تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أَحلافَها وَأَتَت في جَحفَلٍ لَهِمِ

تَستَمرِئُ البَغيَ مِن جَهلٍ وَما عَلِمَت

أَنَّ الجَهالَة مَدعاةٌ إِلى الثَّلَمِ

وَقامَ فيهم أَبُو سُفيانَ مِن حَنَقٍ

يَدعُو إِلى الشَّرِّ مثلَ الفَحلِ ذِي القَطَمِ

فَخَندَقَ المُؤمِنُونَ الدّارَ وَاِنتَصَبُوا

لِحَربِهِم كَضَواري الأُسدِ في الأَجَمِ

فَما استَطاعَت قُرَيشٌ نَيلَ ما طَلَبَت

وَهَل تَنالُ الثُّرَيّا كَفُّ مُستَلِمِ

رامَت بِجَهلَتِها أَمراً وَلَو عَلِمَت

ماذَا أُعِدَّ لَها في الغَيبِ لَم تَرُمِ

فَخَيَّبَ اللَّهُ مَسعاها وَغادَرَها

نَهبَ الرَّدى وَالصَّدى وَالرِّيحِ وَالطَّسَمِ

فَقوَّضَت عُمُدَ التَّرحالِ وَاِنصَرَفَت

لَيلاً إِلى حَيثُ لَم تَسرَح وَلَم تَسُمِ

وَكَيفَ تَحمَدُ عُقبى ماجَنَت يَدُها

بَغياً وَقَد سَرَحَت في مَرتَعٍ وَخِمِ

قَد أَقبَلَت وَهيَ في فَخرٍ وَفي جَذَلٍ

وَأَدبَرَت وَهيَ في خِزيٍ وَفي سَدَمِ

مَن يَركَبِ الغَيَّ لا يَحمَد عَواقِبَهُ

وَمَن يُطِع قَلبُهُ أَمرَ الهَوى يَهِمِ

ثُمَّ اِنتَحى بِوُجُوهِ الخَيلِ ساهِمَةً

بَني قُرَيظَةَ في رَجراجَةٍ حُطَمِ

خانُوا الرَّسُولَ فَجازاهُم بِما كَسَبُوا

وَفِي الخِيانَةِ مَدعاةٌ إِلى النِّقَمِ

وَسارَ يَنحُو بَني لِحيانَ فَاِعتَصَمُوا

خَوفَ الرَّدى بِالعَوالي كُلَّ مُعتَصَمِ

وَأَمَّ ذا قَرَدٍ في جَحفَلٍ لَجِبٍ

يَستَنُّ في لاحِبٍ بادٍ وَفي نَسَمِ

وَزارَ بِالجَيشِ غَزواً أَرضَ مُصطَلِقٍ

فَما اتَّقُوهُ بِغَيرِ البِيضِ في الخَدَمِ

وَفي الحُدَيبِيَةِ الصُّلحُ اِستَتَبَّ إِلى

عَشرٍ وَلَم يَجرِ فيها مِن دَمٍ هَدَمِ

وَجاءَ خَيبَرَ في جَأواءَ كَالِحَةٍ

بِالخَيلِ كَالسَّيلِ وَالأَسيافِ كَالضَّرَمِ

حَتّى إِذا اِمتَنَعَت شُمُّ الحُصونِ عَلى

مَن رامَها بَعدَ إِيغالٍ وَمُقتَحَمِ

قالَ النَّبِيُّ سَأُعطِي رايَتِي رَجُلاً

يُحِبُّنِي وَيُحِبُّ اللَّهَ ذا الكَرَمِ

ذا مِرَّةٍ يَفتَحُ اللَّهُ الحُصونَ عَلَى

يَدَيهِ لَيسَ بِفَرّارٍ وَلا بَرِمِ

فَما بَدا الفَجرُ إِلّا وَالزَّعيمُ عَلى

جَيشِ القِتالِ عَلِيٌّ رافِعُ العَلَمِ

وَكانَ ذا رَمَدٍ فَارْتَدَّ ذا بَصَرٍ

بِنَفثَةٍ أَبرَأَت عَينَيهِ مِن وَرَمِ

فَسارَ مُعتَزِماً حَتّى أَنافَ عَلى

حُصُونِ خَيبَرَ بِالمَسلُولَةِ الخُذُمِ

يَمضِي بِمُنصُلِهِ قُدماً فَيَلحَمُهُ

مَجرى الوَريدِ مِنَ الأَعناقِ وَاللِّمَمِ

حَتّى إِذا طاحَ مِنهُ التُّرسُ تاحَ لَهُ

بابٌ فَكانَ لَهُ تُرساً إِلى العَتَمِ

بابٌ أَبَت قَلبَهُ جَهداً ثَمانِيَةٌ

مِنَ الصَّحابَةِ أَهلِ الجِدِّ وَالعَزَمِ

فَلَم يَزَل صائِلاً في الحَربِ مُقتَحِماً

غَيابَةَ النَّقعِ مِثلَ الحَيدَرِ القَرِمِ

حَتّى تَبَلَّجَ فَجرُ النَّصرِ وَاِنتَشَرَت

بِهِ البَشائِرُ بَينَ السَّهلِ وَالعَلَمِ

أَبشِر بِهِ يَومَ فَتحٍ قَد أَضاءَ بِهِ

وَجهُ الزَّمانِ فَأَبدى بِشرَ مُبتَسِمِ

أَتى بِهِ جَعفَرُ الطَّيّارُ فَاِبتَهَجَت

بِعَودِهِ أَنفُسُ الأَصحابِ وَالعُزَمِ

فَكانَ يَوماً حَوى عِيدَينِ في نَسَقٍ

فَتحاً وَعَود كَرِيمٍ طاهِرِ الشِّيَمِ

وَعادَ بِالنَّصرِ مَولى الدِّينِ مُنصَرِفاً

يَؤُمُّ طَيبَةَ فِي عِزٍّ وَفِي نِعَمِ

ثُمَّ اسْتَقامَ لِبَيتِ اللَّهِ مُعتَمِراً

لِنَيلِ ما فاتَهُ بِالهَديِ لِلحَرَمِ

وَسارَ زَيدٌ أَميراً نَحوَ مُؤتَةَ في

بَعثٍ فَلاقى بِها الأَعداءَ مِن كَثَمِ

فَعَبَّأَ المُسلِمُونَ الجُندَ وَاِقتَتَلُوا

قِتالَ مُنتَصِرٍ لِلحَقِّ مُنتَقِمِ

فَطاحَ زَيدٌ وَأَودى جَعفَرٌ وَقَضى

تَحتَ العَجاجَةِ عَبدُ اللَّهِ في قُدُمِ

لا عارَ بِالمَوتِ فَالشَّهمُ الجَرِيءُ يَرى

أَنَّ الرَّدى في المَعالي خَيرُ مُغتَنَمِ

وَحِينَ خاسَت قُرَيشٌ بِالعُهُودِ وَلَم

تُنصِف وَسارَت مِن الأَهواءِ في نَقَمِ

وَظاهَرَت مِن بَني بَكرٍ حَليفَتَها

عَلى خُزاعَةَ أَهلِ الصِّدقِ فِي الذِّمَمِ

قامَ النَّبِيُّ لِنَصرِ الحَقِّ مُعتَزِماً

بِجَحفَلٍ لِجُمُوعِ الشِّركِ مُختَرِمِ

تَبدُو بِهِ البِيضُ وَالقَسطالُ مُنتَشِرٌ

كَالشُّهبِ في اللَّيلِ أَو كَالنّارِ فِي الفَحَمِ

لَمعُ السُّيُوفِ وَتَصهالُ الخُيولِ بِهِ

كَالبَرقِ وَالرَّعدِ في مُغدَودِقٍ هَزِمِ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير