والدكتور سليمان العايد, و الدكتور عبد الرحمن العثيمين, و غيرهم ,و من آخر ما صدر لهم في هذا الباب مشاركتهم في تحقيق الموسوعة اللغوية الكبرى: (المقاصد الشافية في شرح الخلاصة الكافية) ,للشاطبي, في عشر مجلدات, وفيه من العمل المتقن ما لا يخفى على ذي لبّ, و من أسباب إجادتهم ذلك أنّ الجامعة كانت تضم نخبةً من الأساتذة الكبار في علم اللغة والنحو و في علم تحقيق المخطوطات؛ من أمثال الأستاذ الدكتور محمود الطناحي رحمه الله صاحب التجارب الواسعة والأحاديث البارعة في هذا الفنّ, والأستاذ الدكتور خليل محمود عساكر رحمه الله, و السيد أحمد صقر, وكانت تستقطب أعلام التحقيق لتحقيق المخطوطات في معاهدها العلميّة, و تقيم المحاضرات لكبار المحقّقين, وقد حضرت فيها ـ وأنا طالب في السنة التمهيدية للماجستير ـ محاضرةً للشيخ المحقق الكبير الأستاذ عبد السلام هارون رحمه الله.

هذا مثال حيّ أخي الكريم, وليس ترويجًا لجهةٍ مّا, فهؤلاء المحقّقون الذين ينهضون بعبء تحقيق التراث العظيم هم طلاب الدراسات العليا بالأمس الذين حققوا كثيرًا من مصادر اللغة و النحو على نحوٍ مجوّد, و اقرأ إن شئت تحقيق الدكتورعياد الثبيتي لكتاب البسيط في شرح الجمل للزجاجي, لابن أبي الربيع؛ فهو من عمله و هو طالب في الدراسات العليا, و هو منشورٌ في دار الغرب الإسلامي. و انظر الكتاب هنا. ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=31710)

ولو منعنا تحقيق كتب التراث في الرسائل العلميّة جملةً؛ فمن سيحققها ـ ونحن نرى مانرى من تحقيقاتٍ تجاريّةٍ لا تقوم بالحد الأدنى من العمل العلميّ؟!

و لو حجبنا طلاب الدراسات العليا عن تحقيق المخطوطات؛ فمن أين لنا أنْ ننشىء جيلًا من المحققين المهرة في مستقبل أمرنا؟!

فالأمر إذن لابد فيه من التفصيل, و علاج الأخطاء, ومن أهمّها الاهتمام بتدريس فن التحقيق على يد مختصين قادرين, وعدم إسناد تحقيق الكتب في مرحلة الدراسات العليا إلا لبعض الطلاب الذين أظهروا براعةً في هذا الفنّ, ويمكن للقسم أو الجامعة استحداث الإجراءات التي تراها مناسبةً لمعرفة قدرات الطلاب في هذا الباب, و في غيره, و يمكن كذلك اختيار بعض الكتب المخطوطة لتكون محل تدريبٍ لهم, والاستعانة بآراء الأساتذة و تزكياتهم لطلابهم؛ حتى لا يُسند الأمر إلى غير أهله, وغير ذلك ممّا يطول شرحه.

وفق الله المخلصين!

ـ[بلاغة الروح]ــــــــ[17 - 09 - 2008, 12:19 م]ـ

أستاذي الكريم:

ما أجمل تعليقك!

لاحرمك الله الأجر والمثوبة ..

صدقت .. لو قام كل مؤتمن بأمانته؛ لكفينا كثيرا من قراراتنا المؤسسة على مهادنة الرديء!

ـ[ضاد]ــــــــ[17 - 09 - 2008, 12:33 م]ـ

أرى والله أعلم أن القرار فيه وعليه, فيه من الخير في حث الطلبة على المواضيع الحديثة الموجهة وتوجيههم عن استسهال التحقيق, وعليه من قطع الطلبة عن تراث الأمة والكتب اللغوية التي تزخر بها المكتبة العربية ولما تر النور. أرى أن يجعل اختصاصان, اختصاص لغوي حديث واختصاص لغوي تقليدي, وعلى الطالب التخصص في المجال الذي يرى نفسه قادرا عليه. مع أني أشجع البحوث الحديثة مع إمكان ربطها بالتراث اللغوي العربي, وخصوصا في مجال بيداغوجيا اللغة وتطوير درس النحو العربي والاستفادة من خبرات غيرنا في هذا المجال, فهي أراها أفيد لمستقبل العربية عند متكلميها من تحقيق كتاب ربما لن يخرج من المكتبة, وتظل هذه وجهة نظر عملية, ليس فيها استنقاص من أحد البتة, فإن أصابت فمن الله بفضله ومنته, وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان. بوركتم.

ـ[أبو مالك النحوي]ــــــــ[03 - 11 - 2008, 05:23 م]ـ

قرار خاطئ بمعنى الكلمة ..

وأنا على يقين بأن من أصدر هذا القرار لم يكلف نفسه ولو لساعة عناء النظر والعمل في صفحة واحدة من صفحات المخطوطات القديمة ..

لم أجد أستاذا أو دكتورا راقيا في نظرته وفي علمه يقول بذلك ..

حققت مخطوطا في علم الصرف بلغ 700 صفحة اكتسبت من خلالها علما ودراية لا تتأتى لأي شخص يدرس موضوعا نحويا محدودا.

وبالنسبة لقول أخي (أبو ذكرى) بأن القرار في مكانه لكيلا يسيء طلبة الماجستير إلى التراث وهم مازالوا زغب الحواصل، فأقول: أين دور المشرفين على تلك الرسالة في توجيه الطالب ومساندته في كل صغيرة وكبيرة؟ وأين دور المناقشين في صقل تلك الرسالة والوقوف على عثراتها وهم يتقاضون أجرا مقابل قراءتهم؟!

باختصار: القرار غير صحيح، ويمكن قبول المخطوطات ضمن شروط صارمة: كأن يكون المخطوط مناسبا في حجمه، وفي موضوعه، وأن يكون له قيمة علمية كأن يكون قبل عام 1000 هـ، وهكذا ..

أصلح الله الأمير

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير