[أشعار لا تموووت]
ـ[فواز السلمي]ــــــــ[05 - 12 - 2007, 01:54 ص]ـ
:::
يزخر الأدب العربي حديثه وقديمه بروائع شعرية خالدة وحكم مجيدة جمع فيها أصحابهاخلاصة تجاربهم في هذه الحياة
وأنا –هنا- أشارك بأبيات وقصائد لشعراء اعتلوا قمم الشعر العربي على مدى عصوره المختلفة وكانوا معالم بارزة في طريقه الفني 0
أشير إلى أن مااخترته لايمثل إلانطفة من ماء بحرنا الشعري الذي لاحدود له
أتمنى أن يجد هذا العمل قبولاً واستحسانا لديكم وأن تقضوا وقتا ماتعاً مع هذه
المادة الأدبية
علي بن أبي طالب:-
إذا اجتمع الآفات فالبخل شره
وشر من البخل المواعيد والمطل
ولاخير في وعد إذا كان كاذبا
ولاخير في قول إذا لم يكن فعل
إذا كنت ذافعل ولم تكن عالما
فأنت كذي رجل وليس له نعل
وإن كنت ذاعلم ولم تكن عاملا
فأنت كذي نعل وليس له رجل
* * *
أذان المرء حين الطفل يأتي
وتأخير الصلاة إلى الممات
دليل أن محياه قصير
كما بين الأذان إلى الصلاة
•الإمام الشافعي:-
دع الأيام تفعل ماتشاء
وطب نفسا إذاحكم القضاء
ولاتجزع لحادثة الليالي
فما لحوادث الدنيا بقاء
وكن رجلا على الأهوال جلدا
وشيمتك السماحة والوفاء
وإن كثرت عيوبك في البرايا
وسرك أن يكون لها غطاء
تستر بالسخاء فكل عيب
يغطيه كما قيل السخاء
ولاتر للأعادي قط ذل
فإن شماتة الأعدابلاء
ولا ترج السماحة من بخيل
فما في النارللظمان ماء
ورزقك ليس ينقصه التأني
وليس يزيد في الرزق العناء
تموت الأسد في الغابات جوعا
ولحم و لحم الضأن تأكله الكلاب
وعبد قد ينام على حرير
وذو نسب مفارشه التراب
* * *
نعيب زماننا والعيب فينا
ومال زماننا عيب سوانا
ونهجوا ذا الزمان بغير ذنب
ولو نطق الزمان لنا لهجانا
وليس الذئب يأكل لحم بعض
ويأكل بعضنا بعضا عيانا
* * *
الدهر يومان ذا أمن وذا خطر
والعيش عيشان ذا صفو وذا كدر
أما ترى البحر تعلو فوقه جيف
وتستقر بأقصى قاعه الدرر
وفي السماء نجوم لا عداد لها
وليس يكسف إلا الشمس والقمر
* * *
قالوا سكتَّ وقد خوصِمتَ قلت لهم
إن الجواب لِباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف
وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة
والكلب يخسى لعَمري وهو نباح
* * *
يخاطبني السفيه بكل قبح.
فأكره أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهة فأزيد حلما
كعود زاده الإحراق طيبا
* * *
علي بن الجهم:-
غيرُ الليالي بادئاتٌ عوَد
والمال عارية، يُفاد، وينفَد
ولكل حالٍ مُعقِب، ولربما
أجلى لك المكروهُ عمّا يُحمَد
لا يؤيسنّكَ من تفرّج كربة
خطبٌ رماكَ به الزمان الأنكدُ
واصبر فإن الصبر يُعقِبُ راحةً
في اليوم، تأتي، أو يجيءُ بها الغد
كم من عليل قد تخطّاه الردى
فنجا، ومات طبيبُه والعُوَّدُ
الطغرائي:-
حُبُّ السَّلامةِ يَثني همَّ صاحبِه
عنِ المعالي ويُغري المرءَ بالكَسَلِ
فإنْ جَنَحتَ إليهِ فاتَّخذْ نَفَقاً
في الأرضِ أو سُلَّماً في الجوِّ فاعتزلِ
ودَعْ غِمارَ العُلى للمُقدِمينَ على
رُكوبِها واقتَنعْ منهنَّ بالبَلَلِ
يَرضى الذَّليلُ بخفضِ العيشِ يَخفضُهُ
والعِزُّ عندَ رَسيمِ الأينُقِ الذُّلُلِ
فادرأْ بها في نُحورِ البيدِ جافلةً
مُعارضاتٍ مثاني اللُّجمِ بِالجُدُلِ
إنَّ العُلى حدَّثتنْي وهيَ صادقةٌ
فيما تُحدِّثُ أنَّ إلعِزَّ في النُّقَلِ
لو أنَّ في شرفِ المأوى بُلوغَ مُنىً
لم تبرحِ الشَّمسُ يوماً دارةَ الحَمَلِ
أهبتُ بالحظِّ لو ناديتُ مُستمعاً
والحظُّ عنّيَ بالجُهَّالِ في شُغلِ
لعلَّهُ إنْ بدا فضلي ونقصُهُمُ
لِعينهِ نامَ عنهمْ أو تنبَّهَ لي
أُعلِّلُ النَّفسَ بالآمالِ أرقُبُها
ما أضيقَ العيشَ لولا فَسحةُ الأملِ
لم أرضَ بالعيشِ والأيامُ مقبلةٌ
فكيفَ أرضى وقد ولَّتْ على عَجَلِ
غالىَ بنفسيَ عِرفاني بقيمتِها
فصُنْتُها عن رخيصِ القَدرِ مُبتذَلِ
وعادةُ النَّصْلِ أن يَزهو بجوهرِهِ
وليسَ يعملُ إلا في يَديْ بَطَلِ
ما كنتُ أوثِرُ أنْ يمتدَّ بي زَمني
حتَّى أرى دولةَ الأوغادِ والسِّفلِ
تَقَدَّمَتْني أناسٌ كانَ شَوطُهُمُ
وراءَ خطويَ إذْ أمشي على مَهَلِ
هذا جزاءُ امريءٍ أقرانُهُ دَرَجوا
من قبلهِ فتمنَّى فُسحةَ الأجلِ
وإنْ علانيَ مَنْ دوني فلا عجبٌ
لي أُسوةٌ بانحطاطِ الشمسِ عن زُحلِ
فاصبرْ لها غيرَ محتالٍ ولا ضَجرٍ
في حادثِ الدَّهرِ ما يُغني عن الحيَلِ
¥