[تهميشات على معلقة امرئ القيس ....]
ـ[هب الريح]ــــــــ[28 - 07 - 2007, 02:27 م]ـ
قصيدة للدكتورالشاعر: أبي أسامة عبدالرحمن العشماوي
«قِفَا نَبْكِ» من ذكرى صريعٍ مُجَنْدَلِ بسِقْطِ الأسى بين الهوى والتَّذَلُّلِ
فَدِجْلَةَ فالماءِ الذي صار لونُه كلونِ حياضِ الذَّبْح يومَ التَّحَلُّلِ
فبغدادَ فالأقصى الجريحِ فصخرة ٍتئنُّ من الباغي أنينَ المكبَّلِ
فكشميرَ فالافغانِ صارتْ بلادُهم من البؤسِ تغلي باللَّظى غَلْيَ مِرْجَلِ
فناحيةٍِ الشيشان ِحيث تَزَلْزَلَتْ بيوتُ بني الإسلام شَرَّ التَّزَلْزُلِ
قفا نَبْكِ من أحوال أمتنا التي نراها بجمر البَغْي تُصْلَى وتصطلي
ترى قِطَعَ الأشلاء في «عَرَصاتِها» تعبِّر فيها عن يتيمٍِ ومُثْكِلِ
فكم واردٍِ فيها على حوض موته وكم ذائقٍ فيها مرارةَ حَنْظَلِ
«وقوفاً بهاصحبي»، يقولون: لا تَقِف ْحزيناً، «ولا تَهْلَكْ أسىً وتجمَّلِ»
ألم يُبصروا مثلي، تَخاذُلَ أمتي «فهل عند رسمٍ دارسٍِ من معوَّلِ»؟
ألا يا امْرأَ القيسِ الذي فاض دمعُه ألست تراني، بَلَّ دمعيَ مِحْمَلي؟!
وصَفْتَ لنا أمَّ الحُوَيْرِثِ عابثا ً«وجارتَها أمَ الرَّبابِ بمَأْسَلِ»
وصفْتَ لنا مِسْكاً تَضوَّع منهما كما هَبَّ نِسْنَاسُ الصَّبا بالقَرَنْفَلِ
نقلْتَ لنا أخبارَ خِدْرِ عُنيزة ٍوصَرْخَتَها بالويلِ «إنَّكَ مُرْجِلي»
وفاطمَ إذْ ناديتَها متوسِّلاً «أَفاطمُ مهلاً بعضَ هذا التَّدَلُّلِ»
نَحَرْتَ على شرع الهوى ناقةَ الهوى لَتَغْذوَ مَنْ تهوى «بدارَةِ جُلْجُلِ»
«تركتَ العذارى يرتمينَ بلحمها وشحْمٍ كَهُدَّابِ الدِّمَقْسِ المُفَتَّلِ»
لقد كنتَ ضِلَّيلاً تميلُ مع الهوى كما مالَ في عصري دُعاةُ التحلُّلِ
فكنتَ على ما كُنْتَ قُدْوَةَ ماجن ٍخليعٍ صريعٍ للتَّمادي مضلِّلِ
ألا يا امْرَأَ القيس الذي ثار قلبُه لقتل الأبِ المنكوب أَسْوَأَ مَقْتَلِ
تحوَّلْتَ من خمرٍ ولهوٍ وضَيْعَةٍ إلى حَمَلات الثَّأْر أقوى تَحوُّلِ
تجاوزْتَ حدَّ العقلِ في الثَّأْر، مثلما تجاوزْتَ في الأَهواءِ حَدَّ التَّعَقُّلِ
ألا ليتَ شعري، لو رأيتَ تخاذُلاً لأمتنا في حالِها المُتَمَلْمِلِ
فيا ربَّما جرَّدْتَ سيفكَ مُقبلاً «بمنجردٍ قيدِ الأَوابدِ هيكلِ»
تبدَّلْتَ في حالَيْكَ، والأمَّةُ التي تعوَّذَ منها الذُّلُّ لم تتبدَّلِ
ألا يا امرأ القيسِ الذي مات نائياً تركتُكَ محمولاً على شرِّ مَحْمَلِ
لقيتَ جزاءَ المُلْتجي لعدوَّه فصرت عن المجد التَّليدِ بمعزِلِ
ايا حاملاً في النَّار راية شعره ويا من رآه اللَّهوُ أكبرَ مُوغِلِ
هجرتُك مُذْ لاحتْ لعينيْ مليحةٌ تقرِّب كفَّيْ من جَنَاها المعلَّلِ
لها غُرَّةٌ يَسْتَمْنِحُ الفجرُ نورَها وفرعٌ «كَقِنْوِ النَّخلةِ المُتَعَثْكِلِ»
وفي مقلتيها أَفْرَغَ الحسنُ نفسَه كناظرتَيْ ظبيٍ «بوَجْرَةَ مُطْفِلِ»
تجاوزتُ أسواراً من الدَّهر نحوها فلله واحاتٌ تجلَّتْ لمُجْتَلِي
ولله أمجادٌ تراءَتْ لناظر ٍولله حقٌ لاح للمتأمِّلِ
سقاني من الماءِ المبارِكِ شَرْبَةً وجلَّلَ أحلامي بثوبٍ مُرَحَّلِ
شريعتنا الغرَّاء أشرق نورُها بآي من الوحي الكريم المُنَزَّلِ
وصلتُ إليها، والصَّباحُ يمُدُّ لي يَدَ النُّور، عَنْها ظٌلْمَةُ الليل تَنجلي
فيا ليتني أَلْقيتُ رَحْليَ عندها ولم أتكلَّفْ رحلةَ المترحِّلِ
فلما دَنا ركبي إلى عصرنا الذي بدا مثلَ «خَبْتٍ ذي حِقَافٍ عَقَنْقَلِ»
تجوَّلْتُ حتى قال دربي: إلى متى وحتى رأيت البيدَ ملَّتْ تجوُّلي
وأَلْقَيْتُ رَحْلي عند واقع أمتي أقلِّب طرفَ الناظِر المُتَأَوِّلِ
فلاحتْ لعينيْ صورةُ القُدسِ، وجهُها كسِيْفٌ، وفي أعماقها الحزنُ يغتلي
تسوق جواداً يشتكي قَسْوَةَ الحَفَى حوافرُه صارت كأطَرافِ مُنْخُلِ
بطيئاً ثقيلاً واهناً خائفاً معا ًكجثَّةِ شيخٍ عند حي مُوَلْوِلِ
على الذُّلِّ «جيَّاشاً» كأنَّ نَشيجه توجُّع شَعْبٍ في فلسطينَ مُهْمَلِ
حَرُوناً «إذا ما السابحاتُ على الوَنَى» ركضْنَ تَراخَى مٌوغلاً في التَّمَلْمُلِ
¥